رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البابا كيرلس السادس.. أساس الكنيسة المصرية ومُربي أقباط المستقبل

البابا كيرلس السادس
البابا كيرلس السادس

 مر عام جديد على ذكرى نياحة القديس البابا كيرلس السادس، رمز الكنيسة المصرية، الذي لاتزال تحيا قلوب المسيحيين في مصر بتعاليمه على الرغم من 52 عامًا من الفراق إلا أنه ترك خلفه أثرًا مازال ينمو كالأشجار ذات الجذور العتيدة لا تمحوها سنوات بل تجعله أكثر قوة وتماسكًا.

 

اقرأ أيضًا..

دير مارمينا والبابا كيرلس| أرض مقدسة بمصر وضعتها اليونسكو في مقدمة العالم 

 

يعتبر البابا كيرلس السادس واحدًا من أبرز الأسماء في تاريخ الكنيسة المصرية الأرثوذكسية والي لعب دورًا هامًا في حياة الأقباط ولٌقب بـ"البابا المصلي" نظرًا لما قدمه من أجل خدمة المسيح والحفاظ على طقوس الكنيسة على مر العصور الذي اندثر بفعل الحروب والاحتلال لأعوام.  

 

ومن تصريحات القمص موسى إبراهيم، المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية لـ"جريدة الوفد"  الذي تناول فيها أسباب محبة الأقباط لـ"رجل الصلاة"، كما تروي صفحات كتاب "البابا المصلي العجائبي"، عن محطات لا تُنسى في حياة هذه الشخصية العريقة التي لاتزال تنير الكنيسة المصرية بفضل تعاليمه ومواقفه المؤثرة وأسس الصلاة التي وضعها من أجل إعمار منابر الكنسية بالقداسات والعبادات.

 

تفيض سيرة مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس الـ116، بمواقف مؤثرة محفوظة داخل كتب تاريخ البطاركة نظرًا لاعتباره من أبرز الشخصيات المؤثرة التي مروت في الكنيسة المصرية واعتلت الكرسي المرقسي.

 

 

حياة الطفل عازر يوسف عطا وعوامل تأسيس البابا كيرلس السادس

 ولد عازر يوسف عطا - البابا كيرلس- في قرية طوخ النصارى بمدينة دمنهور التابعة لمديرية البحيرة، في 8 أغسطس من عام 1902م، وعاش أجداده في تلك البقعة لقرون عدة منذ أن نزحوا في أواخر عصر المماليك من قرية الزوك الغربية التابعة لمركز النشأة بمحافظة سوهاج.

 

 تربى الطفل عازر وسط عائلة مؤمنة من والدين مسيحيين وكان ثاني أشقائه الأربعة "حنا وميخائيل، وشفيقة وعزيزة"، وعاش في كنف الإيمان المسيحي ونما في وجدانه العقيدة السليمة، ومع مرور الأزمنة ومتقلبات الحياة مجريات انتقل والده إلى الإسكندرية لممارسة عمله كوكيل عام لإدارة  أعمال واحدًا من أبرز تجار عصره في القطن وهو "أحمد يحيى إبراهيم باشا" وأشهر الأسماء التي كانت تناصر أفكار حزب الوفد وهو والد عبدالفتاح يحيى إبراهيم باشا رئيس وزراء مصر في الفترة مابين 1933-1934م.

 

 عاش ها الطفل متأثرًا بمبادئ والده الذي اشتهر بأمانته وحسن السيرة ومحبته للكنيسة وكان من أشهر الشمامسة وصاحب مواقف مؤثرة فقد خصص أوقات فراغة لتعليم شمامسة القرية الصغار الألحان والكتابة والحساب.

 

فاض عقله بالعلم وقراءة الكتاب المقدس وسيرة الشهداء وكان هذا الأب المؤثر الأكبر في تكوين شخصية أبنائه وحرص على زراعة محبة الكنائس والاحتفالات العقائدية، وحرص على المشاركة في عيد صعود السيدة العذراء وبل كانوا مشاركين في تأسيس أول كنيسة تحمل اسمها في مدينة فيلبي.

البابا كيرلس السادس

 

كانت أسرة يوسف عطا، من الوجوه المحفوظة في الأديرة المصرية نظرًا لاعتيادهم زيارتهم وكان من أبرز المناسبات التي لم تفت هذه العائلة هو عيد الشهيد مارمينا العجائبي وشهدت إحدى كنائسه مراسم تعميد الطفل "عازر" ذلك من شدة تأثر هذه الأسرة بهذا القديس،  وعندما بلغ سن السادسة من عمره إلتحق بمرحلة التعليم الأولية في مدرسة الأقباط الخيرية.

 

 تلقى هذا الطفل تعليمًا متنوعًا ومميز لم تكتفِ أسرته بالمدرسة فقط بل كان يتردد على الكُتاب في العطلة الصيفية تلبيةً لمشورة الشيخ "أحمد علوش" الفقية بالقرية الذي أشار على والد عازر هذا الأمر وأن يحضر معه الأنجيل ليتعلم الأسس الصحيحة.

 

 تعليم البابا تواضروس الثاني البطريرك الحالي للكرازة المرقسية، في المدرسة اتها التي شهدت تلقي البابا كيرلس في هذه المرحلة العمرية واستمر فيها حتى انتقل إلى الإسكندرية ليستكمل مرحلة الثانوية.

 

شارك والده في العمل السياسي بفضل حبه للوطن الي جعله مشاركصا بارزًا في مقاومة الاحتلال خاصة عقب ثورة 1919 وتوجه مع حزب الوفد إلى باريس للمطالبة باستقلال مصر باعتباره ممثل جميع أطياف الشعب، حيث ضم التجار والموظفين والفلاحين والأقباط والمسلمين ورفع شعار وحدة الأمة "الهلال يعأنق الصليب".  

في الوقت الذي كان الأب منشغلًا بحب الوطن فاض قلب إبنه المراهق بحب الإيمان والكنيسة وحرص على حفظ  وتعلم الكتاب المقدس، ويروي الكتب التي تناولت سيرة هذا الأب الراعي أن حجرته منذ طفولته قد أصبحت قلاية "غرف" الدير الذي اختار أن يزهد فيه من الحياة.

 

 

مراحل الرهبنة وتكوينها في حياة البابا كيرلس:

 في يوليو 1927 دخل البابا كيرلس إلى دير البراموس وعاش في "قلاية خاصة للنُسك"  ورُسم قسًا في 1931، ومن شدة شهرته بالإيمان داخل الدير تم

ترشيحة للدراسة بكلية الرهبان اللاهوتية في منطقة حلوان.

 

وبعد تلقي تعاليم اللاهوتية رشحه البابا يوأنس التاسع للأسقفية ليكون مطرانًا على الغربية والبحيرة، ولكنه رفض في بادئ الأمر وتوجه إلى دير الأنبا شنوده رئيس المتوحدين ليستكمل تعاليمه وعباداته رافضًا الظهور أو التقلد باي منصب.

 

وفي حديثه لـ"الوفد"، روى القمص "موسى" مواقف خاصة ف حياة البابا كيرلس السادس، جعلته مهمًا في حياة الأقباط في مختلف الأصعدة، وبحسب ما دونه الكتاب كتاب "البابا المصلي.. العجائبي القديس البابا كيرلس السادس"، فقد عُرف  البطريرك الـ116 فى تاريخ الكنيسة باجتهاده وكفاحة وأخذ عنه أنطباع الأمانة ويروي الكتاب مواقف عدة لشخصية عازر.

 

تدرج عازر فى عمله وإعتلائه مناصب مرموقة داخل عمله آنذاك ولم يكن أحد يتوقع من محيطه أن يقدم استقالاته وأن يتنازل عن كل هذه المناصب وفى يونيو 1927م طلب من شقيقه الأكبر "حنا يوسف عطا" مقابلة المدير ليخبره بقرار أخيه دون سبب واضح وحين التفت الأسرة حول عازر لتسأله عن السبب، فأجاب نصًا: "أيهما أفضل حياة البر والقداسة والسعادة، أم حياة الشقاء والكد، ماذا يفيد الإنسأن لو ربح العالم وخسر نفسه". 

البابا كيرلس

 

كانت علاقة هذه الأسرة مصدر إلهام لكثير من الأقباط، كما ربط فؤاده حب الأديرة وكان حُب الأباء الرهبان السبب في تردد هذا الطفل على الاديرة وتعلق بالقمص تادرس البراموسي وفق ما ذكره  كتاب "البابا المصلي العجائبي"، كان لعازر وجه بشوش مفعم بمحبة الأخر دون النظر لأي عرقي أو ديني.

 

عرف البابا كيرلس بـ"البابا المصلي" نظرًا لما قدمه في ها الصدد الديني وأعاد إلى الكنيسة مبادئ إقامة القداسات الإلهية بصورة يومية وأن تُعمر الكنائس بالصلوات بشكل دائم لا تقتصر على مناسبات فقط بل تصبح هذه العادة داخل الكنيسة ونجح في إعادة ضخ الدماء في المنابر المسيحية في مصر حتى اعتلى الكرسي المرقسي.

 

وتروي الكتب القبطية أن المتنيح الأنبا اثناسيوس القائم هو من قدم تزكية للراهب المتوحد قبل غلق باب الترشيح بيوم واحد بالرغم علمه رفض الراهب مينا المتوحد  لهذا المنصب وأنه لم يتقدم بتزكيات للترشيح على كرسى مارمرقس بعد نياحة البابا يوساب الثاني.

 

 تم إجراء انتخابات القرعة الهيكلية بين الرهبان الخمسة لاختيار 3 وهو النظام الانتخابي في الكنيسة المصرية التي تعتمدها لتولية وتجليس البطريرك وهى عبارة عن قرورة زجاجيه يوضع داخلها أسماء المرشحين ويأتي مسؤول هذا الطقس بأحد أطفال وشماس الكنيسة معصوم العينين ويقوم باختيار البطريرك الجديد، وتم إجراء القرعة فى أبريل ١٩٥٩.

البابا كيرلس

 

 اختير الطفل الشماس (رفيق باسيلى الطوخى) ذو الخمسة أعوام حملوه ليختار من بين الورقيات الثلاث ووقع الاختيار الراهب مينا البراموسي ليكون البابا كيرلس السادس الـ 116، وأصبح ترتيبه السادس.  

 

موضوعات ذات صلة:

البابا كيرلس السادس.. ضخ الدماء في وريد الكنيسة وأعادها للحياة بعد الانهيار 1-3

مسار العائلة المقدسة في مصر| الهروب من الخوف إلى الأمان في 25 محطة (بالصور والفيديو)

الوفد داخل كنيسة العذراء بالمعادي.. سر مباركة العائلة المقدسة لنهر النيل (بالفيديو والصور)