عروس تطلب الخلع : أنام وحدي في المنزل
وقفت "ماجدة" الزوجة العشرينية بثيابها الأنيقة، عاقدة ذراعيها، ومعلقة عينيها المستترتين خلف عدسات نظارتها الشمسية بباب القاعة الخشبي في انتظار بدء جلسة دعوى الخلع التي أقامتها ضد زوجها أمام محكمة أسرة زنانيري بسبب هجره وإهماله لها.
"عشت معاه خيال مآتة"..بهذه الكلمات بدأت الزوجة العشرينية في سرد حكايتها: "طوال عمري كنت أحلم برجل أذوق على يديه لذة العشق، وأعيش معه قصة حب كتلك التي كنت أقرأ عنها في الروايات، وعندما التقيت بزوجي في إحدى المناسبات، وتجاذبنا أطراف الحديث، حدثت نفسى بأنه ربما يكون الشخص الذى أبحث عنه، كان وسيمًا، ورقيقًا في تعامله معي، وكلامه منمق وموزون بميزان العقل، وعندما أبدى رغبته فى الزواج منِّي قبلت دون تردد، ولم أُمهل نفسي فرصة كافية حتى أتعرف على طباعه وأدرسها جيدًا، لكن كيف كان لي أن أرفض عريسًا بتلك المواصفات التي تحلُم بيها أيَّة فتاة، فعلاوةً على ما سبق كان زوجي ينتمي إلى عائلة ميسورة الحال، وناجح في تجارته بشهادة الكافة، وسيجعلني أسكن في فيلا بأحد الأحياء الراقية، وسأتنقل معه بين بلدان العالم، ولم تمر سوى أشهر معدودة حتى تمت مراسم الزفاف".
تواصل الزوجة الشابة حديثها بنبرة مجروحة:"وما أن أغلق علينا باب واحد حتى أدركت أن حساباتى كلها كانت خاطئة، وبدأت اصطدم بطباع زوجي التي لا تعرف سوى الحديث عن المال والأرصدة فى البنوك والعقارات، وبت أقضي معظم أوقاتي وحيدة متفردة بهمومي، أتشوق إلى سماع كلمة منه أشعر بها أنني فى
تتابع الزوجة: "وفي آخر مرة لنا معًا، نشب بيننا خلاف بسبب أنه بات ليلة بالخارج دون أن يخبرني، وتركني في خوف وقلق وترقب لمجيئه، وعلى أثر هذا الخلاف تركت له البيت، وطرقت أبواب محكمة الأسرة طالبة تطليقى منه طلقة بائنة للخلع، بعدما أيقنت أنه لن يتغير مهما حدث، فالجفاء راسخ فى قلبه، أعلم أن البعض قد يصفني بأنني فتاة مدللة، وقد يتهمني آخرون بالسطحية والتفاهة، لكن لو عانوا مثلي من الإهمال، واحترقوا بنار الوحدة، وعاشوا على هامش حياة شركاء حياتهم، كانوا قدَّروا حجم مأساتي ومعاناتي والتمسوا لي الأعذار".