رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماهي مقاصد سورة الرحمن

بوابة الوفد الإلكترونية

تشتمل مقاصد سورة الرحمن بشكلٍ عام على بيان رحمة الله -تبارك وتعالى- بخلقه فهو من أطلق على نفسه اسم "الرحمن"، وقد اتّبع الله -تعالى- فيها أسلوب الترغيب تارةً والترهيب تارةً أخرى، وكان من أول مقاصد سورة الرحمن إثبات نبوة محمد -عليه الصلاة والسلام- إذ أنّ المشركين سألوه من الرحمن الذي تريدنا أن نسجد له، فكان الجواب إلهيًّا بقوله تعالى: {الرَّحْمَٰنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}[٣]، وبأنّ الرحمن الذي يأمركم النبيّ بالسجود له هو الذي يسجد له الشمس والقمر والأنعام جميعًا، فقد قال -تعالى-: { الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}[٦].

 

مع التذكير بأنّ الرحمن الذي خلق القرآن هو الذي خلق الإنسان وعلّمه العلوم جميعًا، وأنّه خلق كلّ شيءٍ وأحسن خلقه بل وأبدع فيه.[٧] ومن مقاصد سورة الرحمن أيضًا أنّ الله -جلّ وعلا- أمر الناس بالعدل وإيتاء كلّ ذي حقٍّ حقه وذلك بقوله: { أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ}[٨].

 

وقد بيّن الله -تعالى-نعمه الكثيرة التي أنعم بها على خلقه جميعًا مما جعل من مقاصد سورة الرحمن التفكر بخلق الله وجعله سبيلًا للتقرب منه والحث على طاعته -جلّ وعلا-.[٧].

 

ويتبين عند دراسة قاصد سورة الرحمن أنّه -سبحانه وتعالى- ميّز المسلمين فيما بينهم وفضّل بعضهم على بعض كلٌّ حسب عمله، فمنهم من كان له جنّةٌ واحدة ومنهم من له جنّتان وذلك بقوله: { هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}[٩]، مع التطرق إلى أنّ جهنّم أعدّها الله -جلّ وعلا- للكافرين خالدين فيها.[٧].

 

ويتجلى واضحًا أنّ من مقاصد سورة الرحمن أنّ الله جلّ

وعلا ذكر أنّ كلّ ما في الأرض وقد ذكره بالتفصيل من جبالٍ وأشجارٍ وأنهارٍ وسماواتٍ وأنعام وغير ذلك هو فانٍ زائل إلّا وجهه الكريم -تبارك وتعالى-، فقد قال: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}[١٠].

 

وكان في قوله -جلّ وعلا-: {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}[١١] قد تطرّق أنّ كل من في الأرض والسماوات من الإنس والجن يسأله أمور شؤونه وأنّ الأمر كلّه بيده.[٧] ويُلاحظ تكرير قوله -تعالى-: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}[١٢] كثيرًا فقد تم تكريرها ثلاثًا وثلاثين مرة، وكان هذا من مقاصد سورة الرحمن أيضًا بأن آلاء الله ونعمه التي لا تُعد ولا تحصى كلها بيده وبأمره ومن خلقه فبأيّ خلقٍ ونعمةٍ منها تكذبان يا معشر الإنس والجان، وكان مقصد تكرارها هو التأكيد والتقرير والتسليم بأنّه هو خالق كلّ شيء، وقد ختم -جلّ وعلا- سورة الرحمن بقوله: { تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}[١٣] في مقصد التعظيم والتسبيح بعد أن ذكر الفناء والحشر ويوم العبث والعاقبة للمتقين جنات الخلد وللكافرين جهنم وبئس المصير فالملك يومئذٍ لله الخالق الواحد القهار.