رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الصيام عبادة لا يدخلها الرياء

صفوت عمارة
صفوت عمارة

سُئل الفضيل بن عياض، عن معنى قوله تعالى {أَحْسَنُ عَمَلًا} فقال: «أخلصه وأصوبه، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنّة»؛ فالعمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا، ولقد اختصَّ الله لنفسه الصوم من بين سائر الأعمال، وذلك لشرفه عنده، ومحبته له، وظهور الإِخلاص له سبحانه فيه، لأنه سرُّ بين العبد وربه لا يطلع عليه إلا الله، ويُعدُّ الصيام العبادة الوحيدة التى لا يدخلها الرياء، فجميع العبادات يطلع عليها العباد أما الصوم فسرٌ بينه وبين الله يفعله خالصًا لوجهه ويُعامله به وطالبًا لرضاه، ولا يقع فيه الرياء كما يقع فى غيره؛ فأنت حين تصوم عن كل ما أمرك الله أن تمتنع عنه من المباحات، وفى مقدورك بالوقت نفسه أن تشرب وتأكل فى الخفاء، ولكنك لا تفعل؛ لأنك تعلم يقينًا أنك تصوم لله وليس لأحد غيره، وهنا تكون قد حققت الشرط الأول لقبول عملك وهو الإخلاص، أما الشرط الثانى فهو أن تصوم على الوجه الذى أمرنا به الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وقال القرطبي: لما كانت الأعمال يدخلها الرياء، والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله فأضافه الله إلى

نفسه؛ ففى الحديث القدسى عن أبى هريرة رضى الله عنه، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: قال الله عزَّ وجلَّ: «كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لى وأنا أجزى به، والصيام جُنَّة، وإذا كان يومُ صومِ أحدكم، فلا يرفُث ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله، فليقل: إنى امرؤ صائم، والذى نفسُ محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، للصائمِ فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقى ربه فرح بصومه» (رواه البخارى ومسلم) وقال ابن الجوزي: جميع العبادات تظهر بفعلها وقلّ أن يسلم ما يظهر من شوبٍ أى قد يخالطها شيء من الرياء بخلاف الصوم، الذى هو العبادة الوحيدة التى يمكن اعتبارها كالسر بين العبد وربه، إذ لا يمكن للرياء والصوم أن يلتقيا معًا.