رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

التوحد.. متلازمة مرضية تصيب الأطفال

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 مرض التوحد أو كما يطلق عليه "الاوتيزم"، يعرف بأنه عجز يعيق تطوير المهارات الاجتماعية والتواصل اللفظي وغير اللفظى لدى الأطفال، ويحدث نتيجة اضطراب عصبي يؤثر على الطرق التي يتم من خلالها جمع المعلومات ومعالجتها بواسطة المخ مسببة مشكلات في المهارات .

يعتبر المساهم الرئيسي في انتشار الخوف من التوحد في العقود الأخيرة هو حقيقة أن عددًا كبيرًا من الأطفال، والمراهقين والبالغين تم تشخيص إصابتهم بالمرض، حتى عقد الثمانينيات، ولم يكن هناك تصنيف للتوحد على أنه مرض، فقد تم تعريف الحالة في حدود ضيقة جدًا وساد اعتقاد خاطئ ساهم الباحث الشهير "كانر" في نشره بأن التوحد حالة نادرة.

التوحد تاريخيًا

 اتفقت العديد من الدراسات على أن كانر هو أول من أشار إلى التوحد كاضطراب يحدث في مرحلة الطفولة، وكان ذلك 1943 عندما نشر دراسته المتميزة عن مشكلات التواصل النفسي والاضطرابات التوحدية وفي العام التالي لنشر دراسة كانر أطلق على هذا النوع من اضطرابات الطفولة مصطلح (التوحد المبكر في الطفولة) وقد توالت بعد ذلك مصطلحات أخرى متعددة.

وقد بدأ التعرف على مرض التوحد منذ حوالي 60 عاما، وفي 1978 كانت نسبة الاصابة طفل من كل 300 طفل وفى أبريل 2000 أعلن مركز مراقبة الأمراض في الولايات المتحدة عن ارتفاع نسبة حدوثه بمنطقة بريك فى ولاية نيوجرسى وقدرت بحوالي 6.7 طفل لكل ألف طفل.

 وأظهرت الدراسات أن هناك خلطًا بين أعراض التوحد وغيره من الإعاقات الذهنية فقد تكون الحالة إعاقة ذهنية وتفسيرها انها إعاقة عقلية وقد حذرت الدراسات من الخلط بين ذلك وبين التوحد وأظهرت الدراسات أن نسبة الإعاقة الذهنية في حالات التوحد تصل إلى 60-70% ، كما لاحظت بعض الدراسات أن 75% من حالات الإصابة بالتوحد تكون في الذكور وليس هناك تفسير علمي لذلك .

أما عن معدلات انتشار إعاقة التوحد بالمجتمعات العربية فإنه لم تجد دراسات أحصائية محددة بهذا الشأن (حسب علم الباحث) ومعظم الدراسات التى أجريت على عينات من الأطفال ذوي الاضطراب التوحدي كانت تهدف إلى التعريف والتشخيص أو دراسة الأسباب المؤدية إلى حدوث الاعاقة أو تطبيق بعض البرامج أو دراسة الأساليب المستخدمة في التعامل مع حالات التوحد وقد اعتمدت على النسب العالمية للانتشار.

سمات المتوحدين

تظهر سمات الطفل التوحدي قبيل إتمامه العام الثالث وإذا لوحظ على الطفل أي من هذه السمات يجب عرضه على أخصائي .

تظهر سمات التوحد في عدم محاولة الطفل تحريك جسمه أو أخذ الوضع الذي يدل على رغبته في أن يحمل، كما يبدو كما لو أنه أصم لا يسمع أو لا يستجيب لذكر اسمه أو للاصوات من حوله ، فضلًا عن قصور أو توقف في نمو القدرة على الاتصال اللغوي وغير اللغوى.

نسب عالمية للتوحد

تختلف نسب التوحد على مستوى العالم كل عام، فيصاب بمرض التوحد حوالي 1-2 من كل 100 شخص في جميع أنحاء العالم، ويصاب به الأولاد 4 مرات أكثر من البنات.

 وأفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها(CDC) أنه تم إصابة 1.5% من أطفال الأمم المتحدة (واحد من كل 68) بالتوحد، وذلك اعتبارًا من عام 2014، بزيادة بلغت نسبتها 30% عن عام 2012، حيث كان يصاب فرد من كل 88، وزاد عدد المصابين بالمرض بشكل كبير منذ الثمانينيات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التغيرات التي حدثت في تشخيص المرض، وإلى الحوافز المالية التي خصصتها الدولة لتحديد أسبابه، ولم تتم الإجابة عما إذا كان انتشار المرض قد زاد فعليًا أم لا.

التشخيص الأول

 وعلى الرغم من عدم وجود علاج معروف؛ فهناك تقارير عن حالات تم شفاؤها، ولا يعيش

الكثير من الأطفال الذين يعانون من هذا المرض بشكل مستقل بعد بلوغ سن الرشد، ولكن بعض المتوحدين أصبح ناجحًا في ذلك.

 وقد تطورت ثقافة التوحد، فأصبح هناك بعض الأفراد الذين يسعون إلى تلقي العلاج، وغيرهم الذين يؤمنون بأنه ينبغي قبول المصابين بالمرض واعتبارهم مختلفين وعدم التعامل معاهم على أنهم يعانون من اضطرابات .

مفاهيم خاطئة

نظرا لكون مرض التوحد من الأمراض النادرة والمخيفة لمعظم الأسر، فقد تعددت المفاهيم الخاطئة عن الأمرض التى ينجم معظمها عن القلق .

# أول المفاهيم الخاطئة يتجلي في اعتقاد بعض الآباء والأمهات بأن الحقن التي تستخدم في علاج المصابين بالتوحد السبب في تفاقم المرض، مشيرين إلى حالة الطبيب الباطني أندرو ويكفيلد في عام 1998 الذي ادعى وجود علاقة بين حقنة MMR واضطرابات في البطن ويطلق عليها اسم "ناخر الأمعاء التوحدي"، و لا يوجد دليل على صحة ادعاء ويكفيلد، كما أن شريكه في كتابة البحث أعلن تخليه عن هذا الادعاء.

# تتابع المفاهيم الخاطئة في الأجيال السابقة، بوصف المصابين بالتوحد في لغة الطب والعلاج وفي وسائل الإعلام بأنهم أشخاص لا عواطف لديهم، وغير قادرين على الرأفة، وقد كتبت إحدى الصحف عن "متلازمة اسبرجر" عام 1990 تصف التوحد بأنه "المرض الذي يصيب الأشخاص الذين ليست لديهم المقدرة على الإحساس"، كما وصفت الأشخاص المصابين بالتوحد بأنهم قساة، ولا قلوب لهم.

في الواقع، عادة ما يكون المصابون بالتوحد على درجة عالية من الإحساس والاهتمام بشعور من حولهم إلى درجة كبيرة. لكنهم يجدون صعوبة في استعمال الإشارات الاجتماعية من قبيل التغير في تعبير الوجه، ولغة الجسد، ونغمة الصوت، التي تعتمد عليها الأنماط العصبية في نقل الحالة العاطفية من شخص لآخر.

# فضلا عن ذلك، يسترجع بعض البالغين الذين كانوا مصابين بالتوحد تجاربهم من حيث إن إرغامهم على التصرف كنظرائهم الطبيعيين أدى إلى إصابتهم بتوتر على مدى الحياة، كما تقول جوليا باسكون في مقالها "الأيدي الهادئة": "عندما كنت طفلة صغيرة، كنت مصابة بالتوحد، وعندما تكون متوحدًا، لا ينبغي أن يساء إليك، ولكن ينبغي علاجك برفق".

كل سمة من سمات التوحد يملكها أيضًا الأشخاص غير المصابين بالتوحد، لكن بدرجات مختلفة، المصابون بالتوحد يتميزون بالتحفيز الذاتي، بينما الأشخاص العاديين يتحركون في محيط معين، العاديون لديهم وظائف ومشاعر، أما المتوحدون فلديهم حساسيات مفرطة. كما أن العاديين لا يستطيعون تحمل لبس قماش البوليستر.