الصيام عبادة لا يدخلها الرياء
سُئل الفضيل بن عياض، عن معنى قوله تعالى {أَحْسَنُ عَمَلًا} فقال: «أخلصه وأصوبه، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنّة»؛ فالعمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا، ولقد اختصَّ الله لنفسه الصوم من بين سائر الأعمال، وذلك لشرفه عنده، ومحبته له، وظهور الإِخلاص له سبحانه فيه، لأنه سرُّ بين العبد وربه لا يطلع عليه إلا الله، ويُعدُّ الصيام العبادة الوحيدة التى لا يدخلها الرياء، فجميع العبادات يطلع عليها العباد أما الصوم فسرٌ بينه وبين الله يفعله خالصًا لوجهه ويُعامله به وطالبًا لرضاه، ولا يقع فيه الرياء كما يقع فى غيره؛ فأنت حين تصوم عن كل ما أمرك الله أن تمتنع عنه من المباحات، وفى مقدورك بالوقت نفسه أن تشرب وتأكل فى الخفاء، ولكنك لا تفعل؛ لأنك تعلم يقينًا أنك تصوم لله وليس لأحد غيره، وهنا تكون قد حققت الشرط الأول لقبول عملك وهو الإخلاص، أما الشرط الثانى فهو أن تصوم على الوجه الذى أمرنا به الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وقال القرطبي: لما كانت الأعمال يدخلها الرياء، والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله فأضافه الله إلى