رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تيسير لا تعسير

بوابة الوفد الإلكترونية

فى ثنايا آيات الصيام جاء لفت الأنظار إلى معنى مهم يمثل مَقصِدًا من مقاصد الإسلام، وهو مقصد التيسير ورفع الحرج؛ فقال تعالى: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (البقرة: 185).

فالصيام ولأنه عبادة يمتنع فيها الإنسان عن الطعام والشراب لساعات طويلة، قد يظن البعض أنه مدعاة للمشقة والتعسير.. ولهذا كان مناسبًا أن يَرِدَ التأكيد على معنى التيسير فى الآيات التى تتناول هذه العبادة الجليلة.

ومن مظاهر التيسير فى الصيام إباحة الفطر بسبب المرض أو السفر؛ فالإسلام لا يشق بعباداته على الناس، ولا يوقعهم فى الحرج؛ وإنما يجعل منفذًاً لكل صاحب عذر، ولا يكلف النفس فوق ما تطيق.

جاء فى تفسير ابن كثير: «ومعنى قوله: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) أي: إنما أرخص لكم فى الإفطار للمرض والسفر ونحوهما من الأعذار لإرادته بكم اليسر، وإنما أمركم بالقضاء لتكملوا عدة شهركم».

والتيسير الذى أشارت إليه الآية لا يقتصر على الصيام، وإنما هو شائع فى كل العبادات؛ ولهذا قال القرطبى فى تفسيره: قال مجاهد والضحاك: (اليسر) الفطر فى السفر، و(العسر) الصيام فى السفر. والوَجْهُ عُمومُ اللفظِ فى جميع أمور الدين؛ كما قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}.

إذن، التيسير مقصد يعلمنا إياه الصيام؛ لأنه مقصد أساسى من مقاصد الإسلام الذى جاء رحمة للعالمين، ولتحقيق السعادة فى الدنيا والآخرة.. لكن لا ينبغى أن يكون «التيسير» مدعاة للتفلت من الأحكام؛ وإنما هو إعانة للنفس على الطاعة من باب واسع؛ فالله تعالى «يحب أن تُؤتَى رُخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه»، كما فى الحديث الشريف.