دير البابا كيرلس وأم الغلابة.. منبر ديني يحمل شفاعة شخصيات من تراث الأرثوذكس (صور)
تزخر مصر بتاريخها القبطي العريق الذي أفاض على العالم بكنوز بشرية وقديسين، منهم من أثرى الكون بعلمه ولاتزال تعاليمه تُنير المنابر الأرثوذكسية، وآخرين أسسوا فكرًا فريدًا يؤول إلى أرض الكنانة الفضل في نشرها كالرهبنية التي خرجت من صحرائها على يد القديس الأنبا أنطونيوس المعروف عالميًا بـ"أب الرهبان" وباتت تنتشر حتى بُنيت الأديرة بمختلف طوائفها وعقائدها.
اقرأ أيضًا..
البابا كيرلس السادس.. ضخ الدماء في وريد الكنيسة وأعادها للحياة بعد الأنهيار1-3
دير البابا كيرلس وأم الغلابة
كالبنيان المرصوص تقف قلايات "دير البابا كيرلس وأم الغلابة" كصورة لخلايا النحل تفيض برحيقها على مساحة من الأرض تقبع بشرق السكة الحديد القاهرة الكبري، ولا يزال تحت الإنشاء وتتلهف قلوب الأقباط لإنهاء عمليات البناء والترميم لدير يحمل شفاعة مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس أحد الأعمدة التي نهضة الكنيسة على يدها بالإضافة إلى "أم الغلابة" وهى سيدة لقبها قداسة البابا شنودة الثالث بهذا الاسم نسبةً لدورها وقلبها العامر بالمحبة والإيمان.
البابا كيرلس السادس.. أساس نهضة الكنيسة القبطية
ولد مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية والبابا الـ 116 في تاريخ الكنيسة القبطية، 8 أغسطس 1902م باسم" عازر يوسف عطا"، وعاش بقرية طوخ النصاري في مدينة دمنهور التابعة لمديرية البحيرة، سكن أجداده في تلك البقعة لقرون عديدة منذ أن نزحوا في أواخر عصر المماليك من قرية الزوك الغربية التابعة لمركز النشأة بمحافظة سوهاج وكان في فيض من محبة أسرته وكان ينعم بأجواء أسرية مسيحية وكان ثاني أشقاءه الأربعة وهم "حنا وميخائيل، وشفيقة وعزيزة" .
تربى في كنف الإيمان المسيحي، ثم تغيرت مجريات حياته حين قرر والده الأنتقال إلى الإسكندرية بسبب عمله كوكيل عام لإدارة أعمال" أحمد يحيى إبراهيم باشا" واحدًا من كبار تجار القطن وأحد أنصار حزب الوفد والد عبدالفتاح يحيى إبراهيم باشا رئيس وزراء مصر في الفترة مابين 1933-1934م.
.jpg)
يعتبر البابا كيرلس واحدًا من الأعمدة المساهمة في تشيد الكنيسة القبطية والمؤسسة لتراث عظيم ومحافظة على تاريخ عريق وساهم على أساس 3 أعمدة إقامة الكنيسة وإعادتها إلى النهوض بعدما طمست الحروب الهوية القبطية، وباتت الكنائس دون تعمير والاكتفاء بقداس واحد فحرص على إقامة قداسات يومية فعرف بـ"رجل الصلاة".
.jpg)
من هى السيدة الذي لقبها البابا شنودة
بـأم الغلابة
سيدة تُدعى"أردينا مليكة يوسف" عرفت بـ"أم عبدالسيد" و"أم الغلابة"بسبب حبها الجم للفقراء والمحتاجين التي حرصت على خدمتهم وتردد على منازلهم بإرشاد من السيد المسيح كما كانت تعلن في زيارتها أن يسوع من أرشد قلبها لمساعدة تلك الأسرة، وكانت تصف المسيح ذو الوجه المبهج الجميل يلتف حوله إنارات ونور بهي مشرق.
ولدت أم الغلابة عام 1910 بقرية الشيخ علام ببلدة الكوامل التابعة لصعيد مصر، فهى من أسرة ثرية ماتت أمها بعد ولادتها بـ40 يومًا فتولتها أختها الأكبر منها وقامت على مراعاتها، أما والدها فكان رجلً ثري له مهابة بين أهل قريته كما كان يؤمن بالجن والسحر وكانت في سن السابعة حين رأت والدها في هذه الحياة الردئية، وعلى الرغم من عمرها الصغير فقد كان قلبها عامر يفيض بالإيمان وحرصت منذ نعومة أظافرها على الصوم حتى لاتأكل من مال أبيها الذي عاش في ظلال وبعد عن الله.
فكانت على الرغم من غنى مسكنها وثرى والدها إلى إنها سلكت طريقًا وضعه قلبها وأنار إيمانه دربها دون علم أو رقيب أو مرشد فكان المسيح مرشدها حسب ماورد عن سيرتها في الفيلم التسجيلي الذي أصدر عن المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي.
.jpg)
موضوعات ذات صلة..
منسق مسار العائلة المقدسة لـ"الوفد": إحياء رحلة المسيح في مصر هدية للعالم
الأنبا باخوم لـ الوفد: مصر تتميز بقوة نسيجها ونشيد بجهود الدولة في إحياء مسار العائلة المقدسة
الوفد داخل كنيسة العذراء بالمعادي.. سر مباركة العائلة المقدسة لنهر النيل (بالفيديو والصور)