عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قتيل الهوى.. الطفل بدر دفع حياته ثمنًا لنزوات جارته

بوابة الوفد الإلكترونية

 

كتبت - مونيكا عياد:

 

«الخوف من الفضيحة والعار أعمى قلبى.. وتوقف فكرى.. واستسلم عقلى لشيطانى، الذى وسوس لى بأن أتخلص من الشاهد الذى رأنى فى هذا الوضع المشين وأخفى جثته فى مكان لا أحد يعلمه» بهذه الكلمات اعترفت ربة منزل بارتكابها الجريمة ويعتصرها الندم على ما فعلته.

فى إحدى الليالى الباردة فى ديسمبر الماضى قرع الباب بصوت خافت، وكانت فى تمام الساعة السابعة مساء، حيث خلت شوارع القرية من المارة، وتسلل «محمد» خفية إلى منزل عشيقته المطلقة لممارسة الفاحشة معها، تفتح «رشا» الباب فى هدوء حتى لا يشعر الجيران بما يفعلانه خفية وتخشى من أن يراها أحد وهى تلتفت يمينًا ويسارًا للتأكيد من عدم وجود أحد، ثم تغلق الباب وتتوجه للمطبخ وتعد الطعام والعصير وتضعه على الطاولة، ثم تدخل إلى حجرتها لدقائق لتخرج وهى ترتدى قميص نوم يكشف عن تفاصيل جسدها أكثر مما يغطى، ليفاجأ بها «محمد» ويتغزل فى جسدها الممتلئ بالشحوم فى بعض المناطق التى تركها لها آثار الزمن وتستدعى هى بدورها الخجل المصطنع وهو يجذبها إلى غرفة النوم لممارسة علاقتهما غير الشرعية، وقامت هى بدورها لتتأكد من أن جميع الشبابيك مغلقة بعد أن أغلقت أيضًا على ضميرها الذى أصبح لا يميز بين الحلال والحرام.

تشعر «رشا» بنشوة يغلفها القلق من افتضاح أمرها وسط أهالى القرية، لذلك تحاول أن تتخذ كافة الاحتياطات اللازمة لإخفاء حالة العشق الحرام التى تعيشها وكالعادة توجه «محمد» إلى منزل عشيقته وفى لهفة أخذها إلى غرفة النوم وتناست «رشا» وسط القبلات أن تغلق شباك الحجرة التى تطل على الشارع، ولأن الفضيحة تفوح روائحها حتى إذا كانت بعد حين، رآهما فى هذا الوضع المخل الطفل «بدر» ابن الجيران عندما خرج ليجلب كرته التى سقطت منه فى الشارع.. وبطفولة بريئة يهلل «طنط رشا بتبوس عمو.. هقول لبابا عليكى»، وبدون تفكير أسرعت إلى الخارج وجذب الطفل ذا السنوات السبع وأغرته بالحلويات لكى يدخل معها، وعلى الجانب الآخر هرب عشيقها سريعاً خوفاً من افتضاح أمره أمام زوجته وأسرته.

دخل الطفل الضحية مع العاشقة ولم يفكر أن هذه هى اللحظات الأخيرة التى يستنشق فيها نسمات هواء قريته، لتنقض عليه المجرمة بدون رحمة أو شفقة.. ودون أن تراعى عشرة الجيرة وحرقة قلب أهله على فراقه، استجمعت «رشا» كل قواها بعد أن تملكها الغضب بشدة ودفعت برأس الطفل فى جردل مملوء بالماء حتى لفظ أنفاسه الأخيرة مختنقاً، ولم تكتف بذلك بل كتمت أنفاسه باستخدام «مخدة» وضعتها على وضع حتى تتأكد أنه فارق الحياة للأبد، ثم جلست بجوار الجثة تلتقط أنفاسها وهى لا تعلم ماذا فعلت لكنها أدركت أنها ارتكبت جريمة قتل بشعة، وأخذت تفكر فى حيلة شيطانية كيف تخفى جريمتها وهداها ابليس إلى إخفاء جثته فى مكان لا يخطر على بال أحد، حيث وضعت الجثة داخل حقيبة كبيرة من القماش وألقته بأحد المصارف المائية المجاورة للقرية.

وبعد ساعات من ارتكاب جريمتها وإخفاء الجثة، وجدت أهل الطفل فى حالة قلق والأم على وجهها علامات التوتر تكاد تقتلها، وتسألها هل رأت ابنها، استدعت المتهمة ملامح البراءة وقالت: «لا لم أره أين ذهب فى هذا الوقت المتأخر»، وقامت المتهمة بتمثيل دور الجارة القلقة على ابن جيرانها وأخذت تبحث معهم على ابنهم، وتواسى والدة الطفل بآيات من القرآن فى محاولة لبث روح الصبر والاطمئنان، وقالت: «ممكن تلاقيه بيلعب عند أحد من أصدقائه ونسى نفسه هناك» لكن الأم تصرخ «أنا عايزة ابنى» وأخذت تبكى بهستيريا

على ابنها الذى ضاع من بين أيديها فى غفلة، وفى اليوم التالى توجه والد الضحية إلى قسم الشرطة لتحرير محضر غياب، ومرت ستة شهور دون أى نتيجة وأسرة الطفل تعانى يوميًا من فقدان الصغير وهم فى حيرة لا يعلمون إن كان حياً أم ميتاً.. إن كان مخطوفاً أم ضائعاً.. إن كان سليماً أم مصاباً بمكروه؟ الحيرة والقلق يقتلهما وبين الحين والآخر تصعد لهم جارتهم المتهمة لتواسيهم على فقدانه وبدموع التماسيح تمتدح فى صفات الطفل المفقود وتحاول أن تطمئنهم برجوعه رغم أنها الوحيدة التى تعلم أنه لن يعود.

ومرت الشهور وجثة الطفل مختفية ولم يعثر عليها أحد، ومنذ شهر علمت المتهمة باعتزام أهالى القرية تطهير المصرف المائى فتوجهت ليلًا واستخرجت الجثة ووضعتها أسفل كومة من التراب بأرض زراعية اعتقاداً أنها ستنجح فى إخفاء الجثة مثلما فعلت فى المرة الأولى، وأوهمت نفسها أنها فى مأمن وأن الجثة ستظل مختفية للأبد وهى مستمرة فى غيها وعشقها المحرم.

لكن الله يسمع صرخات الطفل الملاك الذى يطالب بالقصاص، وصرخات ودعوات أهله تخترق السموات تطالب بمعرفة ما أصاب صغيرهم وتمنوا فى نهاية الأمر بعد أن فقدوا الأمل فى إيجاده حياً، بأن يجدوا جثته ويدفنوها ليترحموا عليه، ليضع الله خطبة السماء لكشف المستور، أثناء سير عم الطفل متجهاً إلى قريته هداه تفكيره إلى تغيير طريقه وأن يسير وسط الزراعات، وأثناء سيره تعثرت قدماه وسقط أرضًا على وجهه ليجد حقيبة تظهر من أسفل كومة تراب حاول جذبها، ففشل فى البداية إلا أنه بعد عدة محاولات نجح فى استخراجها وفاحت رائحة عفنة منها وبفتحها عثر على جثة ابن شقيقه فى حالة تحلل وغير واضحة المعالم، لكنه ميز الجثة بالزى الذى كان يرتديه قبل اختفائه وعلى الفور أخذ الحقيبة وبها الجثة وعاد إلى منزل شقيقه الذى أبلغ الشرطة والنيابة.

وعلى الجانب الآخر أمر المستشار عماد على، المحامى العام الأول لنيابات بنى سويف، بنقل الجثة لمستشفى بنى سويف العام وانتداب الأدلة الجنائية والتحفظ على مكان الحادث وبإعداد خطة بحث تبين أن وراء الحادث جارة الطفل القتيل بعد أن أمرت النيابة بتفتيش المنازل المجاورة لمنزل الطفل وتم العثور على الكرة الخاصة به وعندها لم تستطع القاتلة إنكار الجريمة ثم اقتيادها إلى قسم الشرطة وكل العيون تطاردها باللعنات وأمرت النيابة بحبسها.