رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في عيد النيروز.. تعرّف على سر تناول الأقباط لـ "البلح والجوافة"

أيقونة عيد النيروز
أيقونة عيد النيروز

كغيرها من الطقوس القبطية الكثيرة تحرص الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي تتمتع بمذاق مصري أصيل يجعلها متفردة عن غيرها من الكنائس التابعة للعقيدة الأرثوذكسية خارج مصر، فربط الكنيسة المصرية بالحضارة الفرعونية جعلت منها خصوصية فريدة لم تتمثل عبر طقوسها وتقاليدها الخاصة في الصلوات والاحتفالات ، بل باتت واضحة المعالم من خلال طرق الاحتفال الممتعة والخاصة بالكنيسة المصرية فقط.

ومع بزوغ الساعات الأولى وشروق شمس اليوم الخميس 12سبتمبر، فتحت الكنائس القبطية الأرثوذكسية أبوابها لإقامة القداسات الإلهية الاحتفالية والتي تخللت تمجيدًا للشهداء الأقباط ، ولعل لهذا العيد صلة كبيرة بالحضارة المصرية التي تعتبر هذا اليوم الموافق 1 توت بالحضارة الفرعونية والقبطية معًا، ذلك بالإضافة إلى المعالم التاريخية الذي اكتسبها هذا التاريخ حتى جعل من عيد النيروز رمزًا تاريخيًا قبطيًا خاصًا بجانب الصلة الفرعونية.

ويعود احتفال الكنيسة القبطية بعيد النيروز إلى عصر الإمبراطور الروماني دقلديانوس وهو أظلم عصور الاضطهاد التي مرت بها المسيحية، فقد تحولت سياسته ضد المسيحيين في أواخر حكمه، بعدما أصدر أربعة مراسيم فيما بين سنتي "302-305م"، تحث على اضطهادهم، وقد تخللت تلك المراسيم حرق الأناجيل والكتب الدينية ومنع المسيحيين من التجمع وهدم  الكنائس.

ويرتبط "عيد النيروز" بتناول فاكهة الجوافة والبلح، ولعل لتناول هاتين سر قبطي عظيم وقد تبلور هذا السر عبر كلمات ترنيمة "يابلح لونك أحمر، دم غزير روى أرضنا رى، دم كريم دم الشهداء، يابلح قلبك أبيض زى قلب نظيف بيضوي ضوي قلب جريء قلب الشهداء، يابلح بذرك ناشف زى الإيمان الصلب الحى" يتردد هذا اللحن خلال احتفالات عيد النيروز بالكنائس القبطية الأرثوذكسية وتحرص الكنيسة على توزيع أكياس البلح والجوافة وهى عادة موجودة منذ القدم داخل أسراب الكنائس المصرية.

ويتخذ البلح الأحمر رمزًا معنويًّا وهو

دماء الشهداء الذين رحلوا خلال فترات الظلام والاضطهاد، كما يتمثل اللون الأبيض من الداخل إلى نفوس وقلوب هؤلاء الأبرياء الذين راحوا دون ذنب يقترف، أما عن صلابة النواة فهو خير مثال يتخده أتباع الكنيسة القبطية إلى صلابة الشهداء ضد الاضطهاد وقوة عزم من اختاروا الموت على تغير مبادئهم وإيمانهم.

أما عن فاكهة "الجوافة" فيكمن سر تناولها في لونها الأبيض من الداخل والذي تعتبره الكنيسة الفبطية رمز على سيرة الشهداء العطرة النقية، كما يرمز بذورها الكثيرة من الداخل إلى كثرة عدد الشهداء المسيحيين، ذلك بالإضافة إلى أن أبناء الكنيسة المصرية قديمًا اعتبروا فاكهة الجوافة معبرةعن المسيح حيث يظهر الصليب داخلها عندما تقطع  من المنتصف.

هكذا كانت تربط الكنيسة المصرية جميع الأحداث والاحتفالات بالطبيعة وكل شيء من حولها لعلها لهذا التصرف إحياء لجميع العادات والتقاليد المصرية القبطية القديمة إلى الآن، ولعل بهذا الفعل تشابه مع الحضارة الفرعونية حفظ تاريخها من خلال الطبيعة والتدون بربط الرموز بكل ما حولها من فواكه ومعالم ومظاهر طبيعية، وهذا ما ربط هذا الاحتفال بالحضارة الفرعونية التي كانت تحتفل في هذا اليوم بأولى أيام العام المصري القديم.