أولاد أبو إسماعيل وأولاد مصر
إن هذه الثورة المصرية العظيمة التى لفتت أنظار العالم وأثارت الإعجاب بإسلوبها المتميز وطريقتها وأعداد المشاركين فيها وروح الحب والإنسجام والوحدة التى ملأت كل الشوارع والميادين قد عبرت بصدق عن روح هذا الشعب وأثبتت أن الحضارة تسكن فى ضميره
وأن عقله الباطن يخفى أسرار وسلوكيات وإمكانات شعب متحضر عظيم. فإذا كانت هذه الثورة هى التعبير الحقيقى عن مصر فكان ينبغى أن يكون الطريق إلى السلطة والحكم فيها تعبيرا حقيقيا عن الثورة. لكن المؤسف أن الحابل قد إختلط بالنابل وغاب التمايز بين الثائر ومن قامت الثورة عليه وبين القديم والجديد وما هو كائن وما ينبغى أن يكون فظل النظام كما هو لم يسقط إلا رأسه وظل الإعلام القديم بنفس رجاله ونسائه لم يختفى من خطابه إلا عفن مدحه وثنائه للنظام الفاسد وظل كل القائمين على الإدارات الحيوية والمسؤلين عن إتخاذ القرارات المصيرية هم نفس الوجوه ونفس الأسماء وبلغ المأزق مداه وبلغت السخرية المضحكة حد البكاء بترشح ممثلى النظام القديم ورؤسه وأهم عناصره للرئاسة ولتولى قيادة الدولة ولتنفيذ أهداف الثورة. ووسط هذا الهرج والضجيج غير المنظم وضبابية المشهد إختلطت الأمور الشخصية بالعامة وبدأ كل فصيل يعبر عن رفضه وعن رغبته بطرق لا تتفق مع ماينبغى أن نكون عليه أو نسعى إليه فمهما كان القرار مخالفا لرغباتنا أو معاندا لرفضنا ما كان يجب أن نتخلى عن وسائلنا أو أهدافنا التى نحلم بها ونسعى إليها ومن أجلها قامت ثورتنا ومن أهم هذه الأهداف دولة القانون وسيادته وإحترام أحكام القضاء لأننا لم نثور لنصنع فوضى ولكن لنبنى مجتمع مدنى ونقيم دولة حديثة تليق بمصر وبأبنائها. ومع رفضى الشديد لترشح الفلول وعلمى بحزن الكثيرين لخلو قائمة المرشحين من إسم الشيخ حازم أبو إسماعيل وألمى لحزنهم إلا أن حزنى الأكبر كان مما إتخذه الشيخ وأنصاره من وسائل لرفض قرار اللجنه القضائية بإستبعاد الشيخ حازم فما كان ينبغى لشيخ محامى أن يرضى بأن يكون ضد القانون بهذه الطريقة غير القانونية حتى لو كان مظلوما. وإذا كان لدى أنصار الشيخ عذرا وهو شدة الحب والثقة بشيخهم إلا أن الشيخ كان يملك أن يوجهنا جميعا ويوجههم إلى الوجهة الصحيحة بمطالبتهم بالرضى بحكم القضاء وأن الرئاسة ليست نهاية المطاف وأن الجهاد من أجل الشعب ومصالحه هو قدر الرجال والمشايخ والصالحين. لقد كان بمقدور الشيخ حازم أن
د. حسين ياسين الجازوى
أمين عام حزب الوسط بالفيوم