رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عقار السرطان الجديد.. باب أمل للمرضى

المعهد القومي للاورام
المعهد القومي للاورام

«المرض الخبيث».. هكذا يصف الجميع مرض السرطان، تعبيرًا عن قوته واستعصائه على العلاج من سنوات طويلة، ولكن الأيام القليلة الماضية حملت أنباء سارة للمرضى، حيث تم الإعلان عن اكتشاف عقار أثبتت التجارب نجاحه فى شفاء الحالات التى استخدم فيها بنسبة 100%، ما دعا البعض لوصفه بـ«الدواء المعجزة».

 

هذا العقار هو أحدث حلقة فى سلسلة صراع العلم والسرطان، فهل سينتصر العلم أم يظل المرض اللعين قويا يصيب ويقتل ملايين البشر سنويا حول العالم؟!

فى مصر تتراوح الإصابات بهذا المرض ما بين 130 إلى 166 ألف حالة سنويا، بينما تضاعف عدد الإصابات العالمية خلال العشر سنوات الماضية إلى 20 مليون حالة فى عام 2020 مقارنة بـ10 ملايين فى 2010.

عقار السرطان الجديد.. باب أمل للمرضى

وتبذل الحكومة الكثير من الجهود لمواجهة هذا المرض، كان آخرها تطوير معهد الأورام بتكلفة 135 مليون جنيه، وقرب افتتاح معهد الأورام الجديد مستشفى 500 500 بنهاية العام الجارى، والذى يعتبر من أكبر مستشفيات الأورام فى العالم، فضلا عن إطلاق المبادرات الرئاسية لاكتشاف حالات أورام مختلفة منها الكشف المبكر عن أورام الثدى وسرطان الكبد والمثانة والرئة والبروستاتا وعنق الرحم.

عقار السرطان الجديد.. باب أمل للمرضى

فى هذا الملف تناقش «الوفد» أهمية العقار الجديد الذى تم الإعلان عنه، ومتى يصل إلى الأسواق المصرية، وهل يصلح لعلاج كل أنواع الأورام، وهل يصلح لعلاج كل أنواع الأورام، وهل سينهى العلم أخيرًا صفحة السرطان المخيفة.

 

166 ألف إصابة فى مصر سنويًّا.. والاكتشاف المبكر شرط الشفاء

السرطان أخطر أمراض العصر، ولذلك تحاول مصر مواجهته بشتى الطرق والوسائل، من أجل السيطرة عليه، واكتشافه مبكرا قدر الإمكان لسهولة علاجه عند الاكتشاف المبكر.

ووفقا للجمعية المصرية لأمراض السرطان، فإن مصر تكتشف سنويا إصابة 166 ألف شخص بالسرطان، فيما حذرت منظمة الصحة العالمية، من تضاعف العدد الاجمالى لمرضى السرطان فى العالم فى العقدين الماضيين، حيث تضاعف العدد الإجمالى للأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان تقريبا، من 10 ملايين فى عام 2000 إلى 19.3 مليون فى عام 2020.

 

مؤخرا، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالتوسع فى المراكز المعتمدة لتشخيص الأورام فى مصر، وفق المعايير الدولية، مع الأخذ فى الاعتبار، التوزيع السكانى على مستوى الجمهورية.

 

جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس، مع الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، والدكتور حمدى عبدالعظيم أستاذ علاج الأورام بكلية طب قصر العينى ورئيس اللجنة العلمية للمبادرة الرئاسية للكشف عن سرطان الثدى.

 

وأعلن المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن الاجتماع شهد متابعة المبادرة الرئاسية الخاصة بدعم صحة المرأة على مستوى الجمهورية.

 

وأكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، أن المبادرة ساهمت فى تطوير منظومة التشخيص والعلاج من الأورام، خاصة سرطان الثدى، من خلال استخدام الأدوية الحديثة التى أثبتت الأبحاث العلمية قدرتها على العلاج وخفض معدلات الوفاة، لاسيما فى الحالات المبكرة، إضافة إلى تحسين البنية الأساسية من أجهزة أشعة تشخيصية ومعامل تحاليل، إلى جانب ميكنة مراكز الأورام التابعة لوزارة الصحة لإنشاء قاعدة بيانات موحدة لجميع حالات أورام الثدى فى مصر، فضلاً عن التدريب المستمر لجميع الكوادر الطبية المتخصصة فى هذا المجال.

 

من جانبه أوضح الدكتور حمدى عبدالعظيم، أستاذ علاج الأورام بكلية طب قصر العينى، أن المبادرة نجحت فى تحقيق أهدافها الأساسية بشكل كبير على مدار العامين الماضيين، حيث تم الكشف على نحو 17 مليون سيدة فى مراكز الرعاية الأولية، وعمل المسح الإكلينيكى لهن للتشخيص الأولى للأورام.

 

يأتى ذلك فى إطار أكبر مشروع قومى من نوعه للتشخيص المبكر لسرطان الثدى فى الدول النامية على مستوى العالم، ما ساهم فى خفض نسبة الحالات المرضية فى مصر التى يجرى تشخيصها فى المراحل المتأخرة للمرض من 60% إلى 30%، ومن ثم تعظيم خدمة الكشف المبكر والتى ساعدت على تحسين نتائج العلاج، أخذًا فى الاعتبار أن معدلات الشفاء ترتبط ارتباطا وثيقا بالمرحلة التى يجرى فيها تشخيص المرض.

 

وأضاف المتحدث الرسمى أنه تم أيضا عرض مشروع تطوير مستشفى أورام دار السلام «هرمل» لتصبح مركزا متطورا لتشخيص وعلاج أورام الثدى، إضافة إلى تدريب جميع مقدمى الخدمة الصحية من الكوادر الطبية وتمريض وفنيين على أحدث طرق وأجهزة العلاج والتشخيص.

 

كما وجه الرئيس بالتوسع فى المراكز المعتمدة لتشخيص الأورام فى مصر وفق المعايير الدولية بالأخذ فى الاعتبار التوزيع السكانى على مستوى الجمهورية، كما وجه بدعم إنشاء مركز التميز الخاص بصحة المرأة وتشخيص وعلاج الأورام فى مستشفى دار السلام «هرمل»، وتوفير المصادر المالية لاستكمال منشآته وتجهيزه بالكامل من قبل صندوق «تحيا مصر»، بحيث يكون هذا المركز بمثابة المرجعية لكافة المراكز والوحدات التشخيصية والعلاجية الأخرى فى مصر، وليمثل منارة طبية لهذا التخصص الهام على مستوى الدولة.

 

يأتى ذلك فى ظل إطلاق الدولة مجموعة من المبادرات الرئاسية لاكتشاف وعلاج أنواع مختلفة من الأورام السرطانية، منها الكشف المبكر عن أورام الثدى وسرطان الكبد والمثانة والرئة والبروستاتا وعنق الرحم.

 

وتتضمن الجهود أيضا، الانتهاء مؤخرا من تطوير المعهد القومى للأورام، من آثار الانفجار الذى تعرض له، بتكلفة بلغت نحو 135 مليون جنيه.

 

ويحتوى المعهد على 140 سريرا داخليا و110 للعلاج كيماوى، كما يمتلك مبنى أورام آخر يوجد به 240 سريرا داخليا، و6 غرف عمليات مجهزة.

 

وتتراوح تكلفة الجرعة الواحدة للمرضى من 20 ألفًا إلى 100 ألف جنيه على حسب نوعية المرض، ويأخذ المريض 6 جرعات، فضلا عن الصفائح والدم والعلاج بالمجان، وفقا لتصريحات عميد معهد الأورام السابق الدكتور حاتم أبو القاسم، الذى أكد أن المريض بعد سن الأربعين يجب أن يجرى كشفًا دوريًّا على الدم وأشعة على الرئة وموجات صوتية على البطن كل عامين لمعرفة إمكانية إصابته بأى مرض وعلاجه مبكرا، كما أن هناك بعض المواطنين لديهم أمراض وراثية، وعائلات لديها وراثة زيادة لحمية فى القولون ولابد من عمل منظار كل عام لهم.

 

وقال الدكتور محمد عبدالمعطى عميد معهد الأورام الحالى، إنه من المقرر افتتاح المرحلة الأولى من المعهد القومى للأورام الجديد مستشفى (500 500)، بنهاية العام الحالى.

وأضاف «عبدالمعطى»، أن مستشفى (500 500) يتكون من 3 مبانٍ مرتبطة ببعضها فى الطابق الأرضى والأول، ويعد أكبر مستشفى لعلاج الأورام فى العالم، ويشمل علاج مختلف أنواع الأورام لجميع الأعمار، كما سيتواجد به أقسام جديدة لا توجد فى المعهد القومى للأورام القديم.

 

وأوضح أن المعهد الجديد يسع أكثر من 1000 سرير بالقسم الداخلى، و500 سرير بوحدة علاج اليوم الواحد، فضلا عن 15 جهازًا للعلاج الإشعاعى، و60 غرفة عمليات كبرى، مع مركز متكامل لأبحاث السرطان، ومنشأة متكاملة لحيوانات التجارب الدوائية والجراحية.

عقار السرطان الجديد.. باب أمل للمرضى

وأشار «عبدالمعطى»، إلى أن مستشفيات معهد الأورام القديم يتردد عليها يوميا نحو 1000 حالة، و400 حالة تتردد على مستشفى أورام الثدى، أى يستقبل سنويا نحو 400 ألف مريض لعلاج الأورام.

 

الذهب والبكتريا والفيروسات.. أشهر تجارب العلاج.

 

علاج الذهب

خلال السنوات الماضية، شهد العالم تجربة العديد من الطرق فى محاولة لإيجاد علاج للسرطان، هذا المرض اللعين الذى يفتك بالبشر ويصيب ويقتل الملايين سنويا.

 

وقد اختلفت هذه الطرق ما بين العلاج بالذهب والعلاج بالبكتيريا والعلاج بالفيروسات وغيرها من الطرق، حيث حقق البعض منها نتائج مبشرة، فيما يحتاج البعض الآخر إلى المزيد من الدراسة للوصول إلى نتائج مؤكدة.

 

ومن أشهر الطرق التى استخدمت فى علاج السرطان، طريقة العلاج بالذهب، التى اكتشفها العالم المصرى الدكتور مصطفى السيد، تتلخص خطوات العلاج، بأنه بعد انتشار السرطان وعمليات الاستئصال من خلال جذور الخلايا المتمددة والمتشعبة، يجرى حقن الخلية السرطانية وما حولها بمحلول «النانو ذهب» ثم عرضها على الأشعة تحت الحمراء، لرفع درجة الحرارة للخلية السرطانية إلى 45 درجة لتكسير وتسييح الخلايا إلى جزيئات صغيرة.

 

كما يتم إجراء الحقن والتعرض للأشعة تحت الحمراء بدرجة حرارة 45، وإجراء تحليل على الخلية المصابة، التى تظهر تكسيرها بالكامل وتوقف نشاطها الوظيفى.

هذه الطريقة ليست الوحيدة للعلاج بالذهب، فقد أجرت فرق بحثية مختلفة حول العالم تجارب لعلاج السرطان باستخدام جزيئات الذهب، مع اختلاف فى بعض التفاصيل الفنية، والمراحل التى تم قطعها فى مجال التجارب. وتعد تجربة جامعة «رايس» الأمريكية فى 2019، أول دراسة سريرية منشورة عن هذا الأسلوب، وهو تطور رئيسى فى علاج يدمر الأورام دون الآثار الجانبية المنهكة التى يسببها العلاج الحالى سواء الكيميائى أو الإشعاعى.

 

ووفق الدراسة التى نشرتها دورية «PNAS» العلمية، فقد خضع 15 مصابًا بسرطان البروستاتا للعلاج، وكانت أعمارهم تتراوح بين 58 و79 عاما، وتنوعت درجة الإصابة من منخفضة إلى متوسطة الخطورة.

 

ولم يظهر على 13 منهم أى علامات مرضية يمكن اكتشافها بعد عام من العلاج بجزيئات الذهب فى كلية «إيكان» للطب بنيويورك، حيث تعرف الجزيئات المستخدمة فى العلاج بأنها كرات صغيرة جدا فى حجم النانو مصنعة من السيليكا مع طبقة خارجية رقيقة من الذهب، وهى أصغر بحوالى 50 مرة من خلايا الدم الحمراء.

 

أسفرت تجارب علاج السرطان بالذهب عن نتائج مهمة، حيث تم الانتهاء من الجزء الأكبر من التجارب على الحيوانات التى شفيت من السرطان، وسيتم البدء فى تجربتها على البشر، وفقا للدكتور مصطفى السيد.

 

وتتضمن الطرق التى تم تجربتها لعلاج السرطان أيضا، تجربة العلاج بالبكتريا، حيث ظهرت نظرية جديدة فى 2020، اعتمدت عليها أبحاث فى سويسرا مستخدمة البكتيريا كوسيلة للقضاء على الأورام السرطانية فى جسم الإنسان.

 

ومن المعروف أن البكتيريا تصنف على أنها من العوامل المسببة للسرطان، إلى جانب عوامل أخرى مثل تلف فى الحمض النووى أو عدم الاستقرار الجينومى وغير ذلك، إلا أنها فى هذه التجربة ستؤدى الدور بشكل عكسى. وخلال التجارب السريرية لهذه الطريقة، يتم حقن المرضى ببكتيريا حية توكل إليها مهمة نقل البروتين إلى الخلايا السرطانية لتدميرها وإعادة بناء النسيج السليم بداخلها، فى إطار عملية تعرف لدى الخبراء بـ«النوع الثالث من أنظمة الإفراز فى الخلايا البكتيرية». بعدها ستقوم البكتيريا المعدلة بعملها التقليدى لكن فى الاتجاه المعاكس، فالبكتريا كناقل حسى يبحث عن وجود كائنات حقيقية النوى عادة، وستبحث البكتيريا المعدلة عن تلك المسرطنة فتفرز البروتينات بداخلها، لتنتج عددًا من التأثيرات التى تساعد على تدمير مسبب المرض والوقوع فى قبضة الاستجابة المناعية.

 

هذه الطريقة من شأنها أن تكون أكثر فعالية مقارنة بجميع طرق العلاج المعتمدة، لكونها تضر الخلايا السرطانية من الداخل وتعتمد بالأساس على الجهاز المناعى للجسم، وأن الهدف يكمن فى تفعيل الجهاز المناعى ليتولى هو مهمة القضاء على السرطان.بشرى بفيروس جديد قاتل للسرطان يسمى «Vaxinia»، شهد اختبارات ناجحة على الحيوانات.

ومع ذلك، فإن الاختبار الحقيقى لفعاليته يبدأ بهذه التجربة السريرية الجديدة، وفقا لما نشره موقع «ساينس إليرت» العلمى المتخصص.

 

ورغم أن الفيروسات عادة ما تكون قاتلة، إلا أن العلماء يأملون فى أن الفيروس سوف يضخم استجابة الجسم المناعية ضد السرطان، فقد تم تصميم الفيروس نفسه خصيصًا لقتل الخلايا السرطانية.

 

وفى التجارب السابقة على الحيوانات، شهد العلماء نتائج واعدة للغاية، بعدما كان نجاح هذه الفيروسات محدودًا للغاية، لكن هذه المرة، صمم العلماء الفيروس القاتل للسرطان ليس فقط لإلحاق الضرر بالخلايا السرطانية، ولكن أيضا لجعلها أكثر قابلية للتعرف عليها من قبل جهاز المناعة فى الجسم.

 

ويأمل الباحثون أن يساعد ذلك فى جعل استجابة الجسم أقوى، ما يسمح له بالرد بشكل أفضل، حيث يمكن أن يساعد «Vaxinia» فى فتح أبواب جديدة لعلاج السرطان. وقبل الانتقال إلى الاختبارات البشرية، اختبر العلماء الفيروس على الحيوانات، وفى كثير من الحالات شهدوا نجاحا هائلا بتقليص الأورام فى التجارب المبكرة على الحيوانات والمختبرات، وقد أظهر الفيروس القاتل للسرطان أنه يمكن أن يقلل من حجم أورام سرطان الرئة والثدى والمبيض والبنكرياس والقولون.

 

ومع هذا النجاح، قرر العلماء الانتقال إلى الاختبارات البشرية، لأن النتائج التى تظهر على الحيوانات لا تترجم دائما بشكل مباشر إلى مرضى من البشر، لكن الباحثين يأملون أن يحسن هذا الفيروس فرصة المرضى لمقاومة السرطان.

 

وسيتم اختبار «Vaxinia» فى تجربة المرحلة الأولى على نحو 100 مريض يعانون من أورام صلبة منتشرة أو متقدمة، وقد جرب كل منهم علاجين آخرين على الأقل، حيث يخطط الباحثون لإدارة الدواء فى مجموعتين مختلفتين، الأولى سيحصل أفرادها على Vaxinia فقط، بينما سيحصل أفراد المجموعة الثانية على الفيروس القاتل للسرطان إضافة إلى عقار العلاج المناعى.

 

وتدور تجارب المرحلة الأولى فى الغالب حول الأمان وإيجاد الجرعة المثلى، وهذا الأمر قد لا يثبت فعالية الفيروس ككل، ومع ذلك فهى خطوة تالية مهمة فى إيجاد طريقة بديلة لمحاربة السرطان، ومن المتوقع أن تكتمل التجربة بحلول أوائل عام 2025.


 

خبراء: عقار «دوستارليماب» مبهر.. ونسبة نجاحه 100٪

 خبراء: عقار «دوستارليماب» مبهر.. ونسبة نجاحه 100٪

اكتشف باحثون فوائد كبيرة لعقار كان يستخدم فى علاج مرض يصيب النساء، وأثبت فعاليته فى علاج سرطان القولون والمستقيم.

وتوصلت دراسة استمرت لعام واحد، إلى أن عقار «دوستارليماب» الذى يستخدم فى علاج سرطان بطانة الرحم عند النساء، قد ساعد فى شفاء 18 مصابًا بسرطان القولون والمستقيم، شاركوا فى هذه التجربة الإكلينيكية.

ووفقا لما نقلته صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، قال الدكتور لويس دياز، المؤلف الرئيسى للدراسة، عضو المجلس الاستشارى الأميريكى الوطنى للسرطان، إن التجربة تعد خطوة مهمة فى معركة مواجهة السرطان، وسنجرى المزيد من الأبحاث لمعرفة تأثير العقار على أنواع أخرى من السرطان مثل المعدة والبروستات والبنكرياس.

وأشار الباحثون، إلى أنه يمكن استخدام «دوستارليماب» مع المرضى الذين يعانون أورامًا ذات تركيبة جينية محددة تعرف باسم عدم استقرار الساتل الميكروى أو MSI، حيث يعمل الجسم المضاد وحيد النسيلة فى العقار عن طريق الارتباط ببروتين يسمى PD-1 على سطح الخلايا السرطانية، ليساعد ذلك الجهاز المناعى على تدمير الخلايا السرطانية بشكل فعال.

وأكد الباحثون فى الدراسة التى نشرت فى مجلة «نيو إنجلاند» الطبية، أنه فى وقت إعداد هذا التقرير، لم يتلق أى مريض علاجا كيميائيا أو إشعاعيا أو خضع لعملية جراحية، ولم يتم الإبلاغ عن أى حالات تطور أو تكرار ظهور السرطان أثناء المتابعة.

وقالت الدكتورة أندريا كريسيك، أخصائية الأورام فى مركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان والمشاركة فى الدراسة، أثناء عرض النتائج فى الاجتماع السنوى للجمعية الأميريكية لعلم الأورام السريري: «سيساهم العلاج فى تخليص المرضى من أشكال العلاج القاسية مثل الجراحة والعلاج الكيميائى، والتى تؤثر فى حالات على الخصوبة ووظائف الأجهزة والصحة الجنسية، فضلا عن آثار جانبية مثل الطفح الجلدى والتعب والغثيان».

ورغم النتائج المبشرة للدواء الذى تم وصفه بـ«المعجزة»، إلا أن الباحثين أكدوا على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث على عدد أكبر من الأشخاص، ومراقبة المدة الزمنية الواجب خلالها تناول العقار، وتقييم الآثار الجانبية القليلة للتجربة.

وتم اعتماد دواء «دوستارليماب» لأول مرة لاستخدامه لعلاج مرض السرطان فى أوائل عام 2021 من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA».

وأوصت لجنة المنتجات الطبية للاستخدام البشرى، التابعة لوكالة الأدوية الأوروبية بمنح ترخيص تسويق مشروط للعقار فى 25 فبراير 2021، وتمت الموافقة عليه للاستخدام الطبى فى الاتحاد الأوروبى فى أبريل 2021.

فى هذا السياق، قال الدكتور أحمد حسن، استشارى علاج الأورام بجامعة عين شمس، إن نتائج الدراسة على عقار «دوستارليماب» مبهرة جدا وشفاء حالات الدراسة بنسبة 100% أمر جيد جدا، لأن هناك العديد من الأدوية التى تم استخدامها لعلاج الأورام ولكن لم تكن بنفس النتيجة.

وأوضح «حسن»، أن الإعلان عن نتائج الدراسة أحدث صخبا قويا على المستوى الإعلامى والأكاديمى، لكن هذا الدواء ليس جديدا، ويتم عمل دراسات عليه منذ فترة، وحصل على موافقة هيئة الدواء الأمريكية فى 2021.

وأشار استشارى علاج الأورام، إلى أن هذا الدواء عبارة عن علاج مناعى يعطى من خلال المحلول فى الوريد كل 3 أسابيع، والتجارب الأولية له على نحو200 مريض حصلوا فى البداية على مختلف أنواع الأدوية الأخرى للأورام ولم تنجح معهم، كانت نتائجها جيدة وحدثت نسبة استجابة بنحو 40%.

وأضاف: «بعد هذه الدراسة الأولية، فكر العلماء فى تجربة الدواء على مرضى نوع معين من الأورام ووقع الاختيار على سرطان المستقيم وتم تجربته على عدد من المرضى وتم شفاؤهم جميعا».

وأوضح «حسن»، أن عقار «دوستارليماب»

باعتباره علاجًا مناعيًا فهو يحفز مناعة الجسم لمقاومة الأورام، مشيرا إلى أن خلايا الأورام لديها القدرة على الاختباء من الجهاز المناعى للإنسان، ولكن بعد دراسة خلية السرطان استطاع العلماء اكتشاف طريقة لكشف خلايا الأورام السرطانية أمام مناعة الجسم، وبعدها تقوم المناعة بدورها الطبيعى فى مقاومة الورم، وهناك أدوية عديدة تستخدم هذه الطريقة وأثبتت فاعليتها.

واستدرك قائلا: «لكن ما حدث فى الدراسة الأخيرة، هو أن الأورام اختفت تماما بنسبة 100% من أجسام المرضى بعد الحصول على الدواء لمدة عام، ومعنى ذلك أن هذا الدواء فعال جدا، لكن المشكلة الحالية هى أن الدراسة الخاصة به لم تكن على أعداد كبيرة، كما أن متابعة المرضى كانت لمدة 12 شهرا فقط، ولذلك نحتاج إلى معرفة النتائج الخاصة بأطول مدة ممكنة فى الفترة القادمة».

وأكد استشارى علاج الأورام، أن هذا الدواء لا يصلح لكل أنواع الأورام، وإنما يصلح للمرضى الذين لديهم طفرة جينية معينة موجودة فى 27 نوعًا من الأورام، ولكن للأسف 15 نوعًا منها هذه الطفرة موجودة فقط فى 1% من المرضى، وباقى الأورام ممكن تصل إلى 20%، ويتم معرفتها من خلال اختبار معين، ولذلك فالدواء لا يصلح لكل أنواع الأورام.

وأشار إلى أن دخول هذا الدواء إلى السوق المصرى سيستغرق نحو عام، حتى يحصل على تصريح هيئة الدواء المصرية.

 

حكايات حزينة مع «المرض الخبيث»

 

«قاتل الله السرطان.. المرض ده لعنة.. مكدبش اللى سماه خبيث.. نفسى اختفى قبل ما أخد الجرعة».. بهذه الكلمات وصف مرضى السرطان معاناتهم مع هذا المرض اللعين، وحكوا قصص الوجع والألم معه.

 

هذا المرض خبيث غير متوقع يأتى فجأة ودون سابق إنذار، يكتشفه المرضى فى أحيان كثيرة عن طريق الصدفة، ويعانون منه أشد المعاناة بقية حياتهم، التى تنقلب رأسًا على عقب بعد إصابتهم به، وليس المريض فقط من تتغير حياته بل الأسرة كلها تعانى من تداعياته.

 

انتقلت «الوفد» إلى معهد الأورام بالقاهرة، لمعرفة حكايات الوجع والألم التى يعيشها مرضى السرطان وأهلهم، حيث قال العديد من الأشخاص إنهم مرافقون لأفراد أسرهم سواء أبناء أو أزواج أو أمهات وآباء.

 

خلال حديثهم يتبين أن نسبة ليست بالقليلة من المترددين على المعهد من أهل الريف والصعيد، فمنهم من جاء من الفيوم والشرقية والمنيا وغيرها، معبرين عن صعوبة ما يعانونه أثناء فترة وجود أقاربهم داخل المعهد، سواء السفر أو المبيت عند الأقارب فى القاهرة، أو صعوبة زيارة المرضى إلا فى أوقات محددة، فضلا عن معاناة المريض نفسه مع المرض، ورفض الكثير منهم اتخاذ قرار إجراء عمليات استئصال الأورام إلا بعد الكثير من المناقشات معهم.

 

أماكن الانتظار خارج المعهد لا تخلو من مشاهد البكاء على الأهل والأحبة، الذين يستعدون لدخول غرف العمليات أو الذين أجروا الجراحة بالفعل ولكن حالتهم صعبة، فضلا عن حالة الترقب والخوف الظاهرة فى عيون الجميع، انتظارا لخروج المريض، مع بحث البعض عن متبرعين بالدم لذويهم.

 

من جهته، قالت ابنة إحدى المصابات بالمرض اللعين فى المعهد، وتنتظر دخولها العمليات لإجراء جراحة عاجلة، إنها من محافظة الشرقية، وجاءت لترافق والدتها أثناء رحلة العلاج.

 

وأضافت: أن والدتها سوف تجرى جراحة خطيرة فى المعدة، ولم تكن موافقة على المجئ إلى المعهد، ولكن تم إقناعها بصعوبة بعد مناقشات عديدة حول أهمية إجراء الجراحة للشفاء من المرض الخبيث.

 

وأوضحت أنها لا تستطيع رؤية والدتها إلا فى أوقات محددة، بناء على تعليمات الأطباء، معبرة عن الخوف الذى كان يتملك والدتها قبل إجراء الجراحة، قائلة: «أمى مكنتش عاوزة تعمل العملية لأنها خايفة جدا من اللى بتشوفه مع الحالات التانية، لكن أقنعناها فى النهاية».

 

وقال أحد المرافقين لمريض آخر، إنه جاء إلى القاهرة من محافظة الفيوم، ليرافق والده أثناء رحلة العلاج الصعبة، مشيرا إلى أن والده كبير فى السن واكتشفوا مرضه متأخرا.

وأضاف أن أهل وأقارب المريض وخاصة القادمين من محافظات أخرى، يعانون بسبب مشقة السفر واللجوء إلى المبيت لدى الأقارب أو الحجز فى الفنادق الرخيصة، حتى يستطيعوا أن يكون قريبين من المعهد.

 

بينما قالت أم لطفلة صغيرة، إن ابنتها تعانى من التهاب شديد فى المعدة، وتم حجزها فى المعهد وممنوع عنها الزيارة أو دخول طعام من الخارج.

 

وأضافت أنها ترافق ابنتها منذ بداية رحلة العلاج قبل 4 أسابيع، مؤكدة أنها تشهد مزيدًا من التحسن يوما بعد يوم، ومن المقرر خروجها من المعهد قريبا.

 

وبالإضافة إلى معهد الأورام، أنشأ البعض صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، للحديث عن تجاربهم مع السرطان، حيث قالت إحدى الفتيات، إن عائلتها اكتشفت مرض عمها بسرطان المعدة بالصدفة، عندما كان ذاهبا ذات مرة لأحد الأطباء بعد معرفته بإصابته بفيروس الكبد الوبائى سى. 

 

وأضافت أن هذا الأمر كان أكبر صدمة تعرضت لها الأسرة، لأن هذه أول مرة يصاب فيها شخص بهذا المرض اللعين، مشيرة إلى أن الأطباء أكدوا على أن المرض أصابه منذ ٥ سنوات ولم يكن يعلم، لأن الأعراض التى ظهرت عليه لم تنبه أحدًا إلى ذلك مثل سقوط الأسنان فجأة، وعدم الأكل لفترات طويلة، ما أدى إلى صغر حجم جسمه بشدة. 

 

وأشارت إلى أن عمها كان رافضا الذهاب للأطباء دائما، لكنه وافق فى النهاية وبدأ يحصل على العلاج الكيماوى، ثم بدأ الأطباء يتشككون فى وجود ورم فى مكان آخر بالجسم، وهنا كانت الصدمة الأكبر، لأنه كان فى الرئة، وبعدها حصل على جرعات كيماوى أكبر.

 

وقالت: «بدأ ياخد كيماوى أشد من الأول بس مكنش بيتعبه بالعكس دا كان بعد الجلسة ينزل يروح شغله.. الدكاترة كانوا مستغربين ودايما يقولوا الجرعات اللى بياخدها تهد جبل بس هو مكنش مستسلم أبدا وكان عنده إرادة غير طبيعية». 

 

وأوضحت أنه استمر على هذه الحال لمدة شهر، حتى اكتشف الطبيب وصول المرض إلى المخ، وأجمعوا على أن الكيماوى لن يصلح لعلاجه، لافتة إلى أنه كان يعيش دون أكل ويحصل على كيسين دم يوميا، ورغم ذلك كان لديه أمل كبير فى ربنا. 

 

وأشارت إلى أنه استمر هكذا حتى شعر فى أحد الأيام بتعب شديد أثناء العمل، وتم نقله إلى المستشفى ثم توفى بعدها، مطالبة الجميع بالذهاب فورا إلى الأطباء بمجرد الشعور بأى أعراض مختلفة عن المعتادة، وعدم الاستهانة بها، لأنها قد تكون بداية للمرض اللعين، الذى قد يتم الشفاء منه مبكرا.

 

وقال مريض آخر، إن علاج السرطان أصعب من المرض نفسه، لأنه مهما تحدثنا عن الألم والوجع الخاص بالعلاج لن نستطيع التعبير عما يحدث. 

 

وأضاف أنه فى بعض الأحيان كان يتمنى الموت بدلا من تحمل آلام وأوجاع العلاج الكيماوى، قائلا، «أما بعرف إن حد ربنا رحمه وكان عنده سرطان، فعلا بفرح له وبقول يا بخته اترحم من وجع الإيد والرجل والأعصاب ومية النار اللى ماشيه فى العروق».

 

وأضاف: «السرطان مكدبش اللى سماه خبيث، مرض غير متوقع بالمرة، حاجة جواك مفيش حد بيتحكم فيها غير اللى خلقنا..حتى الدكاترة نفسهم بيجربوا فيك كذا نوع علاج بيشوفوا إيه اللى ممكن ينفع معاك».

 

وقالت سيدة تعانى من المرض اللعين، إن السرطان علاجه الوحيد الدعاء وليس أى شىء آخر.

 

وأضافت: «الكل عاجز، الأسئلة بداخلى كثيرة وليس لها إجابات تطمئن، قبل كل جرعة كنت أطلب من الأطباء عدم الحصول عليها بشئ من الدعابة، لكن بداخلى لم أكن أريد فعلا الحصول على الجرعة.. ببقى نفسى أختفى بجد».

 

وحكى شاب آخر عمره 26 سنة قصته مع السرطان والعلاج الكيماوى، اكتشف إصابته بالمرض عن طريق الصدفة.

 

وأوضح أنه كان عند طبيب جلدية للكشف عن شيء ظاهر فى جسده اعتقد أنه كيس دهنى، لكن الطبيب اكتشف بعدها أنه سرطان الجلد، مؤكدا أن حياته توقفت بعد هذه اللحظة.

 

وأضاف: «لم نكن نعلم هل هو سرطان جلد فقط أم هناك أمور أخرى، وأجريت فحوصات وتحاليل وأشعة على كل جزء فى جسمى.. تحليل دم، نخاع، أشعات بالصبغة، وبعدها الحمد الله اتأكدنا إنه فى الجلد فقط».

 

ويستكمل قائلا: «دخلنا على مرحلة تانية، العلاج وخوفى من الكيماوى الذى يصفه الجميع باللعنة.. خفت من سقوط شعرى، وأن أكون مريضا باستمرار لأن السرطان بالنسبة لى شيء مجهول. لكن علمت أن الكيماوى أنواع وبعضها آثاره الجانبية سهلة نوعا ما».

 

وأوضح أنه بدأ العلاج منذ 6 أشهر ومستمر عليه ولم يسقط شعره حتى الآن، مشيرا إلى أنه بعد جلسة الكيماوى يشعر بالتعب لعدة أيام، لكن بعدها يعود إلى طبيعته مرة أخرى، مختتما قصته بقوله: «الكيماوى مش لعنة.. الكيماوى صعب وتقيل».

 

وكشف بعض المرضى عن أعراض أول جلسة للكيماوى، مشيرين إلى أنها صعبة جدا وتتسبب فى إحداث وجع شديد فى البطن مع قئ وألم فى الجسم.

 

وقالت سيدة من المنيا تعمل معلمة هى وزوجها، إن زوجها أصيب بورم على المرارة والكبد، وعانت معه فى المستشفيات بسبب الروتين وطول الانتظار.

 

واشتكت من التكاليف الباهظة للعلاج، مشيرة إلى أن عملية استئصال الورم من جسم زوجها بلغت تكلفتها 100 ألف جنيه، ولا تمتلك هذا المبلغ الكبير.

 

وقال آخر إن مريض السرطان فى مصر يصارع المرض من ناحية، والروتين الحكومى من ناحية أخرى، مع قلة الأماكن المتاحة فى المحافظات وطول الانتظار حتى يستفحل المرض من الإنسان.

 

من جانبه، قال الدكتور مدحت خفاجى، أستاذ الجراحة بمعهد الأورام بجامعة القاهرة، إن علاج «دوستارليماب» الذى تم الإعلان عن نجاح تجربته بنسبة 100% تصل تكلفته إلى 12 ألف دولار كل 3 أسابيع لمدة 6 أشهر، أى أكثر من 200 ألف جنيه.

 

وأضاف «خفاجى»، أن هذ النوع من الأدوية إذا انخفض سعره ينخفض بنسبة 10 إلى 20% على أقصى تقدير، لأنها تصنع يدويا وليس آليا، ولذلك فإن تكلفته عالية جدا.

وأوضح أستاذ الجراحة فى معهد الأورام، أن هذا العلاج يصلح لـ10% فقط من حالات سرطان الشرج والقولون والخاصة بإخفاق إصلاح الحمض النووى، مشيرا إلى أنه لا يجب استخدام هذا الدواء الجديد إلا بعد سنة من تجربته، لمعرفة مدى إمكانية عودة الأورام مرة أخرى أم لا، لأن احتمالية عودة الورم موجودة، وفى حالة عدم رجوع الورم نستطيع استخدام الدواء ولذلك لا نستطيع الحكم على هذا الدواء الآن.

 

وأضاف: «نحن فى مصر سنستفيد من هذا الدواء مثلما استفدنا من الأدوية السابقة، وخاصة إذا قررت الحكومة إدخاله ضمن مشروع التأمين الصحى وتتحمل جزءًا كبيرًا من تكلفته»، مؤكدا على أننا لن نستطيع استخدامه قبل عام من الآن.

حكايات حزينة مع «المرض الخبيث»

وأوضح أن عدد مرضى السرطان فى مصر سنويا يصل إلى 130 ألف حالة، منهم 13 ألفًا قولون وشرج، أى أن 10% من إجمالى هذه الحالات وهو 1300 حالة فقط، يمكنها الاستفادة من هذا الدواء فى مصر.