"استوصوا بأهلها خيرًا".. 1423 عامًا هجريًا على تنفيذ الفاروق لوصية النبي بفتح مصر
![الفتح الإسلامي لمصر](/themes/alwafd/assets/images/no.jpg)
"إنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أرْضًا يُذْكَرُ فيها القِيراطُ، فاسْتَوْصُوا بأَهْلِها خَيْرًا، فإنَّ لهمْ ذِمَّةً ورَحِمًا".. حديث شريف عن خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم-، يحمل بين ثناياه وصية يوصي بها الحبيب أصحابه، وينقل لهم خبر الغيب بكونه علم من عالم الغيب أن فتح مصر سيتحقق في يوم من الأيام.
فبادئ ذي بدء، وصى النبي أصحابه بمعاملة أهل مصر، وبعد سنوات وبالتحديد في اليوم الأول من شهر رمضان المُعظم عام 20 هجريًا، يتحقق المراد بالفتح الإسلامي بعد حصار دام أكثر من 7 أشهر.
ففي ديسمبر ٦٣٩ ميلادية، وافق خليفة المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب، على الزحف نحو مصر، بعد إلحاح من قائد جيش المسلمين آنذاك، عمرو بن العاص، وذلك لعدة أسباب؛ أولها أن مصر تمثل مكانة كبيرة للمسلمين بسبب ذكرها في القرآن الكريم، وتبشير النبي محمد بفتحها وتوصيته بأهلها خيرًا، ولأنها تكامل أمني بالنسبة لباقي الدولة الإسلامية، خاصة وأن مصر امتداد طبيعي لجنوب فلسطين الذي سيطر عليها المسلمون.
قاد عمرو بن العاص جيشًا من المسلمين إلى مصر، مكونًا من حوالي ٤ آلاف جندي، وتمكن من اجتياز العريش سريعًا، ثم خاض عدة حروب مع جيوش الروم، انتصر فيها جميعها، إلى أن أصبح الطريق نحو القاهرة ممهدًا للمسلمين، فبلغ جيش المسلمين قرية أم دِنِين، فى موقع حى العباسية حاليًا.
في المُقابل حشد الروم عتادهم لمنع عمرو بن العاص من دخول المدينة، ولما بلغ الأمر إلى خليفة المسلمين عمرو
حصن بابليون
حاصر عمرو بن العاص حصن بابليون لمدة ٧ أشهر، دار خلالها مفاوضات بينه وبين المقوقس، حاكم مصر البيزنطي، وانتهت بقرار الأخير بالاستسلام مُقابل الصلح والجزية، غير أن هرقل إمبراطور الأمبراطورية البيزانطية رفض عقد الصلح، فظل الحصار قائمًا.
وظل المسلمون محاصرون للحصن حتى انحسر فيه فيضان النيل حول الحصن وظن المسلمون أن الأمر سيزداد صعوبة، إلا أن القدر كان له كلمته، فمات هرقل، وعرف الجيش بالخبر، قرروا اعتلاء الحصن ودخوله وحسم المعركة، فسقط الحصن (٢٠ هجرية/٦٤١ ميلادية) الذي شكل عاصمة الحكم الرومانى في مصر، في يد عمرو بن العاص، وكان سقوطه بدايه لسقوط ما تبقى من حصون الروم، ليكون بذلك الفتح الإسلامي العربي لمصر.