عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«السبحة».. رمز للتدين وتميمة لجلب الحظ

سبحة
سبحة

تجمع الأديان على خيط واحد بين خرزاتها وتختلف بعدد حباتها

 

منها ما هو مصنوع من نوى البلح أو نوى ثمار الزيتون، ومنها ما هو محفور بالخشب المعطر كالصندل، أو الأحجار الكريمة أو شبه الكريمة، ومنها ماهو كريستال وفضة ولولى ونحاس وفيروس حبات من الخرز تتزين بها الأيادى يقتنيها الغنى والفقير المثقف والجاهل، حينما تلمس خرزها باطن الكف وتتوغل حباتها بين الأصابع يبادلها اللسان بترتيل التسابيح همساً أو جهراً، فباختلاف ألوانها وأشكالها وأحجامها لم تتغير قيمتها وظلت كما هى منذ آلاف السنين تمتلئ الأسواق بها فى شهر رمضان، وأصبحت الاختيار الأول لهدايا زائرى الحرم المكى.

 

 

السبحة هى رمز من رموز التراث الإسلامى ولكن بداية ظهورها خالفت توقعات الكل، حيث ظهرت خلال الحضارة السومرية قبل 5000 عام، ومن ثم انتقلت إلى بقية الحضارات الأخرى كالفرعونية والهندية والفارسية وغير ذلك من الحضارات اللاحقة، وهى تطور طبيعى وحتمى من فكرة القلادة، إلا أنه من الصعب التحديد الدقيق الزمنى من تحول استخدام القلادة كسبحة للأغراض الدينية.

كما عرف اليهود السبحة وأطلقوا عليها اسم «ماه بركوت» وتعنى المائة بركة، كما استخدمها رهبان النصارى أيضًا، كما عرفت عند الأديان الأرضية الأخرى كالبوذية والبرهامية.

وقد تكون السبحة إما مقصدًا للوجاهة أو كنوع من الموضة، فمنها ما هو يبدو كمظهر شعائرى أو آخر طلبًا للاستشفاء، فاختلفت مذاهب الأشخاص المقبلة على شراء السبحة فمنهم من يحملها كمظهر جمالى، وآخر كمظهر دينى، أو متبركًا معتقدًا بقدرتها على جلب الحظ.

 

 

ودخلت الفن من أوسع أبوابه فتغنت بها القصائد والطقاطيق المصرية، وخاصة تلك التى غناها الثلاثى المرح والتى تقول:

 سبحة رمضان لولى ومرجــــان بتلاتة وتلاتين حباية

تلاتة وتلاتين منهم تلاتين أيام رمضــــان نور وهداية

وتلاتة العيد ونقول ونعيــــــــد ذكــر الرحمن آية بآية

أيام رمضان رحمة وغفران ورضا الرحمن وحده كفاية

ولم يكتف الإنسان القديم باستعمال السبحة فى حياته الدنيوية فقط، بل تجاوز ذلك وعزم على استخدامها فى حياته الأخيرة أيضًا، إذ دُفنت هذه العقود مع أصحابها فى القبور انتظارًا للبركة أو الجاه فى الحياة الأخرى.

وتختلف السبحة لدى الأديان بعدد حباتها، بحسب معتقدات كل منها، فالكاثوليك يستخدمونها من خمسين حبة صغيرة، وتتدلى منها قلادة مكونة من حبتين كبيرتين وثلاث حبات صغيرة وصليب، تستعمل الأخيرة

فى صلوات مريم العذراء، التى تسمّى «السلام المريمي».

 

 

أمّا المسلمون فيتخذون من الأرقام الفردية تقليدًا أساسيًا فمرة 33 حبة بحسب عدد الذكر الذى أوصى به النبى محمد، «صلى الله عليه وسلم» وأخرى 99 عدد أسماء الله الحسنى، ولدى الصوفية مئة حبة، مزوّدة بعدادين أحدهما خاص بالمئات والثانى بالألوف.

وفى بداية هذا القرن وإلى وقتنا الراهن وبعد التطور الصناعى الكبير وازدياد الأموال لدى الدول أنتجت المسابح بشكل كبير ومن مواد متنوعة، وخصوصًا من المواد الرخيصة، ودخلت فى مجال تصنيعها مختلف الشعوب، مثل دول الشرق الأقصى وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية والصين والهند ودول أفريقيا.

كما غزت التكنولوجيا خيوط السبحات العتيقة وحبات خرزها، ليصبح داخل كل هاتف محمول سبحة إلكترونية، حيث يقوم المستخدم بتحريك أصبعه على الشاشة كما لو أنه يُسبح بالإضافة إلى أدعية وأذكار إسلامية.

وأصبحت اليوم لا تعتبر مظهرًا من المظاهر الدينية بل أصبحت عادة اجتماعية فى بعض المناطق وهدايا ينقلها الحجاج، وفى بعض الأحيان يختارها الأشخاص كهدية رمزية تحمل معانى عدة، ولم تصبح مرافقة للمسلم فقط، بل أصبح المسيحى أو أصحاب الديانات الأخرى يستخدمونها أيضًا، وأحيانًا يستخدمها بعض الأروبيين كاليونانيين وغيرهم من الأجانب.

ولأن السبحة ظهرت متأخرًا فى العصور الإسلامية فقد اختلف بعض العلماء فى مسألة حكمها الشرعى فبعضهم أفتى بأنها بدعة وأفتى بعدم جواز استخدامها لأنها لا ترتبط بشعائر الإسلام، أما الآخر فأتاح استخدامها مع التفضيل بالقول بالتسبيح باليد والعد ببراجم الأصابع طلبًا لشهادة الجوارح يوم القيامة.