حكم بخاخ الربو والأنف
بعض المرضى المصابين بالربو وغيره من الامراض يضطرون لاستخدام بخاخ للانف وللفم والبعض يتساءال هل هذا يبطل الصيام ام لا ؟ ويجيب على السؤال الدكتور عبد الحليم منصور رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الازهر حيث يقول :
البخاخ هو عبارة عن علبة فيها دواء سائل ، وهذا الدواء يحتوي على ثلاث عناصر : الماء ، والأكسجين ، وبعض المستحضرات الطبية وقد اختلف في حكم الإفطار به الفقهاء المعاصرون على رأيين :
الرأي الأول : لا يفطر استعمال بخاخ الربو ولا يؤثر على صحة الصيام ، وإلى هذا القول ذهب العلامة ابن باز ، وابن عثيمين ومن نحا نحوهما من المعاصرين
وعللوا قولهم بما يلي :
أولا ـ القياس على المضمضة والاستنشاق : فكما أن المضمضة والاستنشاق يتركان أثرا من الماء ينتقل مع بلع الريق إلى المعدة ، وهذا غير مؤثر في فساد الصوم ، فكذا بخاخ الربو غير مؤثر لقلته ذلك أن العبوة الصغيرة تشتمل على 10 مليمتر من الدواء السائل وهذه الكمية وضعت لمائتي بخة ، والبخة الواحدة تستغرق نصف عشر مليمتر وهو قليل جدا .
ثانيا ـ اليقين لا يزول بالشك : حيث إن وصول بخاخ الربو على قلته إلى المعدة أمر مشكوك فيه ، والقاعدة الفقهية أن اليقين لا يزول بالشك .
ثالثا ـ إن الإفطار يكون بالأكل والشرب والجماع وهذا ليس واحدا منهما ، ولا يشبه أيا مما ذكر فيكون غير مؤثر في فساد الصوم .
الرأي الثاني : يرى البعض أن بخاخ الربو مفطر ويجب على من تناوله القضاء .وهذا ما ذهبت إليه دار الإفتاء المصرية .
وعللوا قولهم بأن : البخاخ يصل إلى المعدة عن طريق الفم ، وحينئذ يكون مفطراً ، لأنه يتكون من مستحضرات طبية + ماء + أوكسجين وهذا يصل إلى المعدة فيكون مفطرا
ورد هذا القول : بأن هذا الشيء على فرض وصوله إلى المعدة فهو شيء قليل جدا لا عبرة له قياسا على أثر المضمضة والاستنشاق .
الرأي الراجح :
يبدو لي بعد العرض السابق لآراء الفقهاء وأدلتهم في هذه المسألة رجحان ما
يقول د/ حسن شمسي باشا :" بخاخ الربو يحتوي على دواء سائل (فيه ماء ومواد كيميائية عالقة), ويتم استعماله بأخذ شهيق عميق ويضغط عليه في الوقت ذاته, وعندئذ يتطاير الرذاذ ويدخل عن طريق الفم إلى البلعوم الفمي ، ومنه إلى الرغامي فالقصبات الهوائية, ولكن يبقى جزء منه في البلعوم الفمي ، وقد تدخل كمية ضئيلة جدًّا إلى المريء , وتحتوي عبوة بخاخ الربو على حوالي 10 ميلي ليتر من السائل بما فيه من المادة الدوائية , وهذه الكمية مصممة على أن تنطلق على 200 بخة (أي أن الـ10 ميلي ليتر تنتج 200 بخة), وهذا معناه أنه في كل بخة يخرج جزء من 25 جزء من الميلي ليتر الواحد, وبمعنى آخر فإن البخة الواحدة تشكل أقل من قطرة واحدة , وهذه القطرة الواحدة ستقسم إلى أجزاء يدخل الجزء الأكبر منه إلى جهاز التنفس ، وجزء آخر يترسب على جدار البلعوم الفمي , فكم يتبقى من تلك القطرة للوصول إلى الجوف (الجهاز الهضمي)؟ وقد يكون ما يدخل من قطرات عقب الاستنشاق أو المضمضة أكثر من ذلك بكثير " والله أعلم .