عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في كأس العالم.. قصة هدف أسكوبار العكسي الذي قتله

الكولومبي أندريس
الكولومبي أندريس أسكوبار

في كأس العالم أنت دائمًا على موعد مع المتعة الكروية والمفاجآت الكبيرة، والكثير من الأرقام القياسية التي تُكسر، وكذلك بعض اللحظات من خيبة الأمل والحسرة عندما يتعلق الأمر بتسجيل هدف في مرماك وإخفاق منتخب بلادك.

وتزداد اللحظات صعوبة عندما تكون الهزيمة بأقدام لاعبيك، بأهداف عكسية تسكن الشباك دون قصد منهم، وفي الأسبوع الأول من مونديال روسيا 2018، تم تسجيل 5 أهداف عكسية، بأقدام أحمد فتحي أمام روسيا، المغربي عزيز بوهدوز أمام إيران، والأسترالي عزيز بيهيتش أمام فرنسا، والنيجيري أوجينكارو إيتيبو أمام كرواتيا، والبولندي كيونيك أمام السنغال.

 

وشهد المونديال منذ انطلاق البطولة في 1930، العديد من الأهداف العكسية، ولكن تبقى تبعات هدف الكولومبي أندريس أسكوبار، العكسي الأكثر مأساوية.

 

نعود بالوراء إلى مونديال 1994، الذي استضافته أمريكا، وقتها كان يعول الكولومبيون الكثير على منتخب بلادهم، بعدما أدى بشكل جيد خلال التصفيات، وخاصة مباراتهم أمام الأرجنتين التي هزموها فيها بخماسية نظيفة.

ومن فرط تفاؤلهم وثقتهم فيه كثُرت المراهنات من قبل المافيا وتجار المخدرات، في المكاتب المخصصة لذلك في كولومبيا، على فوز منتخبهم بمونديال أمريكا، خاصة أن المجموعة التي وقعت فيها تبدو سهلة نسبيًا، إذا ضمت معها كلا من "أمريكا، ورومانيا، وسويسرا".

ولكن ما حدث خلال كأس العالم آنذاك، كان مُخيبًا لآمالهم، فبدأت كولومبيا مشوارها في البطولة بهزيمة ثقيلة من رومانيا بثلاثة أهداف مقابل هدف، ولم يكن أمامهم سوى الفوز في المباراة الثانية أمام أمريكا للحفاظ على حظوظ تأهلهم.

وبدأت كولومبيا مباراتها أمام أمريكا بحماس شديد وتماسك كبير، الأمر الذي لم يستمر طويلًا، فمع الدقيقة 34 من عمر اللقاء، أرسل الأمريكي جون هاركس، كرة عرضية داخل منطقة جزاء كولومبيا، حاول أندريس أسكوبار ابعاد الكرة عن مناطق الخطورة، ولكن ما حدث أنه أخطأ في ذلك وحولها بيمنه في شباكه.

لم يستوعب أسكوبار ما فعله، فسقط أرضًا واستلقى على ظهره من شدة حزنه وتأثره، وانتهت المباراة بهزيمتهم من أمريكا بنتيجة

هدفين لهدف، وانتهى دورهم في البطولة، رغم فوزهم في المباراة الأخيرة أمام سويسرا، فقد ودعوا المونديال من الدور الأول.

 

لكن الانتقادات لـ"أسكوبار" لم تنتهِ، وهو ما دفعه إلى كتابة مقال في إحدى الصحف الكولومبية، قال فيه: "تقبلوا مني خالص الاحترام والتقدير، وأُدرك كم كانت لحظات صعبة على الجميع، لكن دعونا نلتقي بخير فالحياة لا تنتهي هنا."

وتابع كذلك "لا تقف الحياة عند نقطةٍ ما، ويجب أن تستمر مهما كانت الصعوبة التي نواجهها الآن، علينا أن نعود ونقف من جديد.. نمتلك الآن خيارين، إمَّا أن نجعل اليأس، والخيبة تتملكان منا، وتشل حركتنا، أو نسمح لأنفسنا بالنهوض من جديد والمحاولة، وزرع الآمال."

ولم يكن كلامه هذا مؤثرًا فيهم بالدرجة الكافية، فبعد عودته إلى كولومبيا وتحديدًا في 2 يوليو 1994، خرج برفقة أصدقائه في إحدى الحانات، أُطلق عليه النار من قبل بعض الجماهير المتعصبة وأصحاب المراهنات والعصابات.

أصيب أسكوبار بـ12 طلقة نارية، وقيل إن هذا الرقم هو عدد المرات التي قال فيها المعلق "جول"، بعد هدفه بالخطأ، وفارق الحياة بعد نحو 45 دقيقة، وحضر جنازته حوالي 120 ألف شخص، جميعهم ذهب ومعه صورة له.

وبعد مقتل إسكوبار، قال المدرب الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا، لم يُقتل إسكوبار بسبب كرة القدم. إسكوبار قُتل بسبب عنف المجتمع.