ساهم في الترتيبات الطقسية بالكنيسة .. تعرف على أسقف البهنسا الأنبا بطرس
يُصادف اليوم الخميس الموافق 5 بابة حسب التقويم القبطي، ذكرى رحيل الأنبا بطرس أسقف البهنسا أحد رموز الكنيسة الأرثوذكسية التي تعيد ذكرى سيرته خلال القداسات اليومية.
وفي السطور التالية تستعرض "بوابة الوفد" معلومات عن سيرة الأنبا بطرس أسقف البهنسا المُساهم في ترتيب الألحان والطقوس الأرثوذكسية.
ويُدون كتاب حفظ التراث المسيحي السنكسار سيرة الانبا بطرس، أنه تلاهب في دير الأنبا شنوده رئيس المتوحدين بجبل أدريبه القابع بغرب سوهاج ووهب حياته للعلم والتعلم والبحث في الكتاب المقدس والتراث الكنسي حتى صار عالماً بارعاً خصوصاً في طقوس الكنيسة وألحانها.
موضوعات ذات صله
ألحان وطقوس خاصة.. أبرز المعلومات العقائدية عن صلاة التجنيز في الكنيسة
وذكرت الكنيسة في كتابها هذا الأنبا تولى رعاية مدينة البهنسا – قرية حالية في بني مزار بالمنيا- ورُسم أسقفًا بها وإشتهرت بأنها غنية وتحوي على آثار وحفريات كثيرة حيث كانت البهنسا مدينة عظيمة وعاصمة إحدى الولايات منذ العصور الفرعونية والرومانية.
لم يعن غناها الأثري هو سر مكانتها فحسب بل تعتبر إحدى المدن المصرية المُفعمه بالكنوز المسيحية وتضم إيبارشية كبيرة بها الكثير من الكنائس والأديرة الخاصة بالرهبان وأديرة أخرى للراهبات بالصحراء الغربية المجاورة للمدينة.
وورد عن الأنبا بطرس أنه ذو علم غزير ويملك مؤلفات طقسية كثيرة من بينها القراءات والألحان الخاصة بالبصخة المقدسة إذ كان المؤمنون في العصور القديمة يقرأون الكتاب المقدس كله في الكنيسة أثناء أسبوع الآلام، وكان ذلك يستغرق وقتاً طويلاً ولما جلس البابا غبريال الثاني البابا الـ70، المعروف بابن تريك على كرسي الكرازة المرقسية في الفترة من 1131 – 1145ميلادية، وكان قبل بطريركته موظفاً عاماً في الدولة، ويعرف إنشغال الناس وعدم وجود أجازات في أسبوع الآلام للمسيحيين مما يضيع على الناس إمكاية التمتع وتذوق هذه الففترة المقدسة.
إقرأ أيضًا
أبرز طقوس الكنيسة الأرثوذكسية خلال الصوم الكبير
فقام بمعاونة بعض رهبان دير القديس مكاريوس ببرية شيهيت (وادي النطرون حاليًا)، بتنظيم وتدوين طقس قراءات البصخة واختار من العهدين ما يناسب كل ساعة من ساعات البصخة حتى يستطيع المؤمنون متابعة القراءات حسبما تسمح به ظروفهم.
كان لقدوم الأنبا بطرس الأسقف نجاة لهؤلاء المؤمنون إذ وجد أن قراءات أسبوع الآلام غير متناسقة وتستغرق أوقات كثيرة فوجد ساعات فيها نبوات كثيرة وأخرى نبوات قليلة فقام بتنسيقها فجمع من العهد القديم بما فيه الأسفار المحذوفة ما يناسب كل ساعة من النبوات والمزامير ومن العهد الجديد بالأناجيل.
وإمتد دور هذا الأسقف فجعل قراءات أسبوع الآلام متناسقة ومتقاربة في قراءاتها ووضع كل هذا في كتاب يُدعى "قطمارس البصخة" الذي ما زالت الكنيسة تستخدمه إلى الآن، وقسم على الأيام العظات الروحية صباحية ومسائية كما وضع لكل يوم عظة تحوي عبرة وعلم
إقر أيضًا
عثرت الكنيسة على رفاته بعد 14 قرنا.. تعرف على رمز الرهبنة القديس بسنتاؤس
ورتب قراءات الأناجيل الأربعة كاملة في أسبوع الآلام على النحو التالي (يقرأ إنجيل مي في صباح الثلاثاء، وإنجيل مرقس صباح الأربعاء، وإنجيل لوقا صباح الخميس بعد رفع بخور باكر، وإنجيل يوحنا مساء السبت قبل صلوات عيد القيامة المجيد) وكذلك رتب قراءة المائة واحد وخمسين مزموراً أي سفر المزامير كله مساء الجمعة الكبيرة بعد عمل الدفنة ولحن غولغوثا.
وقام بتجميع وتنقيح تفاسير نبوات وأناجيل أسبوع الآلام في كتاب يحمل هذا الاسم ما زال يُستخدم حتى الآن وتم طبعه عدة طبعات قام بتلحين الكثير من الصلوات والقراءات خصوصاً مزامير البصخة باللحن الأدريبي المنسوب إلى رهبان جبل أدريبة حيث دير الأنبا شنوده غربي سوهاج وقام بإدخال اللحن الشامي في بعض مزامير البصخة مثل مزمور " بيك اثرونوس " ومزمور " أفتشنون " نقله من جبل شامه غرب الأقصر حيث مدينة الموتى في وادي الملوك والملكات وحيث يوجد الآن دير الشهيد تاوضروس المحارب غرب الأقصر.
إقرأ أيضًا
أبرز بنود بروتوكول الكنيسة الأرثوذكسية مع اتحاد الملاحة الرياضية
كما قيل أن الابنا بطرس له دور بارز في وضع قانون خاص بـ(طقس لقان عيد الآباء الرُسل) في تاريخ 5 أبيب ويُقرأ على اللقان في عيد الرسولين بطرس وبولس، وأيضًا في (طقس تكريس المعموديات الجديدة )، وهو طقس تدشين المعمودية المستعمل حتى الآن وورد في مخطوطة تحوي طقس تكريس المعمودية مقوله تنص على الترتيب الذي وضعة الأنبا بطرس من أجل تكريز المعمودية الجديدة ، وإعتمدت الكنيسة على جميع مجهودات هذا الأسقف نظرًا لمكانته التي يتمتع بها لكثرة علمة وحكمتة العظيمة.