رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سبب نزول سورة الفلق

بوابة الوفد الإلكترونية

يذكر بعض أهل السيرة والتفسير أنّ نزول سورة الفلق كان بسبب قصة سحر اليهوديّ لرسول الله -عليه الصلاة والسلام-، فمما ورد في قصة سحر- -عليه الصلاة والسلام- أنّ يهوديًّا يُقال له "لبيد بن عاصم" قد سحر النبيّ الكريم فأصبح يخيّل إليه أنّه فعل الأمر وهو لم يفعله، فنزل عليه ملكان ورقياه، فقد جاء في نصّ الحديث الشريف أنّ جبريل -عليه السلام- قد رقى النبيّ الكريم ودعا له فشفاه الله، فقد جاء عن أبي سعيدٍ الخدريّ أنّه قال: "أنَّ جبريلَ أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقال: يا محمدُ اشتكيتَ؟ فقال: نعم، قال: بسمِ اللهِ أرقِيكَ من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ، من شرِّ كلِّ نفسٍ، أو عينِ حاسدٍ، اللهُ يشفيكَ، بسمِ اللهِ أرقيكَ"

 

وعندها نزلت المعوذتان سورة الفلق وسورة الناس، والله أعلم.

 

مقاصد سورة الفلق يأتي المقصد الأول من مقاصد سورة الفلق بحسب ما ورد عن أهل التفسير أنّ الله -جلّ وعلا- أقرّ بأنّه خالق الظواهر الكونية، فقد قال -سبحانه وتعالى- في مطلع سورة الفلق: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}[١]، والفلق هو بزوغ الفجر فقد أمر الله عباده بالاستعاذة بالله خالق الفلق وربّ كلّ ما في الكون.

 

ثمّ إنّ الله تابع قوله بأنّ يستعيذ برب الفلق من كل الشرور التي خلقها فقد قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ}.

 

فمن مقاصد سورة الفلق الإقرار بأنّ الله -تعالى- هو خالق الخير والشر، فالشيطان وكلّ من كفر من الجنّ هم من خلق الله وكانوا كلّهم مسلمين له قبل تمرّدهم وعصيانه، ولأنّ الله -تعالى- يعلم شرّ ما يمكن أن يصيبوا المرء به أمر النبيّ الكريم والمسلمين بالتعوذ بالله من شرّ ما خلق.[٥] ومن مقاصد سورة الفلق أيضًا لفت انتباه

المسلمين إلى أنّ الليل إذا سكن فهو يحوي من الشر والمخاطر ما يستوجب الاستعاذة بالله منه وذلك بقوله: {وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}[٧]، فالغاسق هو الليل وإذا وقب أي إذا هدأ، فعند هدوء الليل تخرج شياطين الإنس والجن لتعيث فسادًا في المجتمع الإسلاميّ ولهذا أمر الله المسلمين بالاستعاذة من هدوء الليل.

 

ويتبين من دراسة مقاصد سورة الفلق أنّ الله -جلّ وعلا- أمر بالاستعاذة من النفاثات في العقد وذلك بقوله: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}.

 

 

فالنفاثات في العقد هنّ الساحرات اللواتي يعقدن العقد وينفثن فيها حتى ينعقد السحر، فكان من مقاصد سورة الفلق الإقرار بكفر هؤلاء الساحرات مع الأمر بالاستعاذة بالله منهن للوقاية من شرّهن.[٥] ويأتي المقصد الأخير من مقاصد سورة الفلق هو أنّ الله -سبحانه وتعالى- أمر بالاستعاذة من شر الحاسد وبغضه وذلك بقوله: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.

 

وفي هذا إشارة على أنّ الحسد النابع من نفس المرء قد يحوي شرًا كثيرًا وقد تكون من تبعاته تمني زوال الخير عن من تحسده النفس الشريرة الأمارة بالسوء -والعياذ بالله-، لهذا كان أمر الله بالاستعاذة من شر هذه النفوس وما تخفيه من الحسد.