رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أولاد أبو إسماعيل وأولاد مصر

إن هذه الثورة المصرية العظيمة التى لفتت أنظار العالم وأثارت الإعجاب بإسلوبها المتميز وطريقتها وأعداد المشاركين فيها وروح الحب والإنسجام والوحدة التى ملأت كل الشوارع والميادين قد عبرت بصدق عن روح هذا الشعب وأثبتت أن الحضارة تسكن فى ضميره

وأن عقله الباطن يخفى أسرار وسلوكيات وإمكانات شعب متحضر عظيم.  فإذا كانت هذه الثورة هى التعبير الحقيقى عن مصر فكان ينبغى أن يكون الطريق إلى السلطة والحكم فيها تعبيرا حقيقيا عن الثورة.  لكن المؤسف أن الحابل قد إختلط بالنابل وغاب التمايز بين الثائر ومن قامت الثورة عليه وبين القديم والجديد وما هو كائن وما ينبغى أن يكون فظل النظام كما هو لم يسقط إلا رأسه وظل الإعلام القديم بنفس رجاله ونسائه لم يختفى من خطابه إلا عفن مدحه وثنائه للنظام الفاسد وظل كل القائمين على الإدارات الحيوية والمسؤلين عن إتخاذ القرارات المصيرية هم نفس الوجوه ونفس الأسماء وبلغ المأزق مداه وبلغت السخرية المضحكة حد البكاء بترشح ممثلى النظام القديم ورؤسه وأهم عناصره للرئاسة ولتولى قيادة الدولة ولتنفيذ أهداف الثورة.   ووسط هذا الهرج والضجيج غير المنظم وضبابية المشهد إختلطت الأمور الشخصية بالعامة وبدأ كل فصيل يعبر عن رفضه وعن رغبته بطرق لا تتفق مع ماينبغى أن نكون عليه أو نسعى إليه فمهما كان القرار مخالفا لرغباتنا أو معاندا لرفضنا ما كان يجب أن نتخلى عن وسائلنا أو أهدافنا التى نحلم بها ونسعى إليها ومن أجلها قامت ثورتنا ومن أهم هذه الأهداف دولة القانون وسيادته وإحترام أحكام القضاء لأننا لم نثور لنصنع فوضى ولكن لنبنى مجتمع مدنى ونقيم دولة حديثة تليق بمصر وبأبنائها.  ومع رفضى الشديد لترشح الفلول وعلمى بحزن الكثيرين لخلو قائمة المرشحين من إسم الشيخ حازم أبو إسماعيل وألمى لحزنهم إلا أن حزنى الأكبر كان مما إتخذه الشيخ وأنصاره من وسائل لرفض قرار اللجنه القضائية بإستبعاد الشيخ حازم فما كان ينبغى لشيخ محامى أن يرضى بأن يكون ضد القانون بهذه الطريقة غير القانونية حتى لو كان مظلوما.  وإذا كان لدى أنصار الشيخ عذرا وهو شدة الحب والثقة بشيخهم إلا أن الشيخ كان يملك أن يوجهنا جميعا ويوجههم إلى الوجهة الصحيحة بمطالبتهم بالرضى بحكم القضاء وأن الرئاسة ليست نهاية المطاف وأن الجهاد من أجل الشعب ومصالحه هو قدر الرجال والمشايخ والصالحين.  لقد كان بمقدور الشيخ حازم أن

يكون رئيسا بلا رئاسة وأن يكون الرقم الأهم فى جدول الحساب المصرى فى المرحلة القادمة وأن يجعلنا جميعا حازم أبو إسماعيل لكن ماحدث كان مؤسفا وإزداد أسفا وحزنا بسفك الدماء وقتل الأبرياء حول وزارة الدفاع ولاندرى من نلوم القاتل أم القتيل.  ورغم حنقنا الشديد وغضبنا لتقاعس الحكومة والمجلس العسكرى عن حماية المعتصمين إلا أننا نطالب الجميع من كل الفصائل السياسية أن يكونوا أبناء مصر وأن نتعاون للوصول لتسليم السطة فى أقرب وقت وإجراء الإنتخابات الرئاسية فى موعدها فهذا هو السبيل الآن لإنقاذ مصر وليكون هدفنا الأهم هو إجراء إنتخابات حرة نظيفة معبرة عن إرادة الشعب.  وليعلم الرئيس القادم أيا كان إسمه أو إنتماؤه السياسى أن شعب مصر لم ولن يختار رئيسسا ليحكمه أويتحكم فيه ولكن ليكون قائدا إلى تحقيق أحلامه وما يطمح إليه فإن إستطاع فهنيئا له بحب الشعب وإن لم يكن على قدر المسؤلية فسيكون الحساب عسير وأقرب إليه مما يتخيل أو يظن.  أما درس الحكم الذى ينبغى أن نتعلمه جميعا من الثورة المصرية العظيمة هو أن الشعب المصرى العظيم يرفض أن يكون العنف وسيلة من وسائل الوصول للسلطة أو الحكم ولايرضى أن يكون بين المصريين من يقبل أو يرضى بالممارسات أو الصراعات القبلية التى تمارسها القبائل البدائية فى بعض الدول الأفريقية للوصول للحكم فمصر وإن كانت أفريقية الموقع والإنتماء إلا أن تاريخها وحضارتها وثقافتها ومكانتها يجب أن تكون فى ضمير كل مصرى عاصما من الإنزلاق إلى هذا المستنقع البدائى وغير الحضارى.
د. حسين ياسين الجازوى
أمين عام حزب الوسط بالفيوم