بدر.. ديوان جديد بتوقيع عايدي علي

صدر حديثًا عن وكالة الصحافة العربية ناشرون ديوان "بدر"، وتقع هذه القصائد في المنطقة البينية بين أنواع أدبية مختلفة، خصوصا فن الشعر وفن القصة القصيرة جدا، ومن ثم تنفلت هذه القصائد في الغالب من الشعر القائم على الاستعارة لتتفاعل مع الشعر القائم على السرد.

ويبدو في هذه القصائد التفاعل مع التراث بطريقة هاربة لا تمثل ثقلا نوعيا على القصائد، وإنما يبدو التراث وكأنه رماد ثقافي خصب مبثوث فيها، كما يبدو الفكر الفلسفي في صيغة فنية لافتة تجعله ينبض بالحياة.

ويسجل البصر حضورا نوعيا في هذا الديوان، فهو ديوان يعتمد بالأساس على ما تبصره الذات الشاعرة، وليس على ما تسمعه من إبداع شعري سابق، فهو يؤسس لرؤية فنية خاصة تعتمد على ما يراه هو لا ما أنتجه سابقوه.

 

ويعد ديوان "بدر" هو السابع في مسيرة الأستاذ الدكتور عايدي علي جمعة الشعرية، والمؤلف التاسع عشر في سلسلة كتبه التي تنوعت بين

الدراسات النقدية والمؤلفات الأدبية، والدكتور عايدي علي جمعة هو أستاذ الأدب والنقد جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب ومن واقع كلمة الغلاف الخلفي للديوان يقول د. عايدي عن القصائد:

 

ومن هنا فقد حاولت هذه القصائد أن تنفلت من كل ما تم تكريسه من سمات القصيدة الجمالية السابقة لتشكل هي جمالياتها الخاصة بها. وقد أهدى دكتور عايدي علي جمعة للمعرض إحدى قصائد ديوانه "بدر" وهي بعنوان "عشتار" جاء فيها :

عشتار
حين رأيت الفاتنة الخمرية
ذات العينين الساحرتين
والصوت المملوء بنبض الخصب
يأتيني عبر الهاتف
وحدائق بابل
تتمثل لي
في نبرتها
قلت لنفسي:
هذي عشتار تطل عليك
فإذا بحجارة أيامي
تخصب ألوانا شتى
من تفاح الجنة