رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هل هناك فرق بين الأنبياء والرسل؟

بوابة الوفد الإلكترونية

 يسأل الكثير من الناس هل هناك فرق بين الأنبياء والرسل؟ وكم عددهم وكيف نعرف تواريخهم؟.. أجاب الشيخ عطية صقر، رحمه الله، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف فقال إن النبى إنسان أوحى إليه بشرع يعمل به ولم يؤمر بتبليغه.

والرسول إنسان أوحى إليه بشرع يعمل به وأمر بتبليغه. فكل رسول نبى، وليس كل نبى رسولًا، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبى ورسول، قال تعالى {يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا} الأحزاب: 45، وقال تعالى{ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} الأحزاب : 40، فجمعت الآيتان بين وصفه بالنبوة والرسالة.
وقد يحل كل لفظ محل الآخر، كما قال تعالى {وكم أرسلنا من نبى فى الأولين * وما يأتيهم من نبى إلا كانوا به يستهزئون} الزخرف : 6، 7.
 هذا أحسن ما قيل فى الفرق بين النبى والرسول، أما عدد الأنبياء والمرسلين فكثير. قال تعالى {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} فاطر: 24 ، وقال تعالى {ولقد أرسلنا رسلًا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك} غافر: 78.
 وقد ورد حديث رواه ابن حبان في صحيحه عن أبى ذر الغفارى أنه قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كم عدد الأنبياء؟ فقال "مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًا (124000) فقلت: وكم عدد الرسل؟ فقال "ثلثمائة وثلاثة عشر جما غفيرًا" (313)" ولكن الحديث ليس متواترًا حتى على فرض صحته، فلا يفيد إلا الظن والعقائد لا تؤخذ إلا باليقين.
 وهناك أقوال كثيرة لا داعى لذكرها ونحن لا نكلف إلا بمعرفة الرسل الذين ذكروا فى القرآن الكريم، وهم خمسة وعشرون، وأكثرهم فى الآيات من 83 - 86 من سورة الأنعام، وأولها {وتلك حجتنا... } وهم فيها ثمانية عشر، يضاف إليهم سبعة ذكروا في مواضع أخرى، نظمها بعضهم في قوله:
في تلك حجتنا منهم ثمانية من بعد عشر ويبقى سبعة وهم إدريس هود شعيب صالح وكذا ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا وجاء فى كتاب "الحاوى للفتاوى" للسيوطى ص 249 "، أخرج الطبرانى عن أبى أمامة أن رجلًا قال: يا رسول الله، أنبى كان آدم؟ قال "نعم"، قال: كم بينه وبين نوح؟ قال "عشرة قرون"، قال: كم بين

نوح وإبراهيم؟ قال "عشرة قرون"، قال: يا رسول الله كم كانت الرسل؟ قال: "ثلثمائة وخمسة عشر" ورجاله رجال الصحيح.
 وجاء في الكتاب أن بين موسى وعيسى ألفا وتسعمائة ونيفا، وبين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم نحو ستمائة.
 وترتيب الرسل هكذا: آدم، إدريس، نوح، هود، صالح، إبرا هيم، لوط، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، يوسف، أيوب، شعيب، موسى، هارون، ذو الكفل، داود، سليمان، إلياس، اليسع، يونس، زكريا، يحيى، عيسى، محمد عليهم الصلاة والسلام.
 هذا وحديث أبى ذر الذى صححه ابن حبان ذكره ابن مردويه فى تفسيره وقال: إن ابن الجوزى خالف ابن حبان فى تصحيح الحديث وذكره فى المواضيع واتهم به إبراهيم بن هشام، قال الحافظ ابن كثير: ولا شك أنه قد تكلم فيه غير واحد من أئمة الجرح والتعديل من أجل هذا الحديث "المواهب اللدنية للقسطلانى"ج 2 ص 46.
 أما تواريخ الرسل فقد ألفت فيهم كتب عدة، والقرآن الكريم اقتصر على ما يهم من هذه التواريخ، وهو صادق فيما قاله، فقصصه أحسن القصص، ما كان حديثًا يفترى، وما عدا ذلك من الأخبار فهو محل نظر، وكتب التفسير محشوة بكثير منها، ونحن لا نكلف إلا بمعرفة الصادق الذى لا يتعارض مع ما أخبر به القرآن والحديث الصحيح، والمرحوم الشيخ عبدالوهاب النجار حاول فى كتابه عن الأنبياء أن يستخلص ما هو أقرب إلى الصحة إن لم يكن مقطوعًا بها، والحذر من قراءة الكتب القديمة المحشوة بالإسرائيليات وبما لا يتناسب مع مقام الأنبياء من التكريم والتشريف.