رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اللواء حسام سويلم يكشف أسرار صراخ "جولد مائير" يوم 9 أكتوبر

مصر تخوض معركة العبور
مصر تخوض معركة العبور الثالث

السادات فاجأ إسرائيل بقرار الحرب

7 أيام فى تنفيذ مشروع تدريبى لجميع مراكز القيادة قبل العبور

"الله أكبر"شعار الجنود للعبور للضفة الشرقية للقناة

انسحاب إسرائيل بعد الخسائر الجسيمة فى خط بارليف

نجاح القوات البحرية فى تدمير 4 قطع بحرية إسرائيلية

 

نواصل اليوم نشر دراسة اللواء حسام سويلم التى يتحدث فيها عن العبور الثالث للبلاد والمتمثل فى معركة البناء والتنمية بعد معركتى العبور فى سيناء ومعركة القضاء والإرهاب. ويشرح حسام سويلم كيف اتخذ الرئيس الراحل قرار الحرب.

قرار السادات بالحرب

- فى ظل هذه الظروف لم يكن أمام الرئيس السادات سوى أن يتخذ قرار الحرب، وفى اجتماع لمجلس الوزراء فى 5 مارس 1973 قرر بالإجماع حتمية الدخول فى الحرب وأن يكون توقيتها قبل نهاية عام 1973، وتحديدها بدقة بما يشكل مفاجأة لإسرائيل ويحقق فى ذات الوقت أفضل الظروف سياسيًا وعسكريًا لنا. ولذلك بدأت هيئة العمليات وإدارة المخابرات الحربية وإدارة المهندسين فى إجراء الدراسات لتحديد التوقيت بالضبط، وفكره بشكل العملية العسكرية خاصة من حيث الأحوال الجغرافية والحديثة فى قناة السويس. المد والجزر، ظهور القمر واختفائه، وساعات الاطلاق، وحالة البحرين المتوسط والأحمر.. الخ. وبما يحقق أفضل استخدام متوازن لتنفيذ عملية العبور، وبما يتناسب أيضًا مع الظروف السياسية لسوريا باعتبارها شريكًا فى الحرب، وتم تحديد يوم 6 أكتوبر الذى يعتبر يوم اجازة فى إسرائيل لكونه عيد الغفران «يوم كيبوز»، وفيه إجازة للقوات وصمت فى وسائل الإعلام التى سيعتمد عليها فى إعلان التعبئة، وانشغال الإسرائيليين بانتخابات اتحاد العمال لـ«ستدروت» فى سبتمبر، والكنيست والبرلمان فى 28 أكتوبر التى تجذب حملاتها أفراد الشعب الإسرائيلى، وكم كان يوم 6 أكتوبر يتلازم مع حلول 10 رمضان وهو الشهر الذى شهد كثيرًا من المعارك الإسلامية وانتصاراتها، ولما لذلك من تأثير معنوى قوى على الجنود والشعب فى مصر.. ربما أبرزها فتح مكة فى 25 رمضان.. ومعركة عين جالوت ضد التتار فى 15 رمضان 658هـ.

- أما الخيارات العسكرية التى كانت متاحة.. وفيها حرب شاملة لتحرير كل سيناء، نظرًا لعدم وجود إمكانات عسكرية لأن كل الخيارات التالية الهجوم على محور واحد شرق القناة والتركيز عليه، فقد استبعد أيضا لأن ذلك يعنى السماح لإسرائيل أيضا بتركيز كل جهودها فى هذا المحور حتى يتم القضاء عليه، كما استبعد أيضًا خيار العودة لحرب الاستنزاف بعد أن استنفدت أغراضها، وتم تفضيل الخيار الرابع بشن هجوم فى خمسة محاور بطول مواجهة قناة السويس واقتحامها عنوة بواسطة فرقة مشاة مدعمة على كل محور لإنشائها «5» خمس رؤوس كبارى قوية شرق القناة بعمق 15 - 20كم، تدمر قوات العدو فى خط بارليف، وتعيد هجماته وضرباته المضادة، ربما يكبده خسائر بشرية ومادية جسيمة وبما يشدد جهود قواته البرية والجوية على هذه المحاور الخمسة ويسقط ويكسر نظرية الأمن الإسرائيلى، حيث سيتم تكبيده هذه الخسائر على الحدود التى كان يظنها آمنة، إلى جانب إسقاط بنود هذه النظرية الخاصة بالمفاجأة والمبادأة والذراع الطولى، ويمهد الطريق لمفاوضات سياسية يتحقق بها تحرير الأراضى المحتلة فى سيناء يستند لما تحققه القوات المصرية من انتصار فى معاركها العسكرية، وتمت الموافقة على هذه الخطة التى تحقق تحرير سيناء بالكامل على عدة مراحل، كما استبعد هذا الخيار مؤقتًا لإمكانية وصول قواتنا لخط المضايق، لأن ذلك كان سيوقعها فى مشكلة تأمين العمق الذى يمكن أن تصل إليه ضد هجمات العدو الجوية حيث لا يمكن لدفاعاتنا الجوية فى غرب القناة أن تؤمن قواتنا شرق القناة لأبعد من 15- 20كم، وإن كان ذلك يمكنا مع تطور أعمال القتال لصالحنا.

 

إرهاصات الحرب

- واستمرر عجلة الاستعداد للحرب دون توقف، واستمر العد التنازلى لدخولها فى تسارع الأعمال الأخيرة من سبتمبر إلى أوائل أكتوبر، أما على الجانب الإسرائيلى فبفضل الله كانت الغشاوة لا تزال تعمى أبصارهم عما كان يجول فى الضفة الغربية للقناة من استعدادات للحرب لأن الإسرائيليين كان فى ظنهم أن المصريين جثة هامدة ولن تتحرك.

- وفى أول أكتوبر تم تنفيذ مشروع تدريبى لجميع مراكز القيادة للقوات المسلحة ولمدة سبعة أيام، وتحت ستره تم تنفيذ اللمسات الأخيرة للاستعداد للهجوم، وتم فتح مركز عمليات القوات المسلحة «مركز 10» فى المكان المخصص له، وقبل أيام تم استدعاء الاحتياطى ثم إعلان تسريحه ككل مرة، إلا أن هذا التسريح المعلن نفذ جزئيًا وبما لا يؤثر على العملية، وتم تحريك القوة البحرية المصرية إلى اليمن استعدادًا لإغلاق مضيق باب المندب.

وفى بداية 5/6 أكتوبر تم سد جميع فتحات النابالم الموجودة فى الساتر الترابى، الشرقى بخلطة معينة من الأسمنت، وهو ما أصاب القيادات الإسرائيلية بصدمة عندما اكتشفت عدم تشغيل هذه الفتحات.

- وعلى الجانب الإسرائيلى لم تلفت الإجراءات المصرية نظر المخابرات الإسرائيلية، حيث قرر رئيس مخابراتها الجنرال والياهو زعيرا أن هذه الإجراءات سبق أن حدثت فى شهر يونية وأعلنت إسرائيل أن التعبئة آنذاك كلفتها 50 مليون دولار خسرتها، وكانت رئيسة وزراء إسرائيل فى زيارة للنمسا، وكان ذلك فى صالح مصر لأن قرار الحرب هناك لا يمكن اتخاذه إلا بوجودها، وفى 5 أكتوبر وبحصول معلومات من عملاء لها أن مصر على وشك أن تشن هجومًا، توصلت فى نهايته بالاتفاق مع المخابرات الأمريكية أن أقصى ما يمكن أن يفعله المصريون هو شن هجمات نهارية بالمدفعية، إلا أنه تحسبًا لكل الاحتمالات رفعت درجة الاستعداد للحالة القصوى وهو ما كشفت عنه الإدارات المصرية فى منتصف ظهر يوم 6 أكتوبر بإقلاع 8 مقاتلات إسرائيلية من مطار المليز، كما أعلنت إسرائيل عن تعبئة حوالى 120 من الاحتياطى وترحيل الأطفال والنساء من خطوط المواجهة، وعندما اتصل وزير خارجية أمريكا كيسنجر بوزير الخارجية المصرية لتحذيره من اثارة إسرائيل، كانت الحرب قد بدأت بالفعل.

 

الحرب

- بينما كانت القوات الإسرائيلية تحتفل بعيد الغفران يوم 6 أكتوبر بدأت مصر بشن الضربة الجوية الافتتاحية للحرب بواسطة 227 مقاتلة أقلعت من قاعدة جوية ومطار على ارتفاعات منخفضة ضمن 35 هدفًا إسرائيليًا فى سيناء شملت قواعدها الجوية ومواقع صواريخ دفاعها الجوى ورادارتها وبطاريات المدفعية بعيدة المدى لمدة استمرت الضربة فيها 15 دقيقة مؤثرة مما منع وسائل الدفاع الجوي الإسرائيلية من اعتراض طائراتها، وكانت مؤثرة جدًا مما أجبر مركز قيادة جيشها أو الجبهات فى حين خشيت أن ينتقل إلى مركز قيادة آخر خلفي، وقد رفعت الضربة الجوية المصرية من الروح المعنوية لقواتنا وللشعب المصرى عندما أعلن وقتها فى وسائل الإعلام، وبعد عودة الطائرات المصرية بدأ التمهيد المدفعى والصواريخ المصرية بواسطة 2000 مدفع ولواء صواريخ أرض / أرض «؟؟؟» ولمدة 55 دقيقة بمعدل قذف 10500 فى الدقيقة الأولى وبمعدل 175 قذيفة فى الثانية الواحدة وبحجم ذخيرة 3000 طن، وكان قصف مدفعية الضرب المباشر مؤثرًا بحيث أغلق جميع مذاغل دشم دفاعات خط بارليف، ونجحت نيران المدفعية فى تعطيل تحرك احتياطيات العدو القريبة لمواقعها غربًا.

- وتحت صيحة «الله أكبر» لجميع المقاتلين اقتحمت قواتنا الضفة الشرقية على طول المواجهة فى خمس رؤوس كبارى ومحور بورسعيد بواسطة 750 قاربًا مطاطًا وحوالى 1500 سلالم خشبية لتسلق الساتر الترابى، وفى مقدمة الجنود جنود أطقم الصواريخ المضادة للدبابات تحسبًا لتدمير الدبابات الإسرائيلية!! عند شنها هجماتها المضادة خلال 30 دقيقة وخلفهم فى العمق التعبوى 3 فرق مدرعة ميكانيكية وفى العمق استراتيجى 2 فرقة ميكانيكا، وتم فتح 55 مترا فى الساتر الترابي.

وقد نجح مقاتلنا وهو عبد العاطى وحده من تدمير 20دبابة اسرائيلية!

وقد استمر صمود قواتنا الخفيفة نسبيا بدون أسلحتها الثقيلة لمدة 7 ساعات حتى وصلت إليها أسلحتنا الثقيلة «الدبابات والمدفعية» ليلا بعد 7 ساعات بعد اقامة الكبارى والمعديات والتى بلغ عددها يوم 7 أكتوبر 10 كبارى ثقيلة وكبارى مشاة، و31 معدية، وكبارى هيكلية لخداع العدو.

- وفى الدقائق الأولى من بدء عبور قواتنا كان لنا 8000 مقاتل شرق القناة، ارتفع العدد إلى 14000 مقاتل بعد ساعة ونصف، وإلى 33000 مقاتل بعد خمس «5» ساعات، ومنذ الساعة 2٫35 بدأت الأعلام المصرية ترتفع فوق حصون خط بارليف، وحتى الساعة 4٫30 مساء 6 أكتوبر عبرت 8 موجات مشاة وأصبح لدينا بالفعل خمس رؤوس كبارى من المشاة والصاعقة والمدفعية الصاروخية المضادة للدبابات، كل بقاعدة طولها 6كم موازية للقناة وبعمقها 30كم شرقًا، وقد صدر أول بيان عسكرى عن الحرب الساعة 2٫10 ظهر يوم 6 أكتوبر، ثم توالت البيانات العسكرية لما أحدث فرحة كبيرة بين جموع الشعب المصرى، التى فوجئت بهذه الأخبار السعيدة، أما فى إسرائيل فإن الصدمة كانت شديدة فى الجيش والشعب الإسرائيلى، لا سيما بعد فشل الهجمات المضادة التى تشنها القوات الإسرائيلية فى ايقاف هجوم قواتنا، بل وتكبد القوات الإسرائيلية التى قامت بهذه الهجمات المضادة خسائر جسيمة، كانت أبرزها تدمير الكتيبة المدرعة التى كان يقودها العقيد عساف ياجورى وأسره، وفى يوم 7 أكتوبر كان قد تم عبور 100٫000 ضابط وجندى مصرى، و100 دبابة، و1300 مدفع، وفى يوم 9 أكتوبر تم إسقاط 120 طائرة للعدو وتدمير 45 دبابة.

 

الانسحاب الاسرائيلى من خط بارليف

ـ تحت وطأة الخسائر الجسيمة التى تكبدها الاسرائيليون فى خط بارليف فى اليوم الأول قتال، أمر دايان بسحب

القوات الاسرائيلية الباقية فى خط بارليف خاصة بعد فشل الهجمات المضادة لكتائب الدبابات الاسرائيلية التى كانت فى العمق القريب 6٫5 كم شرق القناة وكان تقديره أن إسرائيل تواجه ثلاثة عوامل صعبة أولهما تزايد حجم القوات شرق القناة، ومثلها فى الجولان بسوريا وثانيها وجود شبكة الدفاع الجوى المصرية التى تعرقل عمل الطيران الاسرائيلى والتى نجحت فى الساعات الأولى من الهجمة يوم 6  اكتوبر ان تسقط 10 مقاتلين اسرائليين، مما دفع قائد الطيران الاسرائيلى الى ان يأمر طائراته بعدم الاقتراب 15 كم من القناة لوجود حائط ذرى هناك»!! أما العامل الثالث فيتمثل فى حاجة اسرائيل الى مزيد من الوقت لاستكمال تعبئة الاحتياط والوصول الى خطوط الجبهة مع مصر وسوريا.. وفى تعليق للجنرال قائد المنطقة الجنوبية على ذلك قال «ان محاولات إنقاذ قواتنا فى خط بارليف سيكون ثمنها باهظًا جدا، وفى لحظة أوقفنا كل محاولات الانقاذ. أما الجنرال بيرن قائد احدى الفرق المدرعة فوصف قتال الجنود المصريين ضد الدبابات الاسرائيلية قائلًا: إن المصريين يركضون الى دباباتنا يتسلقونها ويقتلون أطقمها دون ان يكون لذلك نهاية ولقد شعرت فى مرحلة  معينة أن دفاعاتنا آخذة فى الانهيار، كما وصف الجنرال حانون شيف قائد اللواء  14 مدرعات حينها المقاتلين الاسرائليين بأنهم فى حالة بائسة من الكوابيس التى يشاهدونها، لقد كنت أقود 56 دبابة. و بعد أقل من 24 ساعة لم يبق لدى سوى 14 دبابة وقتل من جنودى 19 رجلًا. أما زميله «ناسر» فقد صرح لصحيفة اسرائيلية بأنه لم يتبق لدى سوى دبابتين فقط»، ومن بين 300 دبابة

فى الفرقة لم يعد صالحا سوى 100دبابة فقد.

 

صد وتدمير الضربات المضادة الاسرائيلية

ـ بدأت الضربات المضادة الاسرائيلية بمجموعة العمليات 252، بقوة 350 دبابة بقيادة الجنرال مندلر وذلك فى مجموعات كتائب من اتجاهات مختلفة..  الا أن الصواريخ المضادة للدبابات لقواتنا  أمطرتها من عدة اتجاهات فضلا عن نيران المدفعية، وبعد معارك استمرت خمس ساعات فى اتجاهات القنطرة شرق، الفردان الاسماعيلية شرق والشط لم يتبق من دبابات مندلر الدبابات سوى 100 دبابة فقط وهو ما يعنى ان اجمالى ما خسرته اسرائيل فى هذا اليوم يصل لأكثر من 200 دبابة. - وفى القنطرة شرق تمكنت فرقة المشاة المصرية 18 من حصار المدينة ونسف المنازل التى كان يحتلها الاسرائيليون وعلى المحور الجنوبى وصلت فرقة متقدمة من الفرقة المصرية 19 مشاة الى مشارف ممر تقلا وخلال القتال استولت قواتنا على اعداد سليمة من الدبابات الاسرائيلية وفى كتاب عيد الغفران بلغت خسائر اسرائيل يومى 6: 7 أكتوبر 500 قتيل و200 جريح ووقوع عشرات الجنود الاسرائيليين فى الأسر.

ـ وعند اقتراب الطائرات الاسرائيلية من القواعد الجوية، المقاتلات الاعتدائية لنا تعترضهم على الارتفاعات العالية والمتوسطة وكانت بالفعل فى انتظارهم، ولتجنب ذلك من جانبهم كانوا يتسللون الى ارتفاعات منخفضة فكانت تتلقفهم صواريخ الكتف قصيرة المدى وكانت حصيلة العمليات الجوية يومى 6،7 اكتوبر اسقاط 57 طائرة للعدو، أما  خسائره فكانت 21 طائرة.

ـ كما نجحت قواتنا البحرى المتواجدة فى اليمن من تدمير 4 قطع بحرية اسرائيلية منعت مرور أى سفن الى ايلات مما  أثر سلبا على إمدادات النفط لايران الى اسرائيل.

ـ  كان الاتحاد السوفيتى حاضرا منذ ما  قبل الحرب حيث طلب القادة السوفييت عن طريق سفيرهم فى القاهرة من الرئيس السادات وقف اطلاق النار، وأن الرئيس حافظ الاسد طلب ذلك وهو ما رفضه الرئيس السادات لأن الموقف العسكرى كان متماسكا وان وقف اطلاق النار كان سيصب فى صالح اسرائيل.. أما امريكا فلم يكن موقفها فى مساندة  اسرائيل بغريب حيث تحرك الاسطول السادس الى شرق البحر المتوسط وقد كشف رئيس الأركان الاسرائيلي جنرال الياوز ان البقاء مع امريكا كان منذ اللحظات الأولي.

ــ وبناء على صراخ رئيسة وزراء اسرائيل جولدا مائير فى فجر يوم 9 أكتوبر لهنرى كيسنجر قائلة طبقا لمذكراتها لقد خسرنا  120 طائرة و450 دبابة «مطالبة بتدخل أمريكى فاعل لأن اسرائيل خسرت سيناء والجولان فأجابها انه يخشى خسارة اسرائيل نفسها، وكان دايان قد سبق ذلك ان قال لمائير يبدو انها حرب القيامة فأجابته: اذن اعدوا لحرب القيامة وقامت بالفعل بنشر عدد من الصواريخ لآريحا حاملة لرؤوس نووية تحت سمع وبصر القمار الصناعية الأمريكية لتؤكد ... او بمعنى أصح لتأكيد ابتزازها وهو ما اثمر فى انشاء الجسر الجوى الأمريكى  بسرعة الى العريش حاملة الصواريخ المضادة للدبابات من طراز الجيل الثانى تاو WTA ومعدات عامة الكترونية لاعاقة رادارات الدفاع الجوى المصرى وقد نجحت فعلا فى تعطيل رادارات الدفاع الجوى المصرية لفترة زمنية ونقلا عن استمرار نقل الدبابات الامريكية الى مطار العريش وهو الأمر الذى قال عنه الرئيس السادات لهنرى كيسنجر لقد قاتلت اسرائيل 21 يوما ولكنى لست على استعداد لقتال القوات الأمريكية، فرد عليه كيسنجر بان يتجاوب معه فى حل المشكلة سياسيا وبدأت بالفعل عمليات فض الاشتباك على مراحل، الى ان تمت بالفعل فى انسحاب اسرائيل الكامل من سيناء حتى آخر حبة رمل فى طابا فى عام 1982 عقب مباحثات سياسية مجهدة بذلك، بذل المفاوضون المصريون جهودا جبارة  حتى تحقق هذا الهدف الاسمي.

ـ إلا  أن جهود مصر السياسية لدفع الاخوة العرب فى سوريا والاردن والمنظمة الفلسطينية للأسف لم تكلل بالنجاح لدفعهم لمشاركة مصر فى هذه المفاوضات لاستكمال تحرير أراضيهم بنفس الأسلوب، حيث رفضوا ذلك بل وبدأ الهجوم على مصر وقيادتها وهو ما لم تتوقف عنده مصر، حيث استكملت مسيرتها لتعزيز النجاحات التى تحصلت  عليه بتحرير كامل أراضيها وتأمينها بنشر قواتنا المسلحة فيها متغلبة بعد ذلك على قيود اتفاقية  كامب ديفيد حيث ينتشر اليوم الجيش المصرى بكامل  قواه دون أية قيود  فى كامل سيناء، بل ويتم تعميرها بالنحو الذى تراه اليوم فى الخطة التى وضعها الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعد ان تم القضاء على الفصائل الارهابية  التى كانت تحاول ان تفرض نفوذها فى سيناء، وصارت سيناء بعد ربطها بالعديد من الانفاق قطعة واحدة مع الوادى وجزءاً مهما فى خطة التنمية المصرية الشاملة.