رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

دول «التعاون الخليجى» تسحب سفراءها وتمنع مواطنيها من السفر إلى لبنان

جورج قرداحي
جورج قرداحي

 على خلفية تصريحات جوروج قرداحى، وزير الإعلام اللبنانى، عن موقفه مما يحدث فى اليمن، فى تصريحات تليفزيونية سابقة «قبل توليه منصب الوزير»، نشأت أزمة دبلوماسية بين لبنان وبلدان الخليج، خاصة السعودية، الأمر الذى عمل على توتر العلاقات مع بيروت واستدعاء دول الخليج لسفرائها وتوقف سفر مواطنيها إلى لبنان.. فما سبب ومجرى هذا الخلاف؟ وما آخر التطورات؟

فى حديث تليفزيونى مسجل لقرداحى، علق على ما يحدث فى اليمن، وقال جورج قرداحى (قبل تعيينه بمنصب وزير الإعلام بلبنان): «شعب يدافع عن نفسه، هل يعتدون على أحد؟.. فى نظرى هذه الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف»، معتبرًا أن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم فى وجه اعتداء خارجى، ليوجه له أحد الحضور سؤالًا: «هل تعتبر أن الإمارات والسعودية تعتديان على اليمن؟»، فرد قرداحى: «أكيد فيه اعتداء، ليس لأنهم السعودية أو الإمارات، ولكن لأن هناك اعتداء منذ 8 سنوات مستمر، وما لا تستطيع تنفيذه فى عامين أو ثلاثة لن تستطيع تنفيذه فى 8 سنوات».

اعتبر وزير الخارجية السعودى، الأمير فيصل بن فرحان، أن «التوتر الحالى فى العلاقات مع لبنان ليس أزمة»، مؤكدًا دعم المملكة لإصلاح شامل هناك، مؤكدًا أنه «ليست هناك أزمة مع لبنان، بل أزمة فى لبنان بسبب هيمنة وكلاء إيران، وأن هيمنة «حزب الله» على النظام السياسى فى لبنان أمر يثير قلقاً لدى المملكة ويجعل التعامل معه غير ذى جدوى».

استدعت السعودية سفيرها فى لبنان للتشاور، وكذلك طلبت من سفير لبنان لدى المملكة المغادرة خلال 48 ساعة، حيث أفاد الإعلام بعودة سفير السعودية إلى المملكة، صباح أول من أمس السبت.

وقررت السعودية أيضاً «وقف كل الواردات اللبنانية إلى المملكة، كما سيتم اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف. وحرصاً على سلامة المواطنين فى ظل ازدياد حالة عدم استقرار الأوضاع الأمنية فى لبنان فإن حكومة المملكة تؤكد على ما سبق أن صدر بخصوص منع سفر المواطنين إلى لبنان»، مؤكدة «حرصها على المواطنين اللبنانيين المقيمين فى المملكة، وأنها لا تعتبر أن ما يصدر عن السلطات اللبنانية معبر عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة فى المملكة».

وكشفت صحيفة «عكاظ» السعودية عن توجه إدارة مجموعة «MBC» لإغلاق جميع مكاتبها فى لبنان بشكل نهائى وانتقالها بكامل معداتها إلى الرياض.

كما أعلنت السلطات الإماراتية أنها سحبت دبلوماسييها لدى بيروت، كما أصدرت قراراً بمنع مواطنيها من السفر إلى لبنان، فيما أشار وزير الدولة الإماراتى، خليفة شاهين المرر، إلى «استمرارية العمل فى القسم القنصلى ومركز التأشيرات فى بعثة الدولة لدى بيروت خلال الفترة الحالية، واستنكرت الخارجية الإماراتية تصريحات قرداحى واستدعت سفير لبنان لدى الإمارات وأبلغته احتجاجها واستنكارها على هذه التصريحات.

وأعربت وزارة الخارجية القطرية عن استنكارها لتصريحات جورج قرداحى بشأن اليمن، داعية الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ «إجراءات رأب الصدع بين الأشقاء»، مؤكدة أن «موقف وزير الإعلام اللبنانى الجديد غير مسئول تجاه بلده وتجاه القضايا العربية على حد سواء».

واستدعت الخارجية الكويتية، سفيرها من لبنان، وطلبت من القائم بالأعمال اللبنانى لديها مغادرة أراضيها خلال 48 ساعة، لافتة إلى أن «قرارها بشأن لبنان جاء بسبب استمرار التصريحات السلبية من المسئولين اللبنانيين، واستناداً للعلاقة التاريخية والروابط بين الكويت والسعودية».

وطلبت وزارة الخارجية البحرينية، من السفير اللبنانى فى المنامة مغادرة المملكة خلال 48 ساعة، وقالت الخارجية فى بيان إن قرارها يأتى «على خلفية سلسلة التصريحات والمواقف المرفوضة والمسيئة التى صدرت عن مسئولين لبنانيين فى الآونة الأخيرة»، موضحة أن «هذا القرار لا يمس بالأشقاء اللبنانيين المقيمين فى المملكة».

وسلم سفير اليمن لدى بيروت، عبدالله الدعيس، أمين عام وزارة الخارجية اللبنانية، هانى شميطلى، رسالة احتجاج على التصريحات التى أدلى بها جورج قرداحى، وأعربت الخارجية اليمنية فى رسالة الاحتجاج عن استغرابها الشديد من هذه التصريحات «التى تسىء للعلاقات اليمنية اللبنانية، وتتناسى جرائم الميليشيات الحوثية ضد الشعب اليمنى وانقلابها على الحكومة الشرعية ومحاولاتها الاستيلاء على السلطة بالقوة المسلحة، واستمرار رفضها كل دعوات السلام، فى تحد واضح للقرارات الأممية كافة».

وأعربت وزارة الخارجية العمانية عن «أسفها العميق» لتأزم العلاقات بين لبنان وعدد من الدول الخليجية، وقالت وزارة الخارجية العمانية فى بيان إنها «تدعو الجميع إلى ضبط النفس والعمل على تجنب التصعيد ومعالجة الخلافات عبر الحوار والتفاهم بما يحفظ للدول وشعوبها الشقيقة مصالحها العليا فى الأمن والاستقرار والتعاون القائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية».

وأبدى الرئيس اللبنانى ميشال عون حرصه على إقامة

أفضل علاقات ممكنة مع السعودية، وسط الأزمة الدبلوماسية المتفاقمة التى سببتها تصريحات قرداحى بشأن اليمن.

وأعرب رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتى عن أسفه من إجراءات السعودية إزاء بلاده، وقال إنه يجرى اتصالات للمساعدة على تهدئة الأزمة مع السعودية، مؤكدًا أن «موقف وزير الإعلام جورج قرداحى، الذى أعلنه قبل توليه مهامه الوزارية، لا يمثل رأى الحكومة»، كما ناشد ميقاتى «القادة العرب العمل والمساعدة على تجاوز هذه الأزمة من أجل الحفاظ على التماسك العربى فى هذه الظروف الدقيقة»، وأشار إلى أن حكومته مستمرة «فى إجراء الاتصالات لمعالجة الأزمة وتداعياتها». وتوجه ميقاتى فى البيان إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولى عهده محمد بن سلمان «بخالص آيات التقدير والاحترام» قائلًا: «نعرب عن رفضنا الشديد والقاطع كل ما يسىء للعلاقات الأخوية العميقة مع المملكة العربية السعودية».

وأكدت خلية الأزمة الوزارية اللبنانية، عقب اجتماعها بشأن توتر العلاقات مع السعودية، أنها حريصة على الحفاظ على العلاقات مع كل دول مجلس التعاون الخليجى، لافتة إلى أنها «ستواصل العمل، لأن البلاد لا تتحمل البقاء دون حكومة بسبب أوضاعها الصعبة»، مشددة على حرصها على «بقاء لبنان فى الصف العربى».

واتهم النائب محمد رعد، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» الممثلة لـ«حزب الله» اللبنانى، السعودية بمحاولة تعطيل الانتخابات النيابية اللبنانية وتخريب الاستقرار الذى عاد إلى لبنان، كما كان «حزب الله» قد أشاد بـ«الموقف الشجاع والشريف» الذى اتخذه وزير الإعلام جورج قرداحى بخصوص اليمن.

وأبدى «التيار الوطنى الحر» اللبنانى أسفه الشديد إزاء الأزمة الدبلوماسية التى نشبت بين لبنان والدول الخليجية بسبب تصريحات جورج قرداحى.

وأكد رئيس تيار «المردة» اللبنانى، سليمان فرنجية، أن جورج قرداحى، عرض عليه استقالته، إلا أنه رفض ذلك، فهو (قرداحى) لم يرتكب أى خطأ»، معرباً عن تمنياته بـ«الاستمرار بأفضل العلاقات مع الدول العربية»، لافتاً إلى أنه «خلال السنوات الـ15 الأخيرة لم يكن لدينا أى موقف ضد الدول العربية والخليجية، وهذا ليس انطلاقاً من التزلف الذى يمارسه البعض، بل انطلاقاً من قناعاتنا»، وتعليقاً على كلام جورج قرداحى، قال فرنجية: «جورج قرداحى أعطى رأيه قبل أن يكون وزيراً، وقبل أن يعلم بتوزيره، ونحن نعيش فى بلد حر».

وطالب رئيس «التقدمى الاشتراكى اللبنانى»، وليد جنبلاط بإقالة وزير الإعلام فى حكومة بلاده جورج قرداحى، بعد أقل من ساعة على إعلان السعودية إجراءات ضد لبنان عقب تصريحات الوزير، وقال «جنبلاط» فى «تويتر»: «كفانا كوارث.. أقيلوا هذا الوزير الذى سيدمر علاقاتنا مع الخليج العربى قبل فوات الأوان».  فى إشارة واضحة إلى قرداحى، دون أن يسميه، وأضاف: «إلى متى سيستفحل الغباء والتآمر والعملاء بالسياسة الداخلية والخارجية اللبنانية».

وأصدر تيار «المستقبل» فى لبنان بياناً شديد اللهجة، انتقد فيه «تطاول حزب الله على الأشقاء العرب وتعريضه مصالح لبنان للخطر»، فى حين حمل رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق، سعد الحريرى، «حزب الله» المسؤولية عن التوتر الحاد الذى نشب بين لبنان والسعودية، متهمًا إياه بـ«إشهار العداء للعرب ودول الخليج العربى».