شباك علي الثورة
هذا الـ »يسري فودة« وتلك الـ »ريم ماجد« قمرين بيطلوا علينا كل صباح من علي شاشة »الأون تي في« المصرية وكل ما أشوفهم أقول في عقل بالي.
- يا ألبير يا ابن المقدسة الأروبة عترت عليهم فين؟ واصطادتهم ازاي؟!
ألبير هذا هو صديقي مدير قناة الأون تي في اللي عمري ما بصيت في وشه الا وقابلتني الابتسامة الصافية المشعة دائما علي وجهه في كل الحالات وكل الظروف ولو سيادتك شفت قناة »الاون تي في« من سنتين مثلا كنت شاركتني الرأي والتوقع بأنها ستتحول في القريب العاجل إلي جراج عمومي لسيارات حي الزمالك أو علي أحس تقدير إلي أرض فضاء تنتظر المقاول الذي يحولها إلي أحد الأبراج السكنية التي انتشرت بكثافة في حي الزمالك بعد رحيل سيدة الغناء العربي أم كلثوم ابراهيم وتحويل مسكنها إلي برج سكني مع الأسف الشديد لأن ثقافة »اللي مش حيكسب علي أيامي عمره ما حيعرف يكسب!!« أيامي هي التي سادت بعد ثقافة اشتراكية الفقر التي سيطرت علي عقول المصريين ما يقرب من العشرين عاما التي حكمنا فيها البكباشي جمال عبد الناصر اللي تحول بقدرة قادر من ضابط جيش مقهور وفاهم من أين يأتي القهر إلي زعيم سياسي مصري يقف قامة بقامة مع عظماء تاريخ الانسانية أمثال غاندي ونهرو وتيتو وسوكارنو وكاسترو وجيفارا وسبارتاكوس وعنترة بن شداد - عبد بني عبس - العظيم وفي الداخل أذن جمال عبد الناصر في الفلاحين المصريين الأرقاء »ارفع رأسك يا أخي فقد مضي عهد الاستعباد« ثم أذن في الامة العربية التي كانت تحتضر وأوقظها علي حلم الوحدة والقوة الازدهار، وتحول جمال عبد الناصر حسين في الوجدان الجمعي للمصريين والعرب إلي بطل اسطوري يداعب الخيال في الصحو وفي المنام وفجأة فعلها الضيف الثقيل الموت واختطف من العرب حلمهم وفارسهم في يوم 28 سبتمبر 1970.. ونسي قطف اوراق التوت وظهرت الحقيقة المرة، اتاري الفارسي الاسطوري - ناصر - كان راقداً