أسعار القطن المصري تثلج قلوب مزارعي الفيوم
يكتسب القطن المصري سمعة عالمية واسعة، ويشتهر بأنه طويل التيلة وفائق النعومة، التي تؤهله للاستخدام في صناعة المنسوجات عالية الجودة، بخلاف الفصائل الأخرى من القطن المنتشرة في دول العالم كافة التي تزرع القطن.
وعلى الرغم مما تواجهه صناعة القطن المصري من تحديات، إذ تم بشكل تدريجي استبدال نوعية القطن المصري طويل التيلة بأنواع أخرى أقل جودة، إضافة إلى الخسائر التي واجهت شركات القطاع العام التي تقوم بصناعة منسوجات القطن المصري خلال الفترة الماضية، إلا أن ما قامت به منظومة تداول الأقطان هذا العام من تنظيم مزادات علنية لبيع المحصول وارتفاع الأسعار إلى مبالغ عالية قياسًا بالعام الماضي تسبب في زيادة الرغبة لدى المزارعين في التوسع في المساحات المنزرعة بالقطن، وأعاد إلى الأذهان الارتباط التاريخي بين الفلاح المصري ومحصول القطن.
اقرأ أيضًا..
مزارعو المنيا: محصول القطن "العشق الممنوع"
فيديو "جنى القطن" يرسم السعادة على وجوه مزارعي الشرقية
ضبط طبيب بيطري يعالج المواطنين في الإسكندرية
وتواصل مراكز تجميع محصول القطن استلام الأقطان من المزارعين ضمن منظومة تداول الأقطان الجديدة ومن خلال المزادات العلنية لتحقيق أكبر عائد على مزارعي القطن بالمحافظة من خلال 10 مراكز لتجميع القطن، ضمت مركزي الحادقة ودسيا بمركز الفيوم، وسنورس ومنشأة سنورس بمركز سنورس، وشونة محلج مصر طامية بمركز طامية، ومراكز تجميع منية الحيط وإطسا ورحمي بمركز إطسا، ومركز تجميع أبوكساه بأبشواي، وشونة البنك الزراعي بالنزلة بمركز يوسف الصديق.
وأكد الدكتور ربيع مصطفى، وكيل وزارة الزراعة بالفيوم، أن القطن المنزرع بالمحافظة لهذا العام من نوعية جيزة 95، بمساحة بلغت 8943 فدانًا، مؤكداً أن الفلاح سيحصل على سعر أعلى كلما زاد اهتمامه بالقطن خلال جني المحصول، لافتاً إلى أن سعر القطن في أول مزاد علني للبيع في الموسم الحالي 2021، بلغ نحو 3865 جنيهًا للقنطار، وذلك بعد المزايدة العلنية التي أُجريت بين الشركات لتحديد سعر المحصول مع بداية توريد القطن، لافتًا إلى أن المزاد الحالي بلغ السعر فيه 3875 جنيهًا للقنطار.
وأضاف، بأن مراكز التجميع كافة مجهزة وفقًا للمواصفات المعلنة ومعدة بشون، وعلى أتم استعداد لاستقبال الأقطان، مشيراً إلى أن تعميم منظومة تداول الأقطان الجديدة، على مستوى الجمهورية سيحقق أهدافاً مهمة، منها القضاء على المعاملات السلبية في تداول وتجارة هذا المحصول الاستراتيجي المهمم، والحفاظ على نظافة ونقاوة الأقطان، مؤكدًا على ضرورة تشجيع المزارعين على زيادة المساحات المنزرعة خلال الموسم المقبل، لافتًا إلى زيادة محصولية الفدان من القطن هذا العام من 8 إلى 10 قناطير، زيادة على العام الماضي التى بلغت إنتاجية الفدان فيه من 6 إلى 8 قناطير.
وقال خالد فرحات أبورقيبة، نقيب الفلاحين بالفيوم، إن الأسعار الجديدة لمحصول القطن
ويقول محمود إبراهيم مزارع، إننا تخلينا عن زراعة القطن خلال السنوات الماضية بعد رفع الدعم عن زراعته وأصبحنا نزرع مساحات محدودة قياسًا بزراعة الحبوب، مثل الذرة الشامية والرفيعة، وكذلك بنجر السكر بسبب وجود مصنع السكر على مسافة قريبة من قرى الفيوم، إضافة إلى تلاعب تجار السوق السوداء بأسعار القطن ولكن البيع من خلال المزادات العلنية هذا العام وارتفاع الأسعار أعاد إلينا الرغبة في التوسع في زراعة القطن كما كان في السابق حينما كان المزارع ينتظر محصول القطن حتى يقوم بزواج أولاده، أو بناء منزل جديد من ثمن المحصول، ونطالب بزيادة دعم وزارة الزراعة لنا وتوفير الأسمدة قبل بدء موسم الزراعة وتكثيف أعمال المكافحة حتى يعود الذهب الأبيض إلى سابق عهده.
وكان الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، وجه بعدم نقل أقطان الإكثار المنزرعة بمراكز الفيوم وسنورس وطامية وإطسا إلا بعد تمريكها بعلامة الإكثار وتوريدها لمحلج الفيوم، موجهًا بإيداع أي أقطان مضبوطة بأقرب محلج مخصص للصنف المضبوط، لافتًا إلى أن القانون رقم 106 يعاقب بالحبس مدة ستة شهور، وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه، وتصل إلى مليون جنيه، أو بإحدى العقوبتين، كل من يقوم بتداول القطن خارج النطاق المسموح به مع مصادرة الأقطان المضبوطة.
