میراث النبوة
يتجدد ميراث النبوة بالعمل، ويحيى فى القلب التأمل المشروط على شرطه، وشرطه انطباع صورته الشريفة فى خيال الذاكرين. ما من فرحة تدخل قلب مسلم محب اشد ولا أعلى من فرحة ذكره صلوات الله وسلامه عليه، على الحضور والسعة. وما من مجلس أطيب ولا أندى من مجلس يذكر فيه مناقبه الشريفة وعاداته مع ربه وسننه المتواترة بمطلع النور. (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله). هذا شرط من يريد محبة الله: اتباع خطاه، صلوات الله وسلامه عليه. وعين الاتباع میراث النبوة على التحقيق. ولكنه میراث مثقل بالتبعات، وكل تبعة تحتها تكليف، ولا يخلو تكليف من تحمل المسئولية فى شجاعة الأبطال الشرفاء.
ومن هنا جاءت المحبة مقرونة بعين الاتباع، فلا طمع فى محبة الله وميراث النبوة مهجور، والتكليف فيه منبوذ أو تحت طينة الطبع النابى الجاف الغليظ مقهور. وفى ميراث النبوة يلزم للعمال الله میزان صادق على الدوام هو ميزان التوبة، وقد تندرج فى هذه الجزئية خصوصية هى من ميراث النبوة على التحقيق؛ فلأهل الخصوص من الأولياء: الشفاعة وهى انصباب النور