البحوث الإسلامية : التكافل الاجتماعي ضرورة شرعية لمواجهة آثار كورونا
قال مجمع البحوث الإسلامية، إن حكمة الله تعالى في خلقه، شاءت أن يتفاوت الناس في المنح والعطايا والأموال والأولاد، ولم يكن ذلك تفضيلا منه سبحانه لغني على فقير أو العكس، وإنما لتحقيق مراد الله وضمان استمرارية الحياة؛ وذلك من خلال أمرين.
الأمر الأول، هو تحقيق التكامل الاجتماعي: فقد جعل الله تعالى- هذا التفاوت سببًا في نفع الناس بعضهم بعضًا، قال تعالى: "نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" [الزخرف: 32].
وعن الأمر الثاني، قال المجمع، إن اختبار الناس وتمحيصهم: فقد جعل الله هذا التفاوت اختبارا للغني والفقير، فالغني يمتحن في ماله من أين جمعه وفيما أنفقه؟، والفقير يمتحن في فقره كيف كان صبره في حاجته؟ قال تعالى: " ونبلوكم بالشر والخير فتنة" [الأنبياء: 35]
وأوضح المجمع، أن القرآن الكريم جعل إخراج الصدقات وإعانة الفقراء والضعفاء من خصال المؤمنين المتقين الذين هم في جنات وعيون، قال تعالى: "إن المتقين في جنات وعيون، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم"[ الذاريات:١٥-١٩] وقد ذكر الطبري في تفسيره عن ابن عباس - رضي الله عنه أن المراد من من قوله تعالى: "حق للسائل والمحروم": ما سوى الصدقة، يصل بها رحمه أو يقري بها ضعيفا أو يحمل بها كلا أو يعين بها محروما.
وتابع: وقد جاءت المحنة التي نحن فيها الآن وأزمة وباء كورونا تستوجب منا ضرورة التكاتف والتعاون؛ حيث إنه لا نجاة لأحد دون أحد؛
واختتم المجمع بقوله: "نناشد ونحن في هذه المحنة العصيبة، أثرياء المجتمع ورجال الأعمال، وأدعوهم إلى التسابق في توفير احتياجات الفقراء ومساعدتهم، خاصة وأن الكثير منهم من العمالة اليومية التي تأثرت كثيرا بحظر التجوال الذي اضطرت الدولة لفرضه ضمن احترازات انتشار الوباء، وحاجتهم إلى المكوث داخل بيوتهم خوفا من العدوى وانتشار المرض، كما نناشدهم بالوقوف بجانب الدولة شدا من أزرها، فمثل هذه الشدائد تحتاج الى الاتحاد والتعاون والإخلاص".