عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الزكاة من فرائض الإسلام

د. محمد أمين التندى
د. محمد أمين التندى أستاذ الشريعة بالمنيا

الزكاة فرض من فرائض الاسلام وهى تعنى النماء والتطهير والزيادة  والتطهر  وهى فى الشرع أداء حق واجب فى المال بشروطه المخصوصة والدليل على فرضية الزكاة من الكتاب والسنة والإجماع قوله تعالى: «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها» وقوله تعالى: «الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة  ومما  رزقناهم ينفقون» البقرة «3»  وقوله تعالى: «وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة» أما عن السنة حديث رسوله صلى الله عليه وسلم «بُنى الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً» وقد حذرت السنة ممتنعي الزكاة بعذاب شديد فى الدنيا والآخرة قول صلى الله عليه وسلم «ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين» أى المجاعة والقحط، وحديث آخر «إلا منعوا القطر من السماء» أما روافد الزكاة فهى متعددة، زكاة المال ـ الزراعة والثمار ـ عروض التجارة «النقدية الذهب والفضة ـ الثروة المعدنية وما يخرج من باطن الأرض  وقد يضاف إليها العسل حتى زكاة الألبان....».

فهى مصادر متعددة حتى تكون روافد ومصادر للاقتصاد  الاسلامى وتحقيق الرفاهية والتحضر وعلاج المشكلات الاجتماعية ومحاربة الفقر لكل المجتمعات المختلفة.

أما مصارف الزكاة فقد حددتها الآية الكريمة  «إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة».. من هنا يأتى السؤال: هل أموال الزكاة كفيلة بحل مشكلة الفقر؟

أقول بإيجاز شديد نعم بل وتجفيف منابع الفقر والعوز والضعف الاقتصادى والاجتماعى والخلقى وسبيل للتنمية والاستقلال عن مد يد العون أو المعاونة من الآخرين الذين ربما يكونون أعداء للإسلام يوقعون الحرج والضرر بالإسلام دون النفع  «ضرره أكبر من نفعه».

كيف بنظرة سريعة أول مصارف الزكاة الفقراء والمساكين والعاملين عليها وهى أمور بديهية معلومة يضاف إليها المؤلفة قلوبهم  والغارمين فى سبيل الله» أقول «فى سبيل الله» مصدر هام ورافد لتحقيق التنمية والقضاء والمشاكل الكثيرة المعاصرة ـ يقول بعض الفقهاء «فى سبيل الله» «المقصود الحرب والدفاع عن الإسلام وتحقيق القوة العسكرية».

نعم هذا أمر معقول ولكنى أرى مجتهدا كما هو رأى بعض الفقهاء ان الأمور أوسع من ذلك «فى سبيل الله» فى

كل مجال يخدم المجتمع الاسلامى  وبما ان الحكومات هى التى تقوم بهذا العمل من خلال التنظيم للدولة وعليها العبء فإن الزكاة تصرف فى مجالات أخرى مهمة للمجتمع منها التنمية الاقتصادية بأنواعها فالمشروعات الانتاجية  وحل  مشكلة البطالة بالعمل بل  وبناء المساجد والمستشفيات ودور التعليم والثقافة، وعلاج المرضى والمعاقين بل وسداد الديون والقروض العامة بخلاف «الغارمين» الذين لهم نصيب من الزكاة بل دعوة لغير المسلمين للدخول فى دين الله أفواجا والمؤلفة قلوبهم بل والقضاء على الفقر والعوز ومد اليد للآخرين بل القضاء على البطالة فى عمل «المشروعات الصغيرة والإشراف عليها» لبعض الأفراد فمن يصلح معهم هذا الأمر بدلاً من يد المساعدة وحفظ كرامتهم بل وأيضاً نشر الثقافة العلمية واليدوية لتحقيق الوفاء بحاجيات المجتمع والاكتفاء الذاتى بما  يحقق استقلاله فى الفكر والحفاظ على مقدسات الأوطان من التدخل الخارجى ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وتحقيق العزة والكرامة للأمة الاسلامية وعلو شأنها وأقترح أن يكون جمع الزكاة بطريق محكم مأمون «صندوق الزكاة» شامل كما كان فى العصور السابقة وحضارة الإسلام  ومثال ذلك ما كان على عهد الحاكم العادل عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه حيث فاض بيت المال بعد توزيعه للفقراء فأمر بإعطاء الفقراء حتى يصيروا أغنياء وهم يقدمون الزكاة فلما فاض المال أمر بتزويج من لا زوج له وبناء مساكن على الفقراء والمساكين من غير المسلمين.

هى حضارة الإسلام وهذا هو ديننا لعلاج كل مشكلات المجتمعات.