رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية توزيع قرص الرحمة على المقابر عند المصريين القدماء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

عادات المصريين في المناسبات والأعياد دائما ما ترتبط بأصول تاريخية، ويحرص المصريون على الحفاظ على طقوس الأعياد التي تتشابه أغلبها مع طقوس المصريين القدماء الموثوقة على جدران المعابد والآثار الفرعونية حتى يومنا هذا.

وعن طبيعة الطقوس ومظاهر احتفالات الأعياد فقد أثبتت الأبحاث والدراسات التاريخية أن المصريون القدماء أول شعوب العالم احتفالا بالأعياد، وأعطوها التقديس الذي يليق بها، فحددوا طقوسا معينة لكل عيد حسب نوعه، على الرغم من وجود اعتقاد سائد بين البعض أن اهتمامات الفراعنة كانت مرتبطة فقط بتشييد الأهرامات والمقابر والحياة الأخرى، لكثرة ما عثر عليه من آثار دينية".

وكشفت جميع الرسومات والكتابات المتروكة على جدران المقابر والبرديات، أن المصري القديم كان محبا للحياة لدرجة أنه وثقها على جدران مقبرته بالتفاصيل نفسها من زراعة وصناعة وصيد واحتفالات كمحاولة لنقل هذه الطقوس إلى حياته الأخرى التي حظيت باهتمام الفراعنة في عيد الموتي.

زيارة أسرة الموتى للمقابر وتقديم الطعام عادة ثابتة استمرت على مدار عصور الأسرات، وهذا ما عكسته غرفة الموائد بالمقابر اليونانية والرومانية التي كانت عبارة عن غرفة تضم موائد منخفضة المستوى يتناول فيها أسرة المتوفى الطعام أثناء زيارتهم للمقبرة.

ومن بين الطقوس الخاصة بعيد الموتى، تكسير الأسرة لأواني الطعام عقب خروجهم من المقبرة كرمز للتشاؤم من المقابر، حتى تم تسمية منطقة كوم الشقافة بالإسكندرية بهذا الاسم لكثرة الشقافات المكسرة.

لم تختلف طقوس المصريين في الأعياد اليوم عن طقوس المصريين القدماء، حيث اهتم الفراعنة بارتداء الثياب الجديدة والتعطر وتقديم الزهور لبعضهم، إضافة إلى تجهيز موائد الطعام مليئة بكل أنواع اللحوم والفاكهة والخبز والمشروبات، والاستعانة بباقة الزهور لتزيين موائد الطعام والمنازل.

وبمرور الوقت اثبتت الوثائق التاريخية تشابه الاحتفال قديما وحديثا، خاصة تلك التي تتعلق بطقوس ذبح الذبائح وتقديم بعضها قرابين للآلهة، والبعض الآخر كانت توزع للفقراء والكهنة، إضافة إلى الخروج للتنزه وحمل سعف النخيل كرمزية لتجديد الحياة، حيث كان يتركونه معلقًا على أبواب المنازل.

قوائم الأعياد في مصر القديمة كانت تسجل عبر ورق البردي وتوضع في مكتبة المعبد، أو تسجل على جدران المعبد مثل معبد رمسيس الثالث (هابو) بالأقصر، حسب قول شاكر. وأضاف: "عبَّر المصريون عن احتفالاتهم بالعيد، باستخدام كلمة (حب) التي تعني عيدا سعيدا، وبرسم كوخ صغير مرتكز على طبق مصنوع من حجر

الألباستر على جدار المقابر والمعابد".

كحك العيد وقرص المقابر من ابرز العادات التي أصبحت موروث وارثًا ثقافيًا عن القدماء المصريين توارثته الاجيال عبر آلاف السنين حتى يومنا هذا.

فقد كان لكل عيد عاداته وطقوسه الخاصة فكان المصري القديم حريص على تلك الأعياد ويستقبلها بالفرح والسرور وتضاء المعابد وتقدم القرابين وعمل الفطائر والكعك ويتبادلون التهنئة بين الأهل والأصدقاء. وارتباط الكعك والفطائر بالأعياد  هي موروث وعادة مصرية قديمة؛ حيث نجد منظر من الدولة القديمة لزوجات الملوك تقدم الكعك للكهنة القائمة لحراسة هرم خوفو في يوم تعامد الشمس ومنظر أخر لصناعة الكعك في مقبرة الوزير رخميرع من عهد تحتمس الثالث (الأسرة 18) الدولة الحديثة.

كما كان المصريون القدماء يتفننون في عمل الكحك كان يستخدمون العسل والتين والتمر والزبيب، نظراً لعدم وجود السكر فكان يخلط عسل النحل بالسمن ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها وكانوا يشكلونه على شكل أقراص أو بمختلف الأشكال الهندسية والزخرفية ثم يرص على ألواح «الأردواز» ويوضع في الأفران كما كانت بعض الأنواع تقلى في السمن أو الزيت.

 ويقومون بحشو الكعك بالتمر المجفف"العجوة" أو التين ويزخرفونه بالفواكه المجففة كالنبق والزبيب وكانوا يصنعون الفطائر خصيصا عند زيارة المدافن في الأعياد كانوا يشكلونها على شكل تميمة ست عقدة إيزيس وهي من التمائم السحرية التي تفتح للميت أبواب الجنة. وهي نفس العادات التي يقوم بها المصريون حالياً حين يزرون موتاهم يقدمون الكعك والفطائر رحمة ونور على أرواح موتاهم.