رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الذهب والبكتريا والفيروسات.. أشهر تجارب العلاج

العلاج بالفيروسات
العلاج بالفيروسات

خلال السنوات الماضية، شهد العالم تجربة العديد من الطرق فى محاولة لإيجاد علاج للسرطان، هذا المرض اللعين الذى يفتك بالبشر ويصيب ويقتل الملايين سنويا.

 

وقد اختلفت هذه الطرق ما بين العلاج بالذهب والعلاج بالبكتيريا والعلاج بالفيروسات وغيرها من الطرق، حيث حقق البعض منها نتائج مبشرة، فيما يحتاج البعض الآخر إلى المزيد من الدراسة للوصول إلى نتائج مؤكدة.

 

ومن أشهر الطرق التى استخدمت فى علاج السرطان، طريقة العلاج بالذهب، التى اكتشفها العالم المصرى الدكتور مصطفى السيد، تتلخص خطوات العلاج، بأنه بعد انتشار السرطان وعمليات الاستئصال من خلال جذور الخلايا المتمددة والمتشعبة، يجرى حقن الخلية السرطانية وما حولها بمحلول «النانو ذهب» ثم عرضها على الأشعة تحت الحمراء، لرفع درجة الحرارة للخلية السرطانية إلى 45 درجة لتكسير وتسييح الخلايا إلى جزيئات صغيرة.

 

كما يتم إجراء الحقن والتعرض للأشعة تحت الحمراء بدرجة حرارة 45، وإجراء تحليل على الخلية المصابة، التى تظهر تكسيرها بالكامل وتوقف نشاطها الوظيفى.

 

هذه الطريقة ليست الوحيدة للعلاج بالذهب، فقد أجرت فرق بحثية مختلفة حول العالم تجارب لعلاج السرطان باستخدام جزيئات الذهب، مع اختلاف فى بعض التفاصيل الفنية، والمراحل التى تم قطعها فى مجال التجارب. وتعد تجربة جامعة «رايس» الأمريكية فى 2019، أول دراسة سريرية منشورة عن هذا الأسلوب، وهو تطور رئيسى فى علاج يدمر الأورام دون الآثار الجانبية المنهكة التى يسببها العلاج الحالى سواء الكيميائى أو الإشعاعى.

 

ووفق الدراسة التى نشرتها دورية «PNAS» العلمية، فقد خضع 15 مصابًا بسرطان البروستاتا للعلاج، وكانت أعمارهم تتراوح بين 58 و79 عاما، وتنوعت درجة الإصابة من منخفضة إلى متوسطة الخطورة.

 

ولم يظهر على 13 منهم أى علامات مرضية يمكن اكتشافها بعد عام من العلاج بجزيئات الذهب فى كلية «إيكان» للطب بنيويورك، حيث تعرف الجزيئات المستخدمة فى العلاج بأنها كرات صغيرة جدا فى حجم النانو مصنعة من السيليكا مع طبقة خارجية رقيقة من الذهب، وهى أصغر بحوالى 50 مرة من خلايا الدم الحمراء.

 

أسفرت تجارب علاج السرطان بالذهب عن نتائج مهمة، حيث تم الانتهاء من الجزء الأكبر من التجارب على الحيوانات التى شفيت من السرطان، وسيتم البدء فى تجربتها على البشر، وفقا للدكتور مصطفى السيد.

 

وتتضمن الطرق التى تم تجربتها لعلاج السرطان أيضا، تجربة العلاج بالبكتريا، حيث ظهرت نظرية جديدة فى 2020، اعتمدت عليها أبحاث فى سويسرا مستخدمة البكتيريا كوسيلة للقضاء على الأورام السرطانية فى جسم الإنسان.

 

ومن المعروف أن البكتيريا تصنف على أنها من العوامل المسببة للسرطان، إلى جانب عوامل أخرى مثل تلف فى الحمض النووى أو عدم الاستقرار الجينومى وغير ذلك، إلا أنها فى هذه التجربة ستؤدى الدور بشكل عكسى. وخلال التجارب السريرية لهذه الطريقة، يتم حقن المرضى ببكتيريا حية توكل إليها مهمة نقل البروتين إلى الخلايا السرطانية لتدميرها وإعادة بناء النسيج السليم بداخلها، فى إطار عملية تعرف لدى الخبراء بـ«النوع الثالث من أنظمة الإفراز فى الخلايا البكتيرية». بعدها ستقوم البكتيريا المعدلة بعملها التقليدى لكن فى الاتجاه المعاكس، فالبكتريا كناقل حسى يبحث عن وجود كائنات حقيقية النوى عادة، وستبحث البكتيريا المعدلة عن تلك المسرطنة فتفرز البروتينات بداخلها، لتنتج عددًا من التأثيرات التى تساعد على تدمير مسبب المرض والوقوع فى قبضة الاستجابة المناعية.

 

هذه الطريقة من شأنها أن تكون أكثر فعالية مقارنة بجميع طرق العلاج المعتمدة، لكونها تضر الخلايا السرطانية من الداخل وتعتمد بالأساس على الجهاز المناعى للجسم،

وأن الهدف يكمن فى تفعيل الجهاز المناعى ليتولى هو مهمة القضاء على السرطان.

 

وتشمل الطرق أيضا علاج السرطان بالفيروسات، حيث حقن العلماء فى مايو 2022، أول مريض بشرى بفيروس جديد قاتل للسرطان يسمى «Vaxinia»، شهد اختبارات ناجحة على الحيوانات.

 

ومع ذلك، فإن الاختبار الحقيقى لفعاليته يبدأ بهذه التجربة السريرية الجديدة، وفقا لما نشره موقع «ساينس إليرت» العلمى المتخصص.

ورغم أن الفيروسات عادة ما تكون قاتلة، إلا أن العلماء يأملون فى أن الفيروس سوف يضخم استجابة الجسم المناعية ضد السرطان، فقد تم تصميم الفيروس نفسه خصيصًا لقتل الخلايا السرطانية.

 

وفى التجارب السابقة على الحيوانات، شهد العلماء نتائج واعدة للغاية، بعدما كان نجاح هذه الفيروسات محدودًا للغاية، لكن هذه المرة، صمم العلماء الفيروس القاتل للسرطان ليس فقط لإلحاق الضرر بالخلايا السرطانية، ولكن أيضا لجعلها أكثر قابلية للتعرف عليها من قبل جهاز المناعة فى الجسم.

 

ويأمل الباحثون أن يساعد ذلك فى جعل استجابة الجسم أقوى، ما يسمح له بالرد بشكل أفضل، حيث يمكن أن يساعد «Vaxinia» فى فتح أبواب جديدة لعلاج السرطان. وقبل الانتقال إلى الاختبارات البشرية، اختبر العلماء الفيروس على الحيوانات، وفى كثير من الحالات شهدوا نجاحا هائلا بتقليص الأورام فى التجارب المبكرة على الحيوانات والمختبرات، وقد أظهر الفيروس القاتل للسرطان أنه يمكن أن يقلل من حجم أورام سرطان الرئة والثدى والمبيض والبنكرياس والقولون.

 

ومع هذا النجاح، قرر العلماء الانتقال إلى الاختبارات البشرية، لأن النتائج التى تظهر على الحيوانات لا تترجم دائما بشكل مباشر إلى مرضى من البشر، لكن الباحثين يأملون أن يحسن هذا الفيروس فرصة المرضى لمقاومة السرطان.

 

وسيتم اختبار «Vaxinia» فى تجربة المرحلة الأولى على نحو 100 مريض يعانون من أورام صلبة منتشرة أو متقدمة، وقد جرب كل منهم علاجين آخرين على الأقل، حيث يخطط الباحثون لإدارة الدواء فى مجموعتين مختلفتين، الأولى سيحصل أفرادها على Vaxinia فقط، بينما سيحصل أفراد المجموعة الثانية على الفيروس القاتل للسرطان إضافة إلى عقار العلاج المناعى.

 

وتدور تجارب المرحلة الأولى فى الغالب حول الأمان وإيجاد الجرعة المثلى، وهذا الأمر قد لا يثبت فعالية الفيروس ككل، ومع ذلك فهى خطوة تالية مهمة فى إيجاد طريقة بديلة لمحاربة السرطان، ومن المتوقع أن تكتمل التجربة بحلول أوائل عام 2025.