رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سعاد ماسى مع "كايرو ستيبس".. نوع مختلف من الغناء

سعاد ماسي
سعاد ماسي

هناك أصوات عندما تستمع إليها تشعر كأنك أمام طعم ومذاق مختلف، وعندما تقترب من الشخصية تكتشف أن الإبداع لا يخطئ الطريق صوب المبدع الحقيقى.

من بين هذه الأصوات الصوت الماسى سعاد ماسى تلك المغنية العالمية الجزائرية التى هاجرت إلى فرنسا من وطنها الجزائر حاملة معها موروث ثقافي كبير قدمته فى أروع الألحان والأغانى التى تشعرك وأنت تستمع إليها أنك فى خيمة فى قلب الصحراء ربما هذا الشعور لا يحسة سوى سكان الصحراء فى الوطن العربى أو من ينحدرون من تلك المناطق، أنت مع سعاد ماسى كأنك فى خيمة فى قلب الصحراء فى ليلة مقمرة تكتمل الصورة بموسيقى وكلمات تعبر عن تلك البيئة التى قدمت لنا على مر العصور أجمل الألحان وأعمق الكلمات .

سعاد ماسى ذهبت إلى فرنسا واستمعت إلى كل الألوان والتصنيفات الموسيقية لكنها ظلت متمسكة بفنها وثقافتها عاملة بمقولة إن أبسط وأقصر الطرق إلى العالمية هى الاستغراق فى المحلية، ومن هنا كانت و بدأت رحلتها وسط عاصمة النور باريس عاصمة فرنسا إحدى دول أوروبا التى لها نكهة خاصة فى الغناء. سعاد ماسى ذهبت الى هناك مستندة على عراقة وطن قدم للعالم العربى أصواتا كثيرة أبرزها الراحلة وردة، ولكن حتى وردة لم تكن بالنسبة لسعاد سوى فنانة كبيرة تحبها وتحترمها لكنها اختارت مدرسة مختلفة فى الغناء .فى زيارتها لمصر جاءت سعاد إلينا محملة بمجموعة من أعمالها، جاءت الينا لكى تفتح ألبوم ذكريات أغانيها.

وزاد من أهمية الحدث وجود فريق كايرو ستبس بقيادة المؤلف الموسيقى والملحن باسم درويش والمايسترو سبستيان مولر، وهو فريق موسيقى مصرى عالمى قدم خلال السنوات الأخيرة مجموعة من التجارب المهمة جدًا أبرزها مع النجم المصرى العالمى محمد منير فى عملين الأول "انا منك اتعلمت" والثانى يصدر فى البومه الجديد"اللى غايب" كما قدم تجربة "المولد والميلاد" مع على الحجار و ماهر فايز ،ثم استمرت التجربة مع اسماء أخرى منهم على الهلباوى وآخرهم الشيخ ايهاب يونس والمرنمة مونيكا جورج.الى جانب ماقدمه الفريق فى بعض دور الأوبرا العالمية حيث مزجوا بين موسيقى الجاز وبين الموسيقى الروحية المصرية من إنشاد دينى وترانيم قبطية فى تجربة أهم ما فيها أنها تحمل نكهة كايرو ستيبس.

فى البروفة النهائية لكايرو سيبس وسعاد ماسى قبل حفل الـ 20 من أبريل، كانت هناك حالة من الانسجام بين هذا الصوت الماسى وبين الفريق الموسيقى الذى يجمع عناصر مختلفة من مصر وألمانيا إلى جانب "رابح" وهو عازف إيقاع جزائرى يصاحب سعادفى كل حفلاتها، بالإضافة إلى 3 عازفين مصريين  يلعبون على آلة الكمان وآخر على الأكورديون وقائد هذه المجموعة جان.

عندما تستمع إلى الأغانى التى أجريت عليها البروفات، وهى "غير أنت" و"دار جدى" و"راوى" و"حياتى" و"دنيا زمان" و"خلونى" و"ايش ادانى" و"دب".

جميعها من ألحان سعاد ماسى، ولكنى لاحظت أن كايرو ستيبس منحت سعاد بعدًا آخر فى التنفيذ الموسيقى كما منحتهم سعاد طعمًا لم يقدموه من قبل وهو موسيقى الجزائر بشقها الأمازيغى، وهذا الاختلاف بين الثقافات، عندما يخرج فى هذا الشكل الفريد سوف يكون المستفيد منه هو جمهور الغناء بصفه عامة وجمهور سعاد بصفة خاصة،  إذن المتلقى هو أكثر المستفيدين.

ولما لا وأنت لديك صوت مختلف فى أدائه وفى اختياره لموضوعات الأغانى، وفريق موسيقى دائما ينظر خارج الصندوق.

ورغم ان هذه الجلسة كانت عبارة عن بروفة لكنها بمثابة حفل خاص، كل عازف يحاول أن يقدم كل ما لديه من إبداع.

ووسط تفاصيل البروفة لفت نظرى "رابح" عازف الإيقاع، وهو على ما أعتقد كلمة السر فى موسيقى وغناء سعاد ماسى ابتسامته التى لا تفارق وجهه تمنحها الثقة وهى دائما ما تنظر اليه بين لحظة واخرى وكأنها تستمد من نظراته رآية فى أدائها، "رابح" بجانب أنه عازف إيقاع من طراز فريد فهو أيضا مغنٍ من طراز نادر، يصاحب سعاد فى بعض

الأغانى مثل "غير انت" و"دار جدى" فيبدو أنه يجمع بين الأداء الغنائى الذى ينتمى للمدرسة الفرنسية وبين الغناء الجزائرى .

"كايروسيبس" وسعاد ماسى فى القاهرة فى أول مشروع مشترك بينهما وهو المشروع الذى يتم الإعداد له من عام تقريبا ثم تأجل بسبب ظروف خاصة الشتاء المقبل ربما تكون هناك محطة أخرى ومشروع آخر من ألبوم ذكريات سعاد وكايرو سيبس.

سعاد فى سطور:

سعاد ماسى المولودة فى 23 أغسطس 1972 فى حى باب الواد الشعبى فى قلب الجزائر العاصمة هى مغنية وعازفة جيتار وكاتبة أغانى جزائرية وتعود جذورها إلى منطقة القبائل.

نشأت وسط عائلة تعشق الموسيقى أتاحت لها التعرف على أنواع كثيرة من الموسيقى مثل الشعبى العاصمى والروك والريفى والصحراوى والفادو البرتغالى وغيره، كل هذا التنوع الثقافى خلق منها مغنية مختلفة ولذلك حققت انتشارًا كبيرًا فى أوربا والدول العربية.

تعلمت قواعد الموسيقى وأحبت الفلامنكو الذى قدمته على المسارح الجزائرية مع فرقة تريانا الجزائر ابتداء من عام 1989،كما انضمت إلى فرقة الروك الجزائرية أتاكور التى جابت معها عدة ولايات جزائرية.

فى منتصف التسعينيات أصدرت ألبوماً نال صدى كبيرا، ويعرض التلفزيون الجزائرى باستمرار أول أغنية مصورة لها وهى من نوع «الكانترى» أو الريفية قدمتها بالعربية والإنجليزية وهو نوع من الموسيقى ظهر فى الولايات المتحده الأمريكية وتتنوع بين الرومانسى والدينى.

مع حصولها على شهادتها الجامعية لم تدم حالة الانتعاش الفنى وازدهار الموسيقى الجزائرية الشبابية الحديثة الذى واكب فترة الانفتاح الديمقراطى طويلا؛ إذ سرعان ما تصاعدت موجة العنف وغياب الأمن واغتيال المشاهير فى البلد مما أدى إلى استحالة العمل بالميدان الفنى وهاجرت مثل مئات الفنانين والمثقفين الجزائريين.

عام 1999 وبعد دعوتها للمشاركة فى تظاهرة حملت اسم نساء من الجزائر، قررت سعاد الاستقرار بفرنسا مع توقيعها لعقد مع شركة التوزيع island records/universal music

 عام 2001 أصدرت ألبوم «راوى» الذى نال نجاحا كبيرا وحظى بإعجاب النقاد فى أوروبا. تلاه ألبوم داب عام 2003.

معظم أغانى سعاد ماسى باللهجة العاصمية الجزائرية بالإضافة إلى الأمازيغية القبائلية إلى جانب اللغة الفرنسية.

تشارك سعاد فى كتابة وتلحين أغانيها ولا تستغنى عن العزف على الجيتار الذى يلازمها فى حفلاتها. لها جمهور كبير فى الجزائر ودول المغرب العربى وفرنسا حيث تقيم الآن.

شعبيتها بدأت فى الازدياد فى بعض دول المشرق خصوصا بمصر بعد إحيائها لحفلات فيها، وفى غيرها من دول المشرق مثل سوريا والأردن.

قدمت سعاد ماسى حفلات فى مختلف أنحاء العالم، وشاركت صيف 2009 بمهرجان تيمقاد بباتنة الجزائرية. كما أنها شاركت فى أغنية «بكرة نهار جديد» مع فنانين من عدة دول عربية.