رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

لغز هروب الأخوان «نوح»

الأخوين نوح مؤسس
الأخوين نوح مؤسس «كابيتر»

أزمة «كابيتر» تُفجر المخاوف من توقف تمويلات رواد الأعمال

 

آثار الخروج المفاجئ أو هروب الأخوين محمود وأحمد نوح المشاركين فى تأسيس شركة « كابيتر» بعد اقتراضهما على 33 مليونًا من البنوك حالة ذعر وارتباك فى سوق الشركات الناشئة، الذى كان قبل ثلاث سنوات فرس الرهان للبزنس فى مصر.

وتقوم فكرة «كابيتر» على العمل كوسيط إلكترونى بين كبار التجار وأصحاب الأكشاك ومحلات البقالة الصغيرة.

وبات واضحًا أن الأزمة المالية العالمية الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية قد لحقت حتى بالبزنس غير التقليدى، لتعرقل طموح مغامرين جدد كانوا يتصورون أن أفكارهم غير التقليدية باب مشروع لتحقيق الأرباح والنمو.

وبعيدًا عن تطورت حالة «كابيتر» ذاتها، وما إذا كان رد مؤسسى الشركة بأنهما لم يهربا ولم يختلسا أموالًا ولم يتعرضا لأى اتهام رسمى، وأن الأمر لا يتجاوز تعثرًا طبيعيًا يمكن أن تتعرض له أى شركة صحيحًا أم لا، فإن الواقعة تثير المخاوف والهواجس بشأن مدى جاهزية السوق المصرى للشركات الناشئة، أو ما يطلق عليه البعض بملائكة ورواد الأعمال.

ومصطلح الشركات الناشئة يقصد به الشركات الحديثة التى أقيمت على أساس فكرة إبداعية غير مسبوقة، مثلما هو الحال فى «فيسبوك» أو «أوبر» أو «أمازون»، التى تنمو بمعدلات نمو غير عادية لتتحول بعد ذلك إلى شركات عالمية.

ومنذ 2018 تعددت المؤتمرات والمنتديات المبشرة بسوق واعد فى مصر للشركات الناشئة، خاصة مع نجاح وسطوع شركات ناشئة مصرية مثل «سويفل»،«بيكيا»، «مكسب»، «فيزيتا»، «رايز آب»، و«وصلة» وغيرها.

ووفقًا لتصورات بعض الاقتصاديين فإن الأزمة الأخيرة قد تؤثر على حجم التمويل المخصص للشركات الناشئة فى السنوات القادمة، وهو ما يُعرقل اطروحات الابتكار والتجديد والتطوير اللازم.

غير أن هناك من يرى الأزمة العالمية وتعثر بعض المشروعات فى هذا المجال بمثابة دافع للمراجعة الجيدة لأى فكرة مطروحة، بما يؤدى إلى قصر التمويل على الأفكار غير المسبوقة والمبتكرة بالفعل، وهو ما يصب فى صالح السوق على المدى البعيد، بحيث يقتصر البقاء على الشركات المتقنة التى يديرها أفراد متميزون وجادون.

ويشير تقرير لمؤسسة «إنتربرايز» إلى أن أى مشروع جديد يمثل قدرًا من المخاطر. وتستشهد المؤسسة بإحصائية أمريكية تقول إن واحدًا من كل خمس شركات جديدة تفشل فى عامها الأول، فيما تختفى نصف الشركات الجديدة بحلول العام الخامس. وأيضًا، تفشل نحو 70% من الشركات فى

الاستمرار حتى العام الخامس.

 وتحاول «إنتربرايز» أن تدلل بذلك على أن فشل وانهيار الشركات الناشئة أمر طبيعى، وأن الاستثناء هو الاستمرار فى النمو، غير أن ذلك الطرح الشائع فى السوق الأمريكى، والأسواق الأوروبية لا يُمكن تطبيقه على مصر، التى تواجه مشكلات بيروقراطية عديدة تجعل إغلاق شركة أمرًا أكثر صعوبة من إنشائها، فضلًا عن ضعف الإمكانات وغياب ثقافة المغامرة.

ومكمن الخطورة فى وصول الأزمة المالية إلى سوق الشركات الناشئة ينطوى على أنها كانت بمثابة طرح متاح لدى المبتكرين وأصحاب القدرات التعليمية المتميزة لسد للمساهمة فى التشغيل وتوفير فرص العمل، فى ظل تجمد النشاط الصناعى، واتساع الركود فى القطاعات التقليدية.

فضلًا عن تأثر التمويل المتاح للشركات المصرية فى هذا الصدد، الذى يمثل مصدرًا للعملة الصعبة، وحسبنا أن نعرف هنا أن 35 شركة ناشئة فى مصر جذبت خلال الفترة من يناير إلى يوليو الماضيين نحو 270 مليون دولار لتمويل أفكار إبداعية مبتكرة. وكان من المثير أن شركة واحدة يمتلكها رواد أعمال جدد هى «ثاندر» والمتخصصة فى تداول الأوراق المالية إلكترونيا حصلت فى فبراير الماضى على 20 مليون دولار كتمويل.

ونشرت مؤسسة «فايرال» للدراسات والبحوث بحثًا عن أهم العاملين فى سوق الشركات الناشئة، وكان من المفاجئ أن كثيرًا من كبار رجال الأعمال بدأوا الالتفات للمجال وسارعوا إلى الدخول فيه، وقالت إن أبرز هؤلاء هم ماجد شوقى الرئيس الأسبق للبورصة، أيمن قره رجل الصناعة المتخصص فى صناعة الزيوت، ومحسن محجوب العامل فى مجال الصناعات الدوائية، وكريم هلال، وغيرهم.