إحسان عبد القدوس| أسباب جعلت "لن أعيش في جلباب أبي" ضد الزمن

إحسان عبد القدوس من أهم روّاد عالم الرواية في العالم العربي، كان أكثر مايميز سطوره ورواياته الإجتماعية الحقيقة والحب الخالص، لم يعكر صفوها الأزمات والأحداث الساخنة الروتينية التي عادةً ما نراها ونقرأها في الروايات خاصةً عندما تتحول إلى أعمال فنية سواء على الصعيد التلفزيوني أو السينمائي أو المسرحي.

اقرأ أيضًا..إحسان عبد القدوس.. أمير الواقعية السياسية والرومانسية

التأثير المستمر لمسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" خلال مايقرب من 3 عقود

في ذكرى وفاته الـ 32، أثرى الكبير إحسان عبد القدوس الدراما المصرية والعربية بعدد من الأعمال الروائية الخاصة به، لعل من أهمها الأسطورة الدرامية "لن أعيش في جلباب أبي"، التي مازالت تفوح بعطرها وتأثيرها المتجدد والمستمر كأن لم يمر عليها 26 عاماً.

تفاصيل العلاقة الوثيقة بين "لن أعيش في جلباب أبي" والمشاهد المصري والعربي

من منّا لم تمر أمامه جملة "لن أعيش في جلباب أبي" المكتوبة بالبنط العريض على شاشة التلفاز، يتخللها صور أبطالها مع الموسيقى التصويرية العبقرية للراحل حسن أبو السعود، ولم يقف أمامها ويبحث عن مواعيد عرضها ليلتزم بمتابعتها وتكون جزء من يومه، وبمجرد أن تنتهي من قناة لتعرض على أخرى، يتكرر نفس التأثير والمتابعة مع الجرعة ذاتها من الشغف وحب المشاهدة مرارً وتكرارًا.

استمرار " لن أعيش في جلباب أبي" بمرور الأجيال

ولم يكتفِ المشاهد بالمتابعة العابرة للأحداث، لكنه يتخيل نفسه جزء من عائلة "عبد الغفور البرعي"، ويضع نفسه في موقف إبنه عبد الوهاب ومشاكله تارة ومكان بناته الأربع "سنية، بهيره، نظيرة، نفيسة"، ومواقفهم التي يمرون بها مع والدهم وكيف سيتصرف في هذا وذاك، ويتعلم من أمثال والأفكار المهنية التي يتبعها الحاج إبراهيم سريدنة للقدير عبد الرحمن أبو زهرة، في تعاونه مع عبد الغفور في الورشة الخاصة به التي تعلم فيها علامات مهنته وبدأ ينمو فيها خطوة خطوة حتى وصل إلى رجل الأعمال الذي يهابه أعوانه ومنافسيه.

"لن أعيش في جلباب أبي " من التسعينيات إلى الألفينات..وسيظل العرض مستمر

مالسر في استمرارية عرض المسلسل بنفس التأثير والنجاح، إضافةً إلى استمرار مشاهدة وأحداثه وأبطاله في أسْر متابعيه بطبيعته الخاصة دون أية مبالغة أو سطحية، مع سيناريو وحوار الكبير مصطفى محرم، الذي وضع علامة ذهبية أخرى في المسلسل بكتابة المواقف بحرفية والدروس المستفادة من المواجهات المستمرة في أحداث المسلسل بين الأب وزوجته وأبناءه إضافةً إلى جانبه المهني، فأعطى للمشاهد وجبة درامية مشبّعة، مع صورة إخراجية لـ أحمد توفيق، الذي أتى بزوايا حياتية حقيقية إلى أقصى حد داخل كل بيت مصري وعربي .

"كوميكس" لن اعيش في جلباب أبي

ولم ينجح المسلسل فقط كونه عمل درامي اجتماعي بحت يعرض باستمرار، لكنه نجح في دخول

عالم "الكوميكس" داخل غرف مواقع التواصل الإجتماعي التي يتم تداولها بين روّادها في حديثهم، ومقاطع من المواقف الاجتماعية والرومانسية بين بطليها الراحل نور الشريف والقديرة عبلة كامل، وآخرون يأخذون مشاهده كتحليل ونقد للمشاهد الباقية المستمرة رغم مرور عقود عليه، وتتابع الأعمال الدرامية الاجتماعية بعده بمختلف موضوعاتها، لكنه ظل بطل الشاشة الصغيرة على مر عدد من الأجيال.

شرقية "حسن أبو السعود" في الصورة الموسيقية لـ "لن أعيش في جلباب أبي"

وعلى الصعيد الموسيقي للمسلسل، جاء الموسيقار الراحل حسن أبو السعود بموسيقى شرقية خالصة، كانت غنية بعدد ضخم من الآلات التي تم مزجها سويًا لتقدم لنا خلفية موسيقية ثابتة لن ولم تنسى وسيظل ارتباطها وثيقًا بمسلسلات التسعينيات الغنية.

ضم التتر الموسيقي للمسلسل عدد من الآلات أبرزها "فلوت، الاكورديون،  الكمان، الكنترباص، الهارب، الساكسفون". 

 

 

الواقعية والوسطية الثابتة..أسرار بقاء إحسان عبد القدوس

واقعية إحسان عبد القدوس البعيدة عن الألم هي كانت أهم مايميزه، فكان يعطي للقاريء أو المشاهد جرعته الواقعية القريبة من حياته بشكل مليء بالتفاصيل الدقيقة وفي نفس الوقت يحمل الخفة الصعب تحقيقها خاصة في الاجتماعيات، فيخرج متابعه بوجبة روائية حالمة واقعية دون الشعور بالتدقيق المبالغ في التفاصيل أو الركاكة في عرضها، فالوسطية الثابتة هي سر نجاح واستمرار سطور وشاشات إحسان عبد القدوس طوال حياته وبعد مماته.

 

نُشرت رواية لن أعيش في جلباب أبي" عام 1982، وتم تحويللها إلى عمل درامي عام 1996 بعد وفاة إحسان عبد القدوس بـ 6 سنوات.

أبطال المسلسل

"لن أعيش في جلباب أبي" ضم عدد كبير من أبطال الدراما "نور الشريف، عبلة كامل، سهير الباروني، عبد الرحمن أبو زهرة، مصطفى متولي، محمد رياض، وحنان ترك، ومنال سلامة، ووفاء صادق، وناهد رشدى، صفاء الطوخي، وغيرهم.."، ومن إخراج أحمد توفيق

 

لمزيد من أخبار الفن..اضغط هنا