رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

100 طبيب فقط متخصص في علاج الإدمان في مصر

بوابة الوفد الإلكترونية


د. علي عبدالله: لكل إدمان طريقة علاج .. وإدمان الترامادول الأسرع شفاء والهيروين الأصعب من مآسي العلاج في المصحات

الطبيب ترك «سيد» للممرضين فخلطوا له الحشيش بالشيكولاتة والسمن البلدي وقالوا له: «ده علاجك»!

إذا كان السقوط في بئر الإدمان كارثة، فإن الكارثة الأكبر أن مصر التي يوجد فيها حوالي 75 ألف طبيب، ليس بينهم 100 طبيب فقط متخصص في علاج الإدمان!
والمثير أن عدد المصحات التي تقول عن نفسها إنها متخصصة في علاج الإدمان يفوق أضعاف أضعاف عدد الأطباء المتخصصين في مثل هذا العلاج. بعض تلك المصحات تحدد فيزيتا العلاج من الإدمان بمبلغ 600 جنيه فقط وأخري تشترط سداد 5 آلاف جنيه قبل السماح بالمريض بدخول المصلحة للعلاج!
وإذا سألت عن هذا الفارق الكبير في أسعار العلاج فكيف تعالج مصحات المرضي بـ600 جنيه وتعالج الأخري بـ7 آلاف جنيه؟ إذا سألت هذا السؤال ستجد الإجابة بأن بعض المصحات هدفها الربح وأخري تقدم العلاج كخدمة للمجتمع.
طبعا لا تملك إلا أن تصدق هذا التبرير ولكن بعد أن تصدق ستجد نفسك أمام سؤال: هل للإدمان علاج بالفعل؟
يجيب الدكتور علي عبدالله مدير مركز الدراسات الدوائية: لكل إدمان طريقة علاج ولكن نجاح العلاج رهن بإرادة المدمن ذاته.
ويضيف: هناك أشخاص سقطوا في بحور الإدمان بسبب تناول أدوية تعاطوها أساسا لعلاج مرض عضوي ما وهؤلاء الأشخاص هم الأكثر قدرة علي الشفاء السريع من الإدمان، ويليهم مدمنو الترامادول، الذين بوسعهم أن يعالجوا في منازلهم دون دخول مصحة للعلاج، بشرط أن تكون لديه نية حقيقية للإقلاع عن تناول الترامادول، وعلاج هؤلاء يكون عبارة عن علاج الأعراض التي ستظهر عليهم فور التوقف عن تعاطي الترامادول، وأول هذه الأعراض هي الإصابة بتشنجات، ويمكنه تناول أدوية لعلاج تلك التشنجات وسرعان ما تختفي وبعدها سيصاب بإسهال وبأدوية بسيطة يمكنه تجاوز الإسهال لكن يتعرض للشعور بصداع شديد، وهذا الصداع سيتلاشي تماما بأدوية الصداع العادية وبعدها سيشفي تماما من إدمان الترامادول.
ويواصل الدكتور علي عبدالله: أما مدمنو الأفيون والحشيش والبانجو فعلاجهم يستلزم إرادة منهم ويستلزم أيضا نقلهم من مكان إقامتهم الي مصحة للعلاج، وفي المصحة يتم حقنه بحقن «نالوكزون» ويخضع لإشراف دائم من الأطباء، وفي غضون أسابيع قليلة يبرأ تماما من الإدمان.
ويبقي أخطر أنواع الإدمان، إدمان الهيروين - والكلام لايزال للدكتور علي عبدالله - فإدمان الهيروين يسلب إرادة المدمن وبالتالي لا يكون لديه في الغالب إرادة الشفاء  ولهذا لا يكون شفاؤه من الإدمان نهائيا.
هذا هو رأي العلم ولكن للواقع رأي آخر، التقيت عددا ممن خاضوا تجربة علاج الإدمان في مصحات مختلفة، عادل - محاسب - كاد يبكي وهو يحدثني عن الأموال التي دفعها وفي النهاية خرج من المصحة دون أي تغيير في حالته الإدمانية، وآخر قال لي: آسر - مدرس - دخل مصحة خاصة وسدد 3 آلاف جنيه ليخلص من إدمانه للمخدرات وكانت النتيجة أنه صار أكثر إدمانا مما كان قبل تلقي العلاج.
وقال هادي - سائق: دخلت المصحة وكلي إصرار علي العلاج لكي أرحم والدتي المسنة من البكاء علي حالي بعدما تدهورت صحتي بسبب شرب الحشيش والأفيون والبانجو والترامادول.
ويضيف: في البداية كنت أكاد أتمزق وأخبط رأسي في الحيط وظللت علي هذه الحالة لمدة يومين حتي كدت أجن وفوجئت بأحد ممرضي المصحة يقترب مني ويعرض بيع شريط ترامادول بـ150 جنيها وللأسف كنت في حالة ضياع فدفعت له ما طلب وقضيت يومي في تناول الترامادول!
وروي سيد - مهندس - واقعة عاشها بنفسه فقال: إن الطبيب الذي يعالجه كان لا يتابع حالته إلا مرة كل أسبوع، وقال: تركنا الطبيب بشكل شبه كامل مع الممرضين الذين كانوا يتفنون في تصنيع خلطة مخدرات فكانوا يخلطون الحشيش بالسمن والشيكولاتة وكان الممرضون يؤكدون أن هذه إحدي طرق العلاج!