رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الزوجة الثانية...ريم تطلب الخلع هربا من ظلم زوجها وتركها واولادها للمجهول

بوابة الوفد الإلكترونية

 فى رواق يفضى إلى إحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة، وقفت «ريم» ذات الثلاثين ربيعًا، على استحياء مرتدية عباءتها السوداء التى تكشف عن جسد هزيل أنهكته الهموم، وانحناءة خفيفة أعلى الظهر، تزين رأسها بحجاب حريرى مزيَّن بخيوط حمراء ونقوشات فضية، تطل منه شعيرات تظهر ما أصابها من شيب، توهم به الناظرين إليها بكبر عمرها الذى لا يزال فى عامه الاول من العقد الثالث، وتنتعل حذاءً رثاً أسود اللون، يفضح قدمين احتلتهما التشققات من مسح أرضيات المحل الذى تعمل به لسد جوع طفليها «عمرو وحسن».

بدت الزوجة الثلاثينية شاردة الذهن، شاخصة البصر، تصارع شبح ذكريات عاشتها مع رجل ضحت بشبابها وصحتها من أجل إسعاده، وفى نهاية المطاف طلقها غيابيًا بعد 12 عامًا، وتزوج من أخرى «سيئة السمعة» -على حد تعبيرها- لم يخرج «ريم» من دوامة أحزانها سوى صوت الحاجب الأجش الذى أذن لها بالمثول أمام القاضى فى دعوى نفقة صغيريها.

تقول الزوجة: «ما أصعب الإحساس بالظلم، وما أمر طعنة الغدر عندما تأتى من رفيق دربك وعشرة عمرك الذى افترشت الأرصفة من أجله، وخدمت فى بيوت العباد لتساعده فى أعباء الحياة، وقبلت أن تعيش معه فى غرفة مسقوفة بألواح خشبية تقع فى أحد الأحياء الشعبية الفقيرة، شتاؤها قارس وصيفها نار الله الموقدة، يغمرها ماء الصرف ويشاركك الحياة فيها الفئران والحشرات، وبمجرد أن عرف المال طريق جيبه، وصار صاحب محال تجارية بعد أن كان موظفًا بسيطًا خان عشرة السنوات وبحث عن امرأة أخرى».

ترتسم على وجه الزوجة ابتسامة خفيفة تخفى وراءها علامات الشماتة والسخرية وهى تواصل روايتها: «ويا ليته أحسن الاختيار، لكنه ارتمى فى أحضان سيدة تكبره بأعوام، الجميع يعرف ماضيها فى ذلك الحى الفقير، الصغير قبل الكبير، وسيرتها تتناقلها الألسنة لسوء سلوكها، وزوجها على دراية كاملة بحقيقتها لكنه صامت على أفعالها خوفًا من أن تطرده من البيت فهى التى تمسك بزمام الأمور، وأما عنه فهو رجل عاجز لا حول له ولا قوة، لكننى أقر بأننى أخطأت حين غضضت بصرى عن علاقة زوجى بتلك السيدة، وأوهمت نفسى بأنها مجرد نزوة وستمر، مرت السنوات وأنا أمنى نفسى بأنه سيعود إلى رشده، وينتبه إلى بيته ورعاية الطفلين، حتى فوجئت به يطلقنى غيابيًا، ويهدم البيت الذى حافظت على استقراره لمدة

12 عامًا، مستغلًا شجارًا نشب بينى وبينه بسبب سكوته على إهانة أخيه المتسلط لى، خاصة أنها لم تكن المرة الأولى التى أُهان فيها من أحد أفراد عائلته، فقد سبق أن صفعتنى شقيقته على وجهى، وعندما علم بما حدث اكتفى بكلمة «معلش» كعادته.

وبصوت تتلون نبراته بالألم تتابع: «عدت بعدها إلى منزل أهلى وأنا أجر أذيال الخيبة بعد ما طردنى زوجى من الشقة على الرغم من أننى حاضنة ويحق لى البقاء فيها، تركت الطفلين لوالدهم لعله يتراجع ويردنى لعصمته، لكنه تزوج عشيقته وجاء بها لتحيا على أنقاض حياتى معه ولتذيق الولدين المرار، والحقيقة أنها لم تقصر فى تعذيبهما والتنكيل بهما، والأدهى أنها أجبرت أباهما أن يمنع عنهما المصروف».

تختتم الزوجة روايتها سريعًا: «وحينما وصل إلى مسامعى ما ارتكبته فى حق الطفلين قررت أن أستردهما إلى حضنى مهما كانت التضحيات فهما لا ذنب لهما فيما حدث ولا فى ان يكون والدهما خائناً ناكر للجميل والعشرة وها أنا هنا كى أطلب إعادتها من قاضى الأسرة وأتمنى أن يقضى بذلك سريعاً حتى لا يستمر عذاب فلذتى كبدى مع زوجة أبيهما ويستمر عذابى وتأنيب ضميرى على تركى لهما.. ولكنى كنت أتمنى أن أعيد والدهما ولكن كانت خطتى وبالاً على أولادى وأكاد أن أفقدهما للأبد أو يتحولا إلى مرضى أو مجرمين ولا أعفى نفسى من مسئولية ما حدث لطفلىّ فقد استخدمتهما كأداة للحرب فى معركتى لاستعادة زوجى الهارب إلى حضن امرأة أخرى فتحول الطفلان إلى ضحايا لى ولأبيهما..هذه حكايتى