رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"الطيور المهاجرة" قصة حياة تبدأ من اوروبا وتنتهى فى مطروح

صيد طيور مهاجرة
صيد طيور مهاجرة

مضى مايقرب من شهر على بداية موسم صيد الطيور المهاجرة فى محافظة مطروح، والتى كانت فى الأصل أحد المهارات الفطرية التى أكسبتها الحياة الصحراوية لأبناء القبائل؛ بهدف توفير الغذاء أوالطعام بالصحراء تطبيقا لمبدأ " البدوى يأكل من يده " ولكن سريعا ما تحولت هذه المهارة إلى هواية ترفيهية يمارسونها أبناء البادية فى فترة فراغهم وكذلك حفاظا على ثقافة الاجداد والتراث البدوى المتوارث.

 

اقرأ أيضًا.. صحة المنيا: إعدام 437 كيلو أغذية غير صالحة للإسهلاك الآدمي

 

ولأن كل شىء لا يستمر على وتيرة واحدة إتخذ البعض من هذه الهواية نشاطا تجارى بإصطياد الطيور المهاجرة وبيعها فى أسواق لها والإعلان عنها عبر صفحات التواصل وفى المحلات التجارية "جاهزة ومتنضفة " بينما على الجانب التنفيذى أعتبرت جريمة يعاقب عليها القانون لعدم الحصول على تصريح صيد أورخصة سلاح.

 

ويؤكد زايد درويش العبيدى، صياد،  أن موسم الصيد فى مطروح يبدأ من شهر يونيو حتى نهاية شهر نوفمبر من كل عام ويبلغ الموسم ذروته فى شهر سبتمبر بالتحديد ،موضحا أن هواية صيد الطيور لا تقتصر على سن معين طالما تعلم الشخص مبادىء الصيد بالشباك أوبالبندقية، مشيراً إلى أنه يجب الإستعداد قبلها بشراء الشباك بالوزن الكيلو جرام حيث تحتاج الشجرة الواحدة من 6:4 كيلو"شباك" ليغطيها وتقليم لأفرع الأشجار وتهويتها لتستقبل الطيورالمهاجرة، كما يتم تنظيف بنادق الصيد وتجهيز الذخيرة .

 

وتحدث العبيدى، عن أنواع الطيورالتى تستقبلها مطروح قائلا أن الطيور المهاجرة  تأتى من دول غرب روسيا والمجر واسكتلندا بإختلاف أنواعها وأحجامها وتمرعلى سواحل شمال أفريقيا ومنها محافظة مطروح، حيث تتوافد الطيور الصغيرة الأحجام والمعروفة باللهجة البدوية بـ"طيور بوقطقاط" فى أول شهرين من موسم الصيف "يونيو ويوليو" بينما تتوافد الطيور كبيرة الحجم والمفضلة للصيادين مثل الأوز العراقى و"الشيرشيرى" أى الأوز الصغير وطائرأبوغطاس ويطلقون عليه "أبو سعدية"أو"بودواس" بالإضافة إلى تزايد أعداد الطيورالصغيرة المعروفة بال"شحيم" في شهرى أغسطس وسبتمبر

ويتميز شهرسبتمبر بتزايد أعداد طيورالقمرى والسمان والبلاشون"النغاج" بأنواعة الخمس"الأبيض – الأبيض الناصع – الرمادى- الحمره- بوكتيفه".

 

أما شهرى"اكتوبر ونوفمبر"تكثر فيه طيور يطلق عليها "بوشاروشة وبومعلق"و تكثر طيور"الكرك"أى الأوزالكبيرالحجم فى نهاية الموسم فى شهر نوفمبر.

 

وأوضح إياد على، صياد محترف،  أن الأماكن المفضلة للصيد وهى المناطق الساحلية الغيرمأهولة بالسكان الهادئة المنخفضة ذات الإضاءة الضعيفة حتى لا تهرب الطيور وان أفضل توقيت للصيد من بعد صلاة الفجر وحتى صلاة العصر بينما تقل حركة الطيور بعد غروب الشمس.

 

ولفت إلى أن طيور القمرى والسمان تتواجد بكثرة فى المناطق بداية من مرسى مطروح وبطول الساحل الشرقى بينما طيور"النغاج"تكثر فى المنطقة الساحلية من مدينة "سيدى برانى" وحتى مدينة "السلوم" لأنها طيور بحرية تبحث عن المستنقعات أوحياة البرادى.

 

وتتطرق "إياد" إلى أن أساليب الصيد والأدوات اللازمة تختلف بإختلاف أحجام الطيور فالكبيرة منها"كالاوز والنغاج" يتم إصطيادها بالبنادق الخرطوش أما الطيور الصغيرة تصطاد بالبندقية الرش ذات"ضغط الهواء" أوبالشباك ومنها "الملطش" وهى شبكة طولية تنصب على أعمدة خشبية وبإرتفاع 2 متر ويُصطاد بها "السمان" أيضا "الحليق"وهى تغطية الشباك للأشجارالمرتفعة كالزيتون والتين من إتجاه واحد عكس إتجاه الرياح.

 

وهناك "اللوبادية"عبارة عن مخبأ من الخشب والأعشاب الجافة يختفى الصياد بداخلها ويراقب الطيور وبمجرد رؤيتها قادمة من إتجاه البحر يطلق أصوات تشبه أصوات الطيور لجذبها وإصطيادها بالبنادق الخرطوش.

 

ويكمل"عزالدين الفردى"صائد طيور محترف الحديث عن التطورفى أساليب الصيد وأدواته بأنه أصبح

الإعتماد على التقنيات الحديثة أكبر مما سهل على الصيادين إصطياد أعداد كبيرة من الطيور وبمجهود أقل، فبدلا من المشى لمسافات طويلة بحثا عن الطيور وإستخدام البندقية الخرطوش "بروحين"التى تعبأ بالذخيرة يدويا والبنادق الرش العادية أوالحلقان وتقليد أصوات الطيور لجذبها،أصبحت تستخدم السيارات فى مراقبة الطيور،كما سهلت الأجهزة الصوتية المقلدة لأصوات الطيورالمختلفة جذبها إلى مكان الصيادين بالإضافة إلى حداثة بنادق الصيد المستخدمه والتى تشترط تراخيص لها وكذلك إستخراج تصاريح للصيد، موضحا أنه قديما كانت تستخرج تصاريح صيد" معيشه"خاص بصيد الطيور لأبناء البادية كمصدر للطعام ثم أُلغى هذا التصريح وأصبح تصريحا للصيد فقط ثم أُلغيت التصاريح تماما بعد إنتشار وباء"انفلونزا الطيور" فى مصر وحديثا أصبح إستخراج تصاريح صيد الطيور مشروطا بإجراءات لايستوعبها جميع أبناء البادية من محبى هواية صيد الطيوروالتى يعتبرونها جزء لا يتجزأ من حياتهم البدوية.

 

وطالب "الفردى" بضرورة تواجد كيان رسمى كنقابة أونادى نشط يمثل جميع الصيادين من أبناء القبائل ومحبى صيد الطيورالمهاجرة يقنن وضعهم بتسهيل إستخراج التصاريح ولا يحرمهم من ممارسة هواية الأجداد.

 

فى نفس أكد"عمرو المازن"– صاحب محل تجارى يبيع الطيورالمذبوحة والجاهزة أن بعض الأشخاص يصطادون"الطيور المهاجرة" لبيعها فى أسواق الطيور كنوع من النشاط التجارى الموسمى،فيبيعون حصيلة اليوم من الصيد فيبلغ سعر زوج "القمرى"هذا العام من250:280 جنية بينما زوج "السمان" بسعر 100 جنية والطيور المتوسطة الحجم "كالصفير"بسعر 8 جنيهات للزوج واخيرا الطيور الصغيرة او"الشحيم"بسعر 4 جنيهات للزوج.

 

مشيراً إلى أن أهل البادية يفضلون تناول الطيورالمهاجرة إما مشوية أوبالطهو مع الأرز الأحمر الشهير بمطروح .

من جانبه أكد"طاهرالسنيني"مدير عام إدارة البيئة بمحافظة مطروح أن تصاريح الصيد تصدر بقرار من وزارة البيئة متضمنا قوائم بأنواع الطيور المسموح بإصطيادها والطيورالممنوع إصطيادها"كالصقور".

 

وتختص إدارة البيئة بمجالس المدن بإصدارالتصاريح بالتنسيق مع مخابرات حرس الحدود التى تحدد المواقع المسموحة للصيد والمناطق الممنوعة كالمحميات الطبيعية "سيوة"،فى الفترة بداية من 1سبتمبر الجارى وحتى 20 نوفمبر القادم، مؤكدا أنه لا تمنح تصاريح صيد للأسلحة المرخصة للدفاع وإنما للهواه أوالصيد فقط.

 

ولإستخراج التصريح يتم سداد رسوم قدرها 100 جنية رسوم الشبك وهناك رسوم خاصة بالبنادق الخرطوش المستخدمة فى الصيد

 ويشترط القرار منع إستخدام الأجهزة الصوتية فى الصيد ومصادرتها من خلال أجهزة الأمن.