رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأزمة الاقتصادية تشعل الغضب فى أوروبا.. القصة الكاملة

أوروبا
أوروبا

 لم تكن الحرب الروسية الأوكرانية التي اتخذت شكلها العسكري الحالي في فبراير الماضي، بعد أزمات سياسية عدة بين البلدين سوى الكابوس الذى أرق أحلام العالم وألقى بظلال الأزمات خصوصًا الأزمة الاقتصادية الطاحنة على العالم بشكل عام وعلى أوروبا بشكل خاص.

 

 القارة العجوز في مواجهة عواصف التضخم:

 

 فبعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية أعلنت أمريكا والاتحاد الأوروبى عن حزمة عقوبات اقتصادية تم التأكيد مرارًا أن من شأنها أن تكبح جماح الغزو الروسي لأوكرانيا وإعادة موسكو إلى طاولة التسوية السلمية مع أوكرانيا غير أن ما حدث أدى إلى تدهور كبير ليس فى موسكو ولكن فى أوروبا، إذ تعالت الصرخات الاحتجاجية من مواطنى الاتحاد الأوروبى مطالبة الحكومات بكبح جماح الأزمة الاقتصادية والالتفات إلى الداخل الذى يعانى من أزمات طاحنة فى ظل ارتفاع الأسعار والنقص الحاد فى إمدادات الطاقة بعد أن أعرضت أوروبا عن استخدام الغاز الروسى ووضع سقفًا لأسعار الطاقة رفضت روسيا التعامل بها فى ظل شتاء قارس يعد الأقسى على القارة العجوز، وأدت الاحتجاجات فى وقت سابق إلى استقالة وزيرة الدفاع الألمانية، كريستينا لامبريخت، على خلفية كلمة وجهتها بمناسبة رأس السنة الجديدة تحدثت فيها عن الحرب الدائرة فى أوروبا.

 

 كما طالب المستشار الألمانى فى خطابه بمناسبة العام الجديد الشعب الألمانى بالتحلى بالجلد والصلابة، وهو ما سبقه إليه الرئيس الألمانى، مما أثار حفيظة الكثير من الألمان الذين يروون كمعظم شعوب أوروبا أنهم ليسوا مضطرين لتحمل أوضاع معيشية سيئة من أجل حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وكان موقع يورو نيوز فى نسخته العربية قد أشار إلى أن مؤسسة "بريختسجادنر" وهى جمعية تعاونية كبيرة لمنتجات الألبان، قد قامت بتخزين 200 ألف لتر من الوقود لتضمن لنفسها الاستمرار في إنتاج الطاقة اللازمة لبسترة الحليب والحفاظ عليه باردًا في حالة انقطاع التيار الكهربائي أو إمدادات الغاز الطبيعي، وهى  الخطوة التى من شأنها ضمان الحماية لمصالح 1800 مزارع يملكون 50 ألف بقرة تسهم فى تأمين مليون لتر من الحليب يوميًا.

 

 اقرأ أيضًا: زيلينسكي يشن هجومًا حادًا على روسيا.. تريد الانتقام من أوروبا


 وأشارت إلى أن برنارد بويننر المسؤول في  مؤسسة "بريختسجادنر" قد أوضح فى تصريحات أنه "إذا توقفت آلات تصنيع الألبان عن العمل، فسيتعين على المزارعين التخلص من الحليب الذي تنتجه أبقارهم"، مع الأخذ فى الاعتبار أن مصانع الألبان تحتاج للحفاظ على 20 ألف لتر من الحليب باردًا لساعة واحدة فقط، كمية من الكهرباء تكفي لمنزل سكني مدة عام كامل فيما تحتوى مصانع الألبان أيضًا على عبوات مخزنة لتأمين الإمدادات التي تحتاجها الأسواق، مضيفًا: "لدينا الكثير من المواد المنتجة في المخازن،

لكن هذا لن يستمر سوى لبضعة أسابيع".

 

 

 بريطانيا بين سندان بريكست ومطرقة أوكرانيا:

 

 وعلى الجانب الآخر، نجد أن الأمر فى بريطانيا ليس أفضل منه فى ألمانيا بل على العكس فإنه إلى جانب إندلاع الاحتجاجات على سوء الأوضاع المعيشية وقصور حكومة جونسون السابقة فى التعامل مع أزمة كورونا أو الأزمة الروسية الأوكرانية وإنهاء ملف بريكست بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى أشار بحث أعده مركز الإصلاح الأوروبى أن الانكماش الاقتصادى بلغ ٥,٥ مما كان يمكن أن يصبح عليه إذا استمرت المملكة المتحدة كعضو فى الاتحاد الأوروبى، مشيرًا إلى أن الإضرابات المتتالية فى مختلف القطاعات من شأنها أن تضعف اقتصاد هو منهك بالأساس جراء الأزمة الاقتصادية الطاحنة والتضخم وارتفاع أسعار الطاقة، مما اضطر معه بنك إنجلترا إلى رفع الفائدة إلى ٤٪؜ للمرة العاشرة وأضاف البحث إلى أن ما ترتب على بريكست من شأنه أن يقوض محاولات رئيس الوزراء الحالى ريشى سوناك فى النجاة ببلاده من شبح الركود الاقتصادى الذى يحدق بها عبر تخفيض رواتب العاملين بالقطاع الصحى فى حال شاركوا فى أى إضرابات، بينما أشار عمدة لندن صادق خان فى كلمة ألقاها منتصف الشهر الجارى إلى أن على بريطانيا الاعتراف بأن قرار بريكست كان خاطئًا معتبرًا هذا القرار أضر ببلاده ولطخ سمعتها فيما شهدت المملكة احتجاجات على ارتفاع الأسعار فى مقابل تدنى الأجور وهو الأمر الذى تطلب تدخل الجيش لاستعادة الانضباط والنظام غير أن المملكة رغم الأزمات كافة وارتفاع الأصوات المعترضة على دعم أوكرانيا ما زالت تؤكد فى دعمها التام لأوكرانيا دون أى تغيير فى مشهد يدفع المواطن الأوروبى والبريطانى للجنون متسائلًا: "ما الذى يدفعنا لحمل أوزار أوكرانيا فقط أريد التدفئة والعودة لما قبل الأزمة فهل يتحقق الحلم؟".