رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معنى العفة فى الإسلام

بوابة الوفد الإلكترونية

العفة هى من صفات المتقين و  العفة: أمّا لغةً: فقد ورد عن ابن منظور أنها "الكفّ عمّا لا يحلّ ويَجمُلُ، عفّ عن المحارم والأطماع الدنية يعِفُّ عِفّة وعفا وعفافاً فهو عفيف، وعفّ أي كفّ".

 

أمّا اصطلاحاً: فقد عرّفها النراقي "انقياد القوّة الشهوية للعاقلة فيما تأمرها به وتنهاها عنه حتى تكتسب الحرية وتتخلّص عن أسر عبودية الهوى".

 

وقد عرّفها أيضاً في مكان آخر بأنها: "عبارة عن ملكة انقياد القوّة الشهويّة للعقل حتى يكون تصرفها مقصوراً على أمره ونهيه، فيقدم على ما فيه المصلحة وينزجر عمّا يتضمّن المفسدة بتجويزه، ولا يخالفه في أوامره ونواهيه".

 

وهي من الصفات الممدوحة لدى الناس، فقد عُرِّفت بأنها الكفّ عمّا لا يحلّ القيام به من الأفعال القبيحة والشنيعة.

 

وهي: "حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة، والمتعفّف هو المتعاطي لذلك، بضربٍ من الممارسة والقهر، وأصله الاقتصار على تناول الشيء القليل الجاري مجرى العفافة والعفّة أي: البقيّة من الشيء".

 

وأغلب الأخبار والروايات تُشير إلى عفّة البطن والفرج، وكفّهما عن مشتهياتهما المحرّمة، ويدلّ على أنّهما من أفضل العبادات لكونهما أشقّهما على النفس، وملازمة النفس لهذه المشتهيات منذ الصغر حتى صارت جزءاً منه ولهذا يشقّ عليه مجاهدة نفسه، وقد ورد عن الإمام أبي جعفر (ع): "إنّ أفضل العبادة عفّة البطن والفرج"[14].

 

 منشأ العفّة والحياء: إنّ للعفّة والحياء منشأين: الأوّل: منشأ فطريّ: وقد حفلت الروايات بذلك، وأشارت إلى أنّهما من الأمور الفطرية، ومن لوازم الفطرة لدى الإنسان، وهما من جنود العقل أيضاً... فالعفّة والحياء والخجل من لوازم الفطرة البشرية، كما أنّ التهتُّك والفحش وعدم الحياء على خلاف ذلك.

 

وهي تظهر على الإنسان وحركاته بشكل جليٍّ وواضح، إذ بمجرّد تعرُّضه لحادث أو أمر حرج فإنّه العفّة والحياء يظهران عليه تلقائياً من دون حاجة إلى التعلُّم والاكتساب. الثاني: منشأ بيولوجي: وقد أشارت الدراسات إلى أنّ للحياء منشأً بيولوجياً يحصل إثر "نشاط الغدد التناسلية على الصفات الجنسية للذكر والأنثى، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين أساسية وثانوية. وتتمثّل الصفات الأساسية في شكل ووظيفة الأعضاء التناسلية، وفي قدرة الشخص على التناسل، أمّا الصفات الثانوية فتتمثّل في تمييز الرجل بضخامة تكوينه وقوّة عضلاته والجرأة

والغلظة، وفي تمييز المرأة بنمو صدرها وتركُّز الدهن في أماكن خاصّة من جسمها وبالاستحياء والرقّة"[16]. فالحديث عن وجود وبروز الاستحياء لدى الفتاة أثناء نشاط الغدد التناسلية وتغيير جسدها، إشارة إلى عامل الإثارة والإغراء الذي يصدر عن الفتاة أمام الرجال، ولذا كان الاستحياء حاجزاً ومانعاً وحصناً لها من الوقوع في الفساد وحفظ نفسها من ذلك.   -        العلاقة بين العفّة والحياء: رغم أنّ العفة تُشكِّل إحدى الفضائل الأخلاقية وتُعد واحدة من أمّهات الفضائل الأربع (العفّة، الشجاعة، الحكمة، والعدالة).

 

ويُمثِّل الحياء فرعاً من فروع العفّة، فإنّ العلاقة بينهما وثيقة جدّاً تكاد تخفى على بعضهم لدرجة أنّه يظن أنّهما بمعنى واحد، لكن يظهر للمتمعِّن أنّ الحياء، وإن كان فرعاً من فروع العفّة، إلا أنّ له دوراً كبيراً في ثبات العفّة وشدّتها لدى الإنسان، إذ كلّما اشتدّ حياء المرء كلّما زادت عفّته، فعن الإمام علي (ع): "على قدر الحياء تكون العفّة".

 

وذلك لأنّ الحياء هو ترك القبيح، كما جاء في الروايات، ويصدّ عن الفعل القبيح.

 

وكلّما اشتدّ وإزداد حياء المرء، كلّما ابتعد عن القبيح والمعاصي، فهو كفّ وإبتعاد عنها، وهذا هو معنى العفّة. ولا يعني ذلك غياباً لإستعمال إرادة الإنسان، بل للإرادة دور مهمٌّ من أجل الوصول إلى حالة تمتنع بها النفس وتتحصّن من غلبة غريزة الشهوة والوقوع في الملذّات والشهوات غير المشروعة، فقد جاء في الحديث عن الإمام علي (ع): "سبب العفّة الحياء".