كبسولة النجاح السحرية!

معلمون أصبحوا «نجوم سينما» على مواقع «السوشيال ميديا»

 

معلمة أحياء تتقاضى 250 جنيهًا فى الحصة و«البودى جارد» يحرسونها

 

أصبح التعليم سلعة استهلاكية تخضع لقانون العرض والطلب، فعندما اختفى التعليم من المدارس زاد الطلب على الدروس الخصوصية التى انتقلت من المنازل إلى المراكز ثم إلى «الإنترنت» عبر المنصات المختلفة، وأصبح أباطرة الدروس الخصوصية يتعاملون بطريقة تثير العجب، حيث يخصص بعضهم صفحات «السوشيال ميديا» لجذب الطلبة خاصة فى موسم المراجعات النهائية.
 

وأصبح التعليم سلعة يتم الترويج لها من خلال خصومات وعروض خاصة مثل «ادفع حصتين واحصل على الثالثة مجانًا»، ولأن الطلاب يعتقدون أن هذه المراجعات هى كبسولة النجاح السحرية نجدهم يتهافتون للحصول عليها وغالبًا لا تزيد هذه المراجعات عن محاضرتين أو ثلاث على الأكثر.
 

ولجذب الطلبة يوضح المعلمون فى إعلاناتهم أن هذه المراجعات تشمل حل جميع أسئلة المستويات العليا، والإجابة عن أكثر من 200 سؤال، وفى إعلان آخر طالب أحد المدرسين الطلاب بسرعة التسجيل على منصته للحصول على المراجعة والفوز بأعلى الدرجات، والاتصال على رقم الموبايل لتفعيل المحاضرة بعد دفع المبلغ المالى عبر المنصة.

وهناك منصة أخرى لمادة الرياضيات مخصصة للمرحلة الثانوية فقط أعلنت عن أن جميع حصص المراجعة تفاعلية «صوت وصورة»، والعرض يشمل 5 حصص فردية وحصة تجريبية.
 

وفى تصرف أثار ضجة كبيرة داخل الوسط التعليمى تداولت مواقع «السوشيال ميديا» صورًا لمدرسة أحياء فى حراسة عدد من «البودى جارد» وأكدت المعلمة فى تصريحات صحفية «أن الواقعة حدثت بالفعل فى رمسيس، حينما استأجرت المعلمة مسرحًا لعرض مسرحية تتضمن منهج الأحياء كاملًا ونتيجة للعدد الكبير من الطلبة الذى توجه لحضور المسرحية استعانت بـ«البودى جارد» لتنظيم وجودهم وحمايتهم ولطمأنة أولياء الأمور عليهم نظرًا لبعد المسرح عن منازلهم»، وأرجعت المعلمة فكرة المسرحية لصعوبة مادة الأحياء التى تؤثر على مجاميع طلاب الصف الثالث الثانوى.
 

فيما أكد بعض الطلاب أن الحصة لدى هذه المعلمة بـ250 جنيهًا، ويتراوح عدد حضور المحاضرة من 750 إلى ألف طالب، أى أنها تحقق ربع مليون جنيه فى محاضرة واحدة.

وتمكنت الأجهزة الأمنية بالجيزة من إلقاء القبض على المعلمة بعد التوصل لمكان اختفائها فى منزل والدها بالطالبية، وتدعى أسماء عماد حاصلة على بكالوريوس علوم قسم أحياء ولا تعمل فى أى مدرسة وتقوم بتقديم دروس خصوصية فى «سناتر» تعليمية غير مرخصة، ونظمت مؤخرًا عرضًا مسرحيًا تعليميًا بمسرح مجاور لقسم الأزبكية حضره 300 طالب بدون ترخيص، وتمكنت المباحث من ضبط جميع المشاركين فى تنظيم ذلك العرض ومن

بينهم زوجها المسئول عن الفرقة المسرحية و4 بودى جارد.

ادفع حصتين والثالثة مجانًا والمراجعة بـ500 بدلًا من 750 جنيهًا

 

وقامت الشرطة بالبحث عن المدرسة بسبب إعطاء دروس خصوصية بالمخالفة للقانون بينما أمرت النيابة العامة بالجيزة بإخلاء سبيلها وزوجها فى واقعة تقديم عرض مسرحى لـ٣٠٠ طالب بالجيزة بكفالة 5 آلاف جنيه لكل منهما كما أمرت بإخلاء سبيل الـ«بودجاردات» بكفالة ألف جنيه لكل منهم.
 

وتواجه مدرسة الأحياء 4 اتهامات أولها إدارة منشآت بدون ترخيص «مراكز تعليمية - سنتر تعليمى»، ومزاولة مهنة بدون ترخيص «التدريس» إضافة إلى استعراض القوة بإحضارها 4 بودى جارد لتوفير الحماية اللازمة لها فضلًا عن عدم اتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية للوقاية من فيروس «كورونا» مما يعرض حياة الطلاب للخطر.

ورغم هذه الواقعة التى تصدت لها الشرطة والنيابة بعد تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعى إلا أن وقائع إعلانات الدروس الخصوصية والمراجعات النهائية ما زالت تبحث عمن يتصدى لها، حيث تنتشر هذه الإعلانات على مواقع السوشيال ميديا وعلى المنصات المختلفة وجميعها تهدف إلى الترويج عن بضاعة التعليم التى أصبحت أكثر رواجا من أى سلعة أخرى.
 

حاولت «الوفد» التواصل مع أعضاء لجنة التعليم بمجلس النواب للتعليق على تنامى ظاهرة الدروس الأونلاين ولكن فوجئنا بعدم الرد من بعض أعضاء اللجنة، حيث تواصلنا مع رئيس اللجنة النائب سامى هاشم الذى رفض الرد على الموضوع فى الوقت الحالى معللاً ذلك بأنه يحتاج لمقابلة خاصة بالمجلس فى وقت لاحق عند اجتماع أعضاء المجلس، ورفضت النائبة ليلى أبوإسماعيل الحديث حول الموضوع لأنها خارج البلاد، وقمنا بالتواصل مع النائب حسام المندوه الحسينى لكن هاتفه غير متاح بشكل دائم.