رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عاد إلى صفوف الدراسة بالمرحلة الإعدادية.. ويحلم ببكالوريوس الزراعة

بوابة الوفد الإلكترونية

أثبت عم زغلول، وهو على أعتاب عامه الستين، أنه لا يوجد مستحيل فى الحياة، وأنه لا مانع من تحقيق الحلم القديم ما دام هناك قلب ينبض وإرادة لا تعرف الوهن.

إنه عم زغلول عبدالحميد عبدالغنى «59 سنة» والأخ ابن قرية الطلمبات بمركز بنى عبيد فى الدقهلية والذى قرر العودة إلى صفوف الدراسة، رغم خروجه من التعليم فى أوائل السبعينيات من القرن العشرين، إنه يستكمل مشواره التعليمى الآن، ويؤدى امتحانات الفصل الدراسى الثانى للشهادة الإعدادية، ويحلم بالوصول إلى الجامعة والحصول على بكالوريوس الوزراة، ليجمع بين الخبرة فى زراعة الأرض والشهادة الجامعية، إنها قصة عم زغلول مع التحدى وتحويل نقاط الضعف إلى قوة.

يبدأ عم «زغلول» حكايته بقوله: طول ما فيه نفس سأعمل على تحقيق حلمى بالحصول على بكالوريوس كلية الزراعة..

وأضاف: بدأت من عام 1974 وقتها كنت طالباً فى الشهادة الإعدادية، ورسبت فى الامتحان بفارق درجتين، كما علمت مؤخراً، وخرجت من التعليم، لتصبح مهنتى «فلاح»، وتزوجت منذ 35 عاماً، وأنجبت 3 أولاد، وفتاة، سعد 31 سنة دبلوم زراعة، وياسمين 27 سنة بكالوريوس حقوق متزوجة، وحسام 20 عام دبلوم زراعة يؤدى الخدمة العسكرية، والصغير فى الصف السادس ابتدائى ومنقول للإعدادية.

ويضيف: أمتلك 8 أفدنة وأعشق الزراعة، ولى مكانتى بين أهالى قريتى، وأقوم فى الجلسات العرفية بحل المشاكل بين العائلات، والتى يحضرها محامون وأطراف أخرى، ويؤلمنى عند كتابة محضر الصلح طلب بطاقتى الشخصية للتوقيع على المحضر والتى بها المهنة فلاح، وكنت دائماً أؤنب نفسى، فالموجودون من المتعلمين ليسوا أفضل منى، وتساءلت لماذا لا أستكمل تعليمى، وأحصل على شهادة عليا وفى مهنة الزراعة التى أحبها، وأريد أن أثقف نفسى فيها إلى جانب خبرتى بالمحاصيل الزراعية والتى يمكن للعلم أن يفيدنى فيها، فى زيادة الجودة والإنتاجية، وأفيد بها آخرين من المزارعين.

ويكمل عم «زغلول»: ظلت الفكرة تراودنى منذ 4 سنوات، وبدأت فى التنفيذ منذ 3 سنوات، وبدأت بكتابة طلب للإدارة التعليمية ببنى عبيد لاستخراج بيان رسوب فى الصف الثالث الإعدادى، وقالوا إن الأوراق تم نقلها إلى دكرنس، ومع مراحل البحث زهقت من المشاوير، إلى أن سيطرت علىّ الفكرة وخاصة أن زملائى مهندسون ومستشارون فلماذا أظل هكذا، وبالفعل قمت باستكمال أوراقى فى العام الماضى وبدأت هذا العام رحلة العودة لاستكمال التعليم.

وأضاف أننى فور قيدى فى امتحانات الشهادة الإعدادية (منازل) بدأت فى جمع كتب من طلاب فى نفس المرحلة من الجيران، وبدأت المذاكرة على معلومات لأنى كنت بذاكر لأولادى وأنا غاوى القراءة ولو مسكت ورقة بحب أشوف مكتوب فيها إيه، علاوة على أننى بحب التاريخ بشكل غير عادى

وأشاهد البرامج الإخبارية فقط، وأقوم بقراءة القرآن والتفسير، كما أننى اعتمدت على نفسى فى المذاكرة، وخصصت لها وقتاً بعد صلاة العصر، ووجدت ترحيباً من أفراد أسرتى، وكان لجوئى لابنتى فى أضيق نطاق، وسؤال بعض الطلبة من الجيران، ولكنى اجتهدت بعيداً عن الدروس الخصوصية، ونجحت فى الفصل الدراسى الأول للشهادة الإعدادية، وحصلت على 115 درجة من 140 الدرجة النهائية، وها أنا قد دخلت الفصل الدراسى الثانى والحمد لله الامتحانات كانت جيدة وانتظر النتيجة للانتقال للمرحلة الثانوية.

وحول وضعه فى لجنة الامتحان قال: بصراحة شديدة كان اختيارى للجنة الامتحان بعيداً عن قريتى فقد أديت امتحانى فى الشهادة الإعدادية بلجنة رقم 445 بمقر مدرسة ميت سويد الابتدائية والتى تبعد عن قريتى «طلمبات بنى عبيد» بأكثر من 20 كيلو، وذلك تحسباً من رد فعل الأولاد والتريقة على أننى راجل كبير وقاعد على الدكة يمتحن، وطبعاً كان معى تلاميذ فى اللجنة.

وحول التثقيف بدون شهادة قال إن الشهادة مهمة جداً فأولادى أو الجيل الحالى يحصل على شهادة مجرد ورق أو رخصة تعلق فى البيت، وهذا عيب كبير فالتعليم يجب أن نستفيد منه فى كافة مناحى الحياة، لنتطور من أنفسنا ونزيد من الإنتاجية ونواكب العصر.

واختتم عم زغلول ابن قرية طلمبات بنى عبيد قائلاً: ليس عيب أن تخطئ فى مشوار حياتك التعليمية ولكن العيب كل العيب أن تصر على الاستمرار فى أن تكون جاهلاً من داخلك، فتأنيب نفسى رغم احترام أهالى قريتى لشخصى، لم تثنِنى عن تصحيح جريمتى فى حق نفسى فى استكمال تعليمى، وسأواصل خطوات تعليمى حتى أحصل على بكالوريوس الزراعة، وأرجو من الله أن يمهلنى لكى أحقق حلمى ولكن إذا لم يمنحنى القدر ووافتنى المنية فيكفينى شرف المحاولة.