لماذا أخبرت إثيوبيا مصر رسميًا ببدء الملء الثاني لسد النهضة؟.. خبراء يوضحون
في تطور جديد لأزمة سد النهضة، أعلنت إثيوبيا، الإثنين، عن قيامها رسمياً بالبدء في عملية الملء الثانى للسد، وأرسلت خطابًا رسميًا إلى مصر تخبرها بذلك، ويأتي هذا قبل يومين جلسة لمجلس الأمن في هذا الشأن.
ومن المقرر، عقد جلسة في مجلس الأمن الدولي، غدًا الخميس المقبل حول سد النهضة الإثيوبي، بناءًا على طلباً من مصر والسودان بسبب تعنت أديس أبابا في التوصل لاتفاق بشأن السد.
أقرأ أيضًا..
هل تنتهي مفاوضات سد النهضة بعد بدء الملء الثاني؟
كيف ردت مصر على إعلان اثيوبيا بدء الملء الثاني لسد النهضة؟
وأعلن وزير الري محمد عبد العاطي، أنه عقب توجه بخطاب رسمي إلى وزير الري الإثيوبي أخطره فيه "برفض مصر القاطع لهذا الإجراء الأحادي الذي يعد خرقاً صريحاً وخطيراً لاتفاق إعلان المبادئ.
وأكد أن ذلك انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية التي تحكم المشروعات المقامة على الأحواض المشتركة للأنهار الدولية بما فيها نهر النيل الذي تنظم استغلال موارده اتفاقيات ومواثيق تلزم إثيوبيا باحترام حقوق مصر ومصالحها المائية وتمنع الإضرار بها.
وفي هذا السياق، قال جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن إخبار إثيوبيا لمصر رسميًا ببدء الملء الثاني لسد النهضة، لأنها تريد توريط مصر من خلال معرفتها، والتمثيل أمام دول العالم كأنها دولة تحترم القانون.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، أن رد مصر جاء على هذا الخطاب بشكل حاسم من خلال رفضها القاطع لما قامت به إثيوبيا من بدء الملء الثاني للسد بصورة أحادية دون موافقة مصر والسودان، وارسال خطاب إلى مجلس الأمن والامم المتحدة لاخبارهم بما تم.
ورأى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن إثيوبيا تحاول الظهور بأنها تتبع الطرق السلمية والدبلوماسية أمام العالم، في محاولة منها لتحسين موقفهم واضفاء نوع من الشرعية على ما تقوم به من قرارات أحادية في مسألة سد النهضة دون التشاور مع دول حوض النيل.
وتابع في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، لكن إبلاغها ببدء الملء لن يؤثر في الموقف تجاه ما تفعله
وذكر طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الهدف من اخطار إثيوبيا لمصر ببدء الملء الثاني لسد النهضة، هو تسجيل موقف، وخطابها حتى وإن جاء إلى مصر فهو موجه في الأساس إلى الأطراف الدولية الآخرى وأعضاء مجلس الأمن لإخبارهم بما فعلته قبل الجلسة المنتظرة.
واعتبر في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، أن أديس أبابا تحاول الالتفاف حول على المواقف السابقة التي تم الاتفاق فيها على ضرورة مواقفة مصر وعدم الاضرار بمصالحها، كما أنها تحاول من خلال هذا الاخطار تقنين موقفها.
وقامت الخارجية المصرية بإرسال خطاب، إلى رئيس مجلس الأمن لإحاطته بالإجراء الإثيوبي، معتبرة هذا التطور الخطير يكشف مجدداً سوء نية إثيوبيا واصرارها على اتخاذ إجراءات أحادية لفرض الأمر الواقع وملء وتشغيل سد النهضة دون اتفاق يراعي مصالح الدول الثلاث ويحد من أضرار هذا السد على دولتي المصب، وسيزيد ذلك من حالة التأزم والتوتر في المنطقة، وسيؤدي إلى خلق وضع يهدد الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وتقدمت مصر بخطاب رسمي تشكو فيه إثيوبيا لمجلس الأمن، وتعلن اعتراضها على اتخاذ أديس أبابا قراراً منفرداً بالملء الثاني، كذلك فعل السودان أيضا قبل أيام.