رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. عبدالراضى : التعصب المذهبى ينافى أصل رسالة الإسلام.. وإحياء التراث ضرورة

د. عبدالراضى عبدالمحسن
د. عبدالراضى عبدالمحسن عميد كلية دار العلوم بالقاهرة:

إرساء قاعدة المحبة والتنوير المعرفى أساس مواجهة الفكر التكفيرى

الجماعات المتطرفة مسئولة عن إثارة الفتنة بين المجتمعات الإسلامية

ما كتبه الغربيون المنصفون عن الرسول يفوق كتابات المسلمين

 

الدكتور عبدالراضى محمد عبدالمحسن، عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وأستاذ الفلسفة الإسلامية ومقارنة الأديان المشارك بجامعتى القاهرة والإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، قيمة وقامة علمية كبرى، ويعد أحد المفكرين القلائل الذين أثروا المكتبة الإسلامية والعربية بالعديد من المؤلفات والأبحاث العلمية التى ترجمت إلى العديد من اللغات الأجنبية أبرزها كتاب «الرسول الأعظم فى مرآة الغرب»، وفى هذه الدراسة العلمية الجادة رصد «عبدالمحسن» أقوال نخبة من مثقفى الغرب ومشاهيره حول رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفاته ومنجزاته التى تشهد له بالتميز والعظمة المستمدة فى عقيدتنا وإيماننا وقناعتنا من الله تبارك وتعالى الذى اصطفاه وأوحى إليه وكتب لدينه الانتشار والظهور على الدين  كله، أيضاً كتب المفكر الإسلامى عن الغارة على القرآن الكريم، والمعتقدات الدينية لدى الغرب، عميد دار العلوم ابن صعيد مصر أحد رموز أبناء الجنوب الذى برع فى مجال الفكر الإسلامى حتى صار أحد أبرز أعلام الأمة.. «الوفد» التقت المفكر الكبير فكان هذا الحوار:

< جسد="" الأمة="" الإسلامية="" متصدع="" وتحولت="" إلى="" شيع="" وطوائف="" وكل="" طائفة="" تدعى="" امتلاك="" الحقيقة="" وتتهم="" الأخرى..="" نود="" توضيح="" أسباب="">

- هذا لأنهم خالفوا الأمر الإلهى بالمحبة العامة، تلك المحبة الكامنة فى قوله تعالى عن النبى ملخصاً رسالته «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» هذه الرحمة ليست فقط هى التجاوز عن أخطاء الآخرين ولكنها تتضمن فى أحد معانيها محبة أولئك الآخرين، تلك المحبة التى جعلها النبى صلى الله عليه وسلم شرطاً للإيمان، «لن تؤمنوا حتى تحابوا» فعلق الإيمان على المحبة، «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» فماذا فعلنا؟ تركنا هذا الأصل العام ولم نفعله ثم أخذنا المناقض له ووقعنا فى المنهى عنه الذى حذرنا منه ربنا تبارك وتعالى تحذيراً واضحاً فى قوله تعالى: «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم فى شىء» أى يا أيها الرسول أنت لست من الذين يفرقون الدين ويجعلونه مذاهب وشيعاً، هذا إخوان وهذا سراى بيت المقدس، وهذا النصرة وهذا داعش، والقاعدة.. إلخ، هذه الأسماء التى ما أنزل الله بها من سلطان والتى يرفضها الإسلام جملة وتفصيلاً لأن الله قد ارتضى لنا اسماً واحداً «هو سماكم المسلمين» فأى تسمية أخرى نحملها وندعو بها ونحشد تحت رايتها هى تسمية باطلة وحشد باطل ويدخل ضمن النهى المحظور والممنوع فى قوله تعالى: «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم فى شىء»، فالتسمية الوحيدة هى «المسلمين» والطريق الوحيد عينه لنا ربنا «وأن هذا صراطى مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله».. إذًا القضية منتهية ومحسومة.

< التعصب="" المذهبى="" يتنافى="" مع="" وسطية="" الإسلام..="" كيف="" ترى="" هذه="">

- لأن الإسلام بنى على التسامح والمحبة، ومنذ بواكير الدعوة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «دعوها فإنها منتنة» أى العصبية شىء منتن، التعصب شىء منتن، سواء كان التعصب لجنس أو لون أو لجماعة أو لحزب أو لتيار أو لفرقة، فهذا منتن منهى عنه، لأنه يعاكس أصل رسالة الإسلام التى حرم فيها عن النار كل هين لين سهل قريب فإذا أنت موجود أمام نهى وتحذير عام، وهذا التعصب لأنه أولى خطوات الانفظاط عن الدين والافتراق عن الدين ونشر العداوة والبغضاء بين المسلمين بعضهم البعض، لأن هذا التعصب يختلف أولاً مع الأمر بالمحبة «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» كما أن التعصب يؤدى إلى الانشقاقات والحروب والصراعات والابتداع فى الدين، لأنه من باب التعصب تبدأ كل فرقة تبحث لها عن دليل يؤيد فكرته، فإن لم تجد فى كتاب الله عمدت إلى تحريف أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لكى تثبت بها صحة قضاياها وما تدعيه وما تقول به وما تميل إليه كما أن هذا التعصب الذى يوجد ديناً بديلاً للإسلام، فما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم دين واحد «وأن هذا صراطى مستقيماً» «عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى» فأيام النبى لم يكن يوجد لا إخوان ولا نصرة ولا قاعدة ولا داعش، وبالتالى الابتداع فى الدين واستحداث هذا الدين من باب التعصب لفكرة أو رأى أو شخص، كما أن هذا التعصب هو الذى جعلنا نتأله على الله، لأن الذى تعصب لفكرة ما يأمر الناس باتباعها يريد أن يكملها فيظن أنه يضيف ويستحدث ويكمل الدين مخالفاً التوجيه الإلهى فى قوله تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام ديناً».

< إحياء="" التراث="" والثقافة="" الإسلامية="" قضية="" مهمة="" فكيف="" يمكن="" ذلك="" وما="" السبيل="" نحو="" أمة="" إسلامية="">

- لابد من إحياء التراث على أسس سليمة، فأول خطوة من خطوات التجديد، أول التجديد - كما قال أمين الخولى - أن تقتل القديم بحثاً وفهماً، فهذا التراث لما كان هناك من يعمل به فى العصور أو القرون المتقدمة، الأول أعملوا المنهج الصحيح فدانت لهم الدنيا، وبالتالى كانت الحضارة الإسلامية هى المسيطرة بسبب إعمال المنهج الصحيح خاصة المنهج التجريبى، فبالمنهج التجريبى الذى هو منهج العلوم والمعارف واكتشاف الحقيقة من خلال التجربة القابلة لإثبات البرهان وإثبات الافتراض العلمى ولهذا كانت الناس تتداوى بالعفاريت وكان ابن سينا يقوم بالعمليات الجراحية، وكانت الناس عاجزة عن التقدم فى مجال الحساب والجبر، وكان «الخوارزمى» يخترع الصفر وكانت الناس تضطرب فى تفسير عملية الرؤية وابن الهيثم يفسر الرؤية على الأساس الجديد أن الرؤية تكون من خلال سقوط الأشعة الضوئية على الجسم فينعكس من هذا الجسم إلى العين، فتمت السيادة للحضارة من خلال هذا المنهج التجريبى الذى ما إن تخلينا عنه لصالح النصوص الحرفية والجمود والتشدد والانغلاق والتعصب الذى أبعدنا عن إدراك والتماس الحقيقة فى العلم وفى العقل، لأن الله تعالى قد منحنا ثلاث وسائل المعرفة الحقيقية وثلاث وسائل لإعمار الأرض والاستخلاف فى الأرض العلم القائم على الحواس التجريبية، العقل الصحيح، الوحى، ولا يمكن أن تختلف هذه العطايا الثلاث مع بعضها البعض، لأنها مصدرها واحد هو الله عز وجل، فكيف يختلف ما يأتى من عند الله وبالتالى أى نص يتصادم مع العلم والعقل اعلم أنه غير صحيح إن كان من الأحاديث أو أن فهمك لهذا النص غير صحيح، وبالتالى أن تعدل فهمك لهذا النص فى ضوء العقل والعلم لابد أن يتفق الثلاث، ومن المستحيل أن يتصادم نص صحيح مع عقل صريح مع قاعدة علمية راسخة ومعتبرة.

< انتشرت="" مؤخراً="" الإساءات="" الغربية="" ضد="" الإسلام="" والمسلمين..="" فكيف="" تقيم="" هذا="" السلوك="" وكيف="" ترى="" رد="" الفعل="">

- فى الحقيقة رد الفعل الإسلامى يكون عصبياً متسرعاً متجاوزاً فى كثير من الأحيان، ولابد أن نضع فى اعتبارنا أن أى تجاوز من بعض كتاب الصحف أو وسائل الإعلام فى الغرب يكون مستنداً إلى أعمال وأفعال قمنا نحن بها، فنحن الذين نقدم مادة الإساءة ونحن الذين نقدم للآخرين الريشة والألوان والخطوط التى يكملون أو يرسمون بها الصورة فبالتالى من الذي قدم صورة الدموية للعالم الإسلامى أليست هى الجماعات الإرهابية والتيارات المتطرفة التى تطرح الإسلام وكأنه لا يعرف إلا العنف والقتل والإساءة، وهل ننسى أن العدوان على المرأة الذى تم تصديره للغرب وأن الإسلام والمسلمين أناس متوحشون يعاملون المرأة معاملة وحشية كان ذلك أمام عدسات التليفزيون عندما قام أحد أتباع الإخوان بصفع صحفية أمام المقطم صفعة وحشية، فصدر هذا على أن هذه طريقة معاملة الرجل للمرأة فى العالم الإسلامى، ولكى نصحح هذه الفكرة لابد أن نتعاون معاً بأن نقوم سلوكنا وأن ننكر على هذه الجماعات والتيارات ما هى عليه وأن نبين للعالم لم ولن تكون أبداً هى الصورة الصحيحة للإسلام أو أن نقوم من خلال مكاتبات ومخاطبات تعرف طبيعة العقل الغربى، وفى هذا الإطار قمنا بجهود فردية وإن كانت فردية لكن حاولنا أن نقدم خطاباً يفهمه العقل الغربى فأردنا تصحيح الصورة الذهنية للغرب عن العالم الإسلامى وعن المعتقدات الإسلامية، وعن نبى الإسلام فى عدد من الكتب كان آخرها «الرسول الأعظم فى مرآة الغرب» وهو مطبوع باللغتين العربية والإنجليزية وفى طريقه للصدور باللغة الألمانية.

< وماذا="" عن="">

- هذا يبين صورة النبى صلى الله عليه وسلم، هذه الصورة التى نريد أن نقدمها للغرب وأن هذه الصورة كتبت ورسمت بريشة وخطوط وأيد غربية خالصة، والغريب أنه ما كتبه الغربيون المنصفون عنه صلى الله عليه وسلم يفوق ما كتبه علماؤنا المسلمون لدرجة أنه عندما ترى أحد هؤلاء الكتاب وكأنك تقرأ فى مدونة من المدونات التى تصف شمائل النبى صلى الله

عليه وسلم فهم الذين وصفوه بأنه نبى صادق وأنه رسول من أعظم الرسل، بل أعظم مخلوق على وجه الأرض فإذا كان كما يقول مايكل هارت العظماء مائة فأعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم.

< إذًا="" أنت="" ترى="" أن="" الجماعات="" المتطرفة="" والتكفيرية="" هى="" المسئولة="" عن="" إذكاء="" الكراهية="" بين="" الغرب="" المسيحى="" والشرق="">

- الجماعة المتطرفة ليست المسئولة عن الكراهية بين الغرب المسيحي والشرق الإسلامي فقط لكنها مسئولة عن الكراهية بين المجتمعات الإسلامية نفسها، ومسئولة عن إثارة الفتنة الطائفية قبل نشأة التيارات المتطرفة فى القرن الماضى فى النصف الأول من القرن العشرين لم تكن مصر تعرف حوادث الفتنة الطائفية والإنجليز أنفسهم عندما جاءوا إلى مصر لم يستطيعوا أن يفرقوا بين المسلم والمسيحى فى الشارع، ولم ينجح الإنجليز فى إثارة الفرقة بين المجتمع المصرى ولهذا عندما قامت الثورة كان القساوسة يحشدون للثورة من المساجد والشيوخ من الكنائس، وهكذا تعانق الهلال مع الصليب لأجل الثورة على الإنجليز، لم تحدث الفتنة إلا بعد نشأة التيارات المتطرفة، وبدأ الحشد ضد الدين المسيحى، فهذه الجماعات هى التى تذكى نيران الفتنة الطائفية لكي تعيش على أساس أنها حامية للإسلام.

< كيف="" يمكن="" غرس="" منظومة="" القيم="" الدينية="" والوطنية="" وترسيخ="" العادات="" الأصيلة="" عند="">

- هذا أمر مركب ومعقد ويحتاج إلى جهد وعمل كبير، وهنا تقوم كلية دار العلوم بتأسيس وإنشاء برامج تدريب وتعليم وتثقيف وبناء الإنسان فى إطار استراتيجية الدولة، وتخصيص هذه الأعوام لبناء الإنسان، وهذه الاستراتيجية التى أعلنها الرئيس السيسى، والكلية لديها أكثر من برنامج فى مجال بناء الإنسان، البرنامج الأول هو إعداد مائة قائد، لكن نظراً لإقبال الطلاب عليه تحول المائة إلى 400 قائد، وتم تقسيمهم لمستويات ويتم إعداد الطالب فكرياً وثقافياً وعلمياً واجتماعياً إعداده لسوق العمل، وبرنامج إعداد 100 إعلامى وتقديم كفاءات متمكنة فى اللغة العربية للحفاظ عليها وبرنامج «منتدى التفكير النقدى» لإعداد وتدريب الطلاب على الفكرة النقدية وتزكيتها عند الطلاب لكى ينشأ الطالب ذا عقلية نقدية لا تقبل أى كلام يطرح ولكن يمحص هذا الكلام ومبادرة تعليم 1000 أفريقى اللغة العربية تزامناً مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى.

< ما="" رأيكم="" فى="" انتشار="" ظاهرة="" الإلحاد="" بين="" بعض="" الشباب="" وهل="" سببها="" تصرفات="" بعض="" التيارات="">

- لاشك أن أحداث الحريق العربى فلم يكن ربيعاً التي أخرجت وكشفت الصورة الحقيقية لتصرفات ومعتقدات، فهو «حريق» لأنه لا يمكن أن يتم لإعداد ثورة يكون فيها خير للمجتمع وأن يكون الإعداد خارج أراضى الدولة التى تقوم فيها الثورة، فهذا الحريق العربى يتم الإعداد له فى صربيا وأوكرانيا من خلال مجموعات يتم تدريبها بواسطة أجهزة استخبارات خارجية علموهم كيفية تفتيت القيم التى يتماسك بها المجتمع ويجتمع عليها وكيفية تأليب الشباب واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى في الحشد والتخريب، ومن ضمن الأشياء التى يتم تمريرها ظاهرة الإلحاد ويتم تصويرها على أنها ظاهرة تجتاح المجتمع، وليس هناك أية إحصاءات تكشف عدد الملحدين فى العالم، وأكثر الصفحات التى تنشر صفحات وهمية ممولة لكى تبرز تنامى هذه الظاهرة ولكن بالفعل الصورة السيئة التى قدمتها جماعات العنف السياسى عن الإسلام والأفكار والمعتقدات التى تدين بها كانت السبب فى خروج الناس ونفورهم من الدين لأنها لم تر سماحة في الدين فكيف تتداعى وندعو إلى دين ينشر العنف وينبذ المحبة، ونحن جميعاً كبشر نميل إلى المحبة ونبذ العنف والكراهية.

< كيف="" يمكن="" مواجهة="" الفكر="" التكفيرى="" الذى="" يطفو="" على="" السطح="">

- لابد من إرساء قاعدة المحبة فى التعامل بين الناس وعملية التنوير المعرفى والفكرى والدينى التى تكشف زيف الأفكار التى يطرحها هؤلاء وأن قضية التكفير «تكفير المجتمعات» التى ينطلقون منا والتى بنيت على كتاب سيد قطب «جاهلية القرن العشرين» الذى قسم المجتمع إلى فئتين جماعة الإخوان بوصفهم أهل النور والحق وبقية المجتمع على أنه يعيش فى جاهلية وبالتالى حتى ولو كانوا يؤذنون للخمس صلوات ويصلون الخمس صلوات، فهم يعيشون فى جاهلية والجاهلية هى فترة زمنية مرتبطة بالكفر وليس بالإيمان، لأنها تسبق نزول الإسلام، وهذا ما انطلقت منه الجماعات الإرهابية فإنها اعتبرت من ليس منهم أنه يعيش في جاهلية وفي كفر، وبالتالى استحلت منه الأموال والدماء والأعراض وهذا غير صحيح، ولابد أن يعرف الناس أن من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما طالما أن الإنسان يشهد الشهادتين فهو في مأمن بل بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الجنة والحديث واضح لما اعترض أبو ذر عندما أخبر النبى أن من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله دخل الجنة، قال له أبو ذر وإن زنى وإن سرق، قال وإن زنى وإن سرق رغم أنف أبى ذر، وبالتالى هذا واضح، ومسألة رشق الآخر واتهامه بالكفر بدون استحقاق له من باب ادعاء التدين وحماية الدين لا يأتى إلا بعكس هذه النتيجة.

< أخيراً..="" روشتة="" تقدمها="" للصائمين="" فى="" شهر="">

- أيها الصائم هذا الشهر ليس شهر الامتناع عن الطعام والشراب، فالامتناع عن الطعام والشراب ما لم يكن مشمولاً بشمائل الأخلاق التى أولها قول الحق والصدق والابتعاد عن كل ما هو زائف وكاذب تصديقاً لحديث النبى صلى الله عليه وسلم «إن الله ليس بحاجة إلى الامتناع عن طعامكم وشرابكم» فهذا لا ينفع الله تبارك وتعالى فى شىء، فهذا الحديث يطلق البناء الأخلاقى وأن العبرة فى هذا اليوم بالمنتج الأخلاقى الذى يتمثل فى النقاء والصفاء الداخلى واستشعار المحبة والمودة مع الآخر الضعيف لكى نترفق به ونحسن إليه ولكى تصفو نفوسنا ونتحلى بالأخلاق والشمائل ونرتقى على الرذائل فيما يسميه أهل الطريق من أهل السلوك والتصوف «التخلية والتحلية»، تخلية النفس من الرذائل والشهوات، وتحلية النفس بفضائل الأعمال والأخلاق، هذا هو العبرة الحقيقية والمقصد الحقيقى من الصوم.