رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على أهداف ومقاصد سورة النساء

بوابة الوفد الإلكترونية

تتنوع مقاصد سورة النساء نظرًا لكثرة عدد آياتها فهي من طوال السور ولغزارة الأحكام الشريعة الموجودة فيها، لكن وعلى وجه العموم فإن مقاصد سورة النساء ارتكزت بشكلٍ أساسيّ على توحيد الله وإفراده -جلّ وعلا- بالعبودية ولأنّه خالق هذا الكون ومدبّره كانت سورة النساء من السور التي تجيب المسلمين عن معظم الأسئلة التشريعية لبناء مجتمعٍ سليم، بعيدًا عن المحرمات مع فتح باب التوبة للمسلمين الذين كانوا يجهلون تلك الأحكام وقاموا ببعض أخطاء الجاهلية.

 

ويتبين عند دراسة مقاصد سورة النساء أنّها كانت من السور التي تتطرق للحديث عن المنافقين وصفاتهم كي يحذرهم المسلمون ولا يلقوا لحديثهم بالًا، فقد كان المنافقون يسعون بشكلٍ دائم إلى زعزعة استقرار الدولة الإسلامية وزرع الشك في قلوب حديثي الإسلام، كقوله -تعالى-: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا * وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا}.

 

وقوله -جلّ وعلا-: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}، ففي هذه الآيات تحذيرٌ من سماع كلام هؤلاء المنافقين والحثّ على اجتنابهم.

 

وكان من مقاصد سورة النساء أيضًا أمر إيتاء كلّ ذي حقّ حقه من الأرحام واليتامى من الرجال والنساء، وبيانٌ لتوزيع الميراث والأموال توزيعًا صحيحًا وعدم أكل الأموال بالباطل، مع الإشارة إلى أنّ هذه الأحكام التي يسنّها الله -جلّ وعلا- ليست بغرض التضييق على المسلمين وإدخال المشقة، فقد قال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}.

 

وهذه الآية مثالٌ صريح على أمر الله بأداء الأمانات وأنّه شاهدٌ على الناس وأنّه لا يُظلم عنده أحد.

 

وتتضمن السورة الحديث عن الجهاد والحثّ على بذل الأموال والأنفس والأرواح في سبيل إعلاء كلمة الله والدفاع عن الدين الإسلامي، قال -جلّ وعلا-: { الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}.

 

فلهذا اعتبر أهل التفسير أنّ تبليغ أمر الجهاد إلى المسلمين وإبراز أهميته وأحكامه هو من مقاصد سورة النساء أيضًا.

 

وقد كان من مقاصد سورة النساء تصحيح عقيدة أهل الكتاب اليهود والنصارى وتأكيدٌ على وحدوية الله -تبارك وتعالى- وأنّ الدين الحق هو الإسلام، وتأكيدٌ بأمر نبوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنّ الدين الذي أتى به محمدٌ هو ما أتى به موسى وعيسى وسائر أنبياء الله، وأنّ اتباع دين الإسلام هو السبيل الوحيد الذي يقود إلى الصراط المستقيم الذي ينتهي بالمسلمين إلى خيري الدنيا والآخرة، فقد قال -تعالى-: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}.

 

وبهذا تشتمل مقاصد سورة النساء على التوحيد والأحكام التشريعية والأوامر الإلهية مع الاهتمام بشكلٍ خاص بالنساء واليتامى وأصحاب الأمانات والحقوق. فضل سورة النساء جاء في فضل سورة النساء ما روي عن الصحابيّ الجليل عبد الله بن مسعود أنّه قال: "إنَّ في النساء لخمسُ آياتٍ ما يَسُرُّنِي بها الدنيا وما فيها وقدْ علمتُ أنَّ العلماء إذا مرُّوا بها يعرِفُونَها: "إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا" وقولُه "إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا" و "إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ" وقوله "وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا" وقوله "وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا.