بعد السيطرة على كابل.. ما هو تاريخ حركة طالبان
بعد أكثر من 20 عامًا على حكم حركة طالبان أفغانستان بين عامي 1996 و2001، ظهرت نشاط الحركة مرة أخرى خلال أسابيع قليلة بالتحركات العسكرية داخل قرى ومدن صغيرة في كابل، حتى نجحت الحركة في15 أغسطس من السيطرة على العاصمة الأفغانية، ودخول القصر الرئاسي بعد هروب الرئيس أشرف غني.
اقرأ أيضا: شاهد.. مقاتلو طالبان يمارسون الرياضة في (جيم) القصر الرئاسي بكابول
فما هي حركة طالبان التي عادت للظهور على الساحة السياسية بين يوم وليلة؟ وما أهدافها؟ وكيف تكونت؟، فيما يلي كل ما تريد معرفته حول حركة طالبان.
نشأة حركة طالبان:
نشأت الحركة الإسلامية لطلبة المدارس الدينية المعروفة باسم طالبان في ولاية قندهار (جنوب غربي أفغانستان) على الحدود مع باكستان عام 1994، على يد الملا محمد عمر مجاهد (1959-2013).
وذلك بعد رغب الملا في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي، وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994.
وكانت أولى تحركات الخلية أو حركة طالبان كما عُرفت في يوليو 1994، بعدما تجمع أكثر من 53 طالبًا من المدراس الدينية، وبدؤا في نزع السلاح من مجموعات المجاهدين وإزالة نقاط التفتيش الموجودة والتي تهدف إلى جمع الإتاوات على الطرق العامة، وبعد ذلك استولوا على مديرية أرجستان.
وبعد شهر واحد من هذه الواقعة، بايع طلاب المدارس الدينية، محمد عمر أميرًا لهم، وتعاهدوا على جمع السلاح من أجل إزالة نقاط التفتيش وإنهاء ما يُعرف بجمع الإتاوات واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
في شهر أكتوبر 1994، تمكن طلاب حركة طالبان من توسيع نشاطهم، فاستولوا على مديرية "سبين بولدك" الحدودية، بالإضافة إلى السيطرة على مخازن الأسلحة والذخيرة المركزية للولايات الجنوبية الغربية التابعة للحزب الإسلامي بزعامة حكمتيار، وكانت تعتبر أكبر مخازن سلاح في أفغانستان.
في شهر نوفمبر من نفس العام، عرف الإعلام الدولي عن حركة طالبان، وذاع اسمهم لأول مرة في المحطات التليفزيونية العالمية، وذلك بالتحديد بعد نجاحهم في إنقاذ قافلة إغاثة مُرسلة من الحكومة الباكستانية إلى أفغانستان، واعترضتها مجموعة جيلاني، لكن استطاعت طالبان إنقاذ القافلة، وإعدام قائد الجماعة الذي كان يدعى منصور آغا.
وفي 27 سبتمبر 1996، سقطت كابل في يد طالبان بعد انسحاب القوات الحكومية منها إلى الشمال، وأعدمت الحركة ليلة دخولها العاصمة رئيس البلاد الشيوعي السابق نجيب الله، وأعلن ملا محمد عمر تكوين لجنة من 6 أشخاص برئاسة ملا محمد رباني النائب الأول له، وسقطت قاعدة "باغرام" الجوية بيد طالبان.
بداية من عام سبتمبر 2001، بدأت الدول العربية والأجنبية، إعلان انسحابها من أفغانستان، فقد سحبت السعودية والإمارات اعترافهما بحكومة طالبان، ثم شنت أمريكا حربًا على أفغانستان، وقد سقطت كابل في يد تحالف قوات الشمال، ثم سقطت مدن أفغانستان في يد مناوئي طالبان.
في مارس 2002، تم سقوط مروحتين أمريكيتين على يد طالبان، وتوالت الأعمال الإرهابية للحركة، في محاولة لاستعادة صدارة حكمها وهيمنتها على دولة أفغانستان مرة أخرى.
في عامي 2008 و2009، تصاعدت العمليات الانتحارية خاصة في كابل، والاختطافات والعمليات القتالية ضد القوات الأجنبية، وسيطرت طالبان على عدد من المناطق، وأعلنت القوات الأجنبية مصرع حوالي 3000 من جنودها منذ احتلال أفغانستان.
ومع بداية عام 2010، بدأت القوات الأجنبية تغير قناعتها في حربها على طالبان، وتميل بعض قياداتها إلى أن الحل العسكري لن يحسم المعركة في هذا البلد، ولابد من حل سياسي.
وقد توصلت واشنطن وطالبان إلى صفقة جرى بموجبها إفراج الحركة عن جندي أميركي (كان أسيرا لديها 5 سنوات) مقابل إطلاق 5 من قادتها كانوا معتقلين في سجن جوانتنامو، وفي أواخر ديسمبر من عام 2014،
وفي نهاية يناير 2015، رفض البيت الأبيض الأمريكي تصنيف طالبان تنظيما "إرهابيا" مما أثار اعتراض الجمهوريين، بعدها بأشهر قليلة تم إعلان وفاة الملا عمر وتم انتخاب مجلس شورى لاختيار منصور زعيمًا جديدًا للحركة.
وفي 25 مايو 2016، أعلنت طالبان مقتل زعيمها الملا أختر منصور، وتعيين زعيم جديد وهو الملا هبة الله أخندزاده الرئيس الحالي للحركة.
ماذا يحدث في افغانستان
بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن انسحاب قواته من أفغانستان في 14 إبريل الماضي، بعد انتهاء أطول حرب أمريكية في التاريخ، عادت حركة طالبان إلى تحركاتها العسكرية مرة أخرى، واندلعت معارك عنيفة بين طالبان والقوات الحكومية، حتى تمكنت الحركة من السيطرة على مناطق متعددة حتى وصلت إلى العاصمة الأفغانية كابل.
أهداف حركة طالبان
مع نشأة حركة طالبان، كانت أهدافها هي التخلص من الإتاوات وفرض الأمن والاستقرار وجمع السلاح من جميع الأطراف، وبعد سيطرة الحركة على عدد من الولايات، عادت لتعدل من أهدافها والتي أعلنت عنها بشكل رسمي في عام 1996، وجاء كالآتي:
- إقامة الحكومة الإسلامية على نهج الخلافة الراشدة.
- أن يكون الإسلام دين الشعب والحكومة جميعا.
- أن يكون قانون الدولة مستمدا من الشريعة الإسلامية.
- اختيار العلماء والملتزمين بالإسلام للمناصب المهمة في الحكومة.
- حفظ أهل الذمة والمستأمنين وصيانة أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ورعاية حقوقهم المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية.
- تحسين العلاقات السياسية مع جميع الدول الإسلامية وفق القواعد الشرعية.
- التركيز على الحجاب الشرعي للمرأة وإلزامها به في جميع المجالات.
- تعيين هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع أنحاء الدولة.
- قمع الجرائم الأخلاقية ومكافحة المخدرات والصور والأفلام المحرمة.
- استقلال المحاكم الشرعية وفوقيتها على جميع الإدارات الحكومية.
- إعداد جيش مدرب لحفظ الدولة الإسلامية من الاعتداءات الخارجية.
- اختيار منهج إسلامي شامل لجميع المدارس والجامعات وتدريس العلوم العصرية.
- التحاكم في جميع القضايا السياسية والدولية إلى الكتاب والسنة.
- أسلمة اقتصاد الدولة والاهتمام بالتنمية في جميع المجالات.
- طلب المساعدات من الدول الإسلامية لإعمار أفغانستان.
- جمع الزكاة والعشر وغيرهما وصرفها في المشاريع والمرافق العامة.
-
موضوعات ذات صلة:
- في انتظار طائرة حربية| بعثة الأزهر بأفغانستان تحتمي بسفارة مصر بكابول (فيديو)
- فيديو.. مشاهد مرعبة لسقوط شخصين من طائرة بعد إقلاعها بدقائق في كابل
-
نائب الرئيس الأفغاني يعلن بقاءه في البلاد: لن أنحني أمام طالبان