عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتقام أعمى.. صراع الزوجين تسبب في قتل طفليهما

بوابة الوفد الإلكترونية

تخلى الأب عن أبنائه وتجردت الأم من كل مشاعر الأمومة واقتصر تفكيرهما على حياتهما الخاصة دون النظر إلى الأطفال الذين دائماً يكونون نتاج الإهمال الأسرى، الأم تفكر فى حياتها بعدما طلقها زوجها وظلت تبحث عن زوج ليملأ حياتها العاطفية التى فرغت من حنان الأبناء، بالفعل تزوجت وذهب الأطفال لجحيم زوجة الأب، العذاب بجميع أشكاله الناتج حالة نفسية تصيبهم، الأطفال يهربون لحنان أمهم فيجدون ابناً جديداً لها يتربع على عرش قلبها، الأب يأخذهم تارة أخرى عذاب تلو عذاب، البنت قتيلة أبيها وزوجها والولد مصاب بحالة خوف وذعر.

تزوج محمد من رانيا منذ 11 عاماً وانقضت الأيام الأولى السعيدة من الزواج ورزقهما الله بمولودة ليزيد الله من رباطهما وسعدت الأسرة بهذه المولودة وأطلقوا عليها اسم «منة» لكونها هدية من الله، لم تمر سنتان من ولادتها وجاء أخوها الأصغر إلى الدنيا، وتزايدت المشاكل وبدأت الوجوه الحقيقية فى الانكشاف، وكثرت الأعباء اليومية ولا يوجد فرار من واقع الخلافات لنفاد الحب لدى الزوجين، وكان القرار الأخير الطلاق، دون النظر إلى الطفلين اللذين سيدفعان الثمن.

افترق الزوجان بعد مشاجرات استمرت طويلاً كان نتاجها الطلاق، ذهب الأطفال إلى حضانة أمهم وهم فى حيرة بين أبويهم لم يشعر الأب بهذا الذنب الذى اقترفه فى حق أبنائه وتزوج من أخرى ليبدأ حياة جديدة متناسياً الضحايا، فلم تجد الأم ما تفعله غير أنها تبدأ حياة زوجية جديدة متناسية أطفالها.

تزوجت الأم، وطالب الأب بحضانة أبنائه، مرة أخرى، ذهب الأطفال إلى حياة جديدة مع والدهم وزوجته، الأب يريد أن ينتقم من زوجته الأولى، وبدأ الشيطان فى عمله استحوذ على عقل زوجة الأب وبدأ يلقى بخططه بعدما سيطرت الزوجة على والد الأطفال وانساق وراءها، اتخذت الأطفال خداماً لأبنائها، بعلم والدهم ولم تحرك بداخله ساكناً، بدأت الأعباء تتزايد يوماً فيوماً والأطفال يدفعون الثمن، تجرأت زوجة الأب فى ضرب أبناء زوجها بسبب ودون، الطفل الصغير يبكى من التعذيب فلم يجد غير حضن أخته الذى امتلأ بدموعها من العذاب.

لم يشفع صراخ الأطفال لدى الأب الذى ظل صامتاً لا يتحرك تجاه أبنائه ويشاهدهم يعذبون على يد زوجته، وبعد مرور الوقت تحركت عاطفة الأب وكانت النتيجة مساعدة زوجته فى تعذيب أبنائه بعد أن أقنعته زوجته بذلك، الأطفال يبكون لا يجدون من يرحمهم، وكانت الكارثة إصابة الأطفال بداء نفسى من قسوة معاملة أبيهم معهم وكثرة عذاب زوجة أبيهم دون أى رحمة أو شفقة.

الطفلان فى حيرة ماذا يفعلان وإلى من يلجآن، تحول الأب إلى ذئب بشرى فقررا أن يذهبا إلى طاقة الحنان الفارغة ولكنها ليست بها عذاب، ويهربان إلى أمهما وهما يعلمان أنها متزوجة برجل آخر وأن معاملة أمهما سوف تختلف عن السابق ولكنها سوف لا تقسو عليهما، مهما كان فهى الأم.

تسللا ليلاً من منزل والدهما ليذهبا إلى منزل زوج والدتهما ليجدا مولودها الجديد من زوجها، وذهب الحنان للصغير وتغيرت المعاملة، الأم منشغلة بحياتها الجديدة، وعلمت الأم بالحالة التى أصابت طفليها، فلم تهتم بهم كباقى الأمهات لتخرجهما من هذه الحالة، وببرود أعصاب قررت الأم إيداع طفليها بدار رعاية نفسية لتتفرغ لحياتها الجديدة ولعلاجهما من الآثار النفسية.

ذهب الطفلان إلى دار الرعاية النفسية ولا يجدان ما يفعلانه، علم الأب بهروب أبنائه جن جنونه كيف يذهبان إلى أمهما.. «أنا لازم أعرفهما كيف يهربان من عندى» ذهب الأب إلى منزل طليقته، ليأخذ أطفاله وهنا كانت الكارثة علم بإيداع أطفاله دار رعاية نفسية: «انتِ ازاى تودى أولادى مصحة نفسية من غير متقوليلى، أولادى مش مجانين».. ذهب الأب إلى دار الرعاية واستعاد طفليه.

العيون تنزف دموعاً والقلب يخفق بشدة خوفاً من وصلات التعذيب التى تنتظرهما مرة أخرى إلى جحيم

زوجة الأب، الطفلان يدخلان المنزل، وفجأة ينقض عليهما الأب بمساعدة زوجته ضرباً.. «بتهربوا لامكم اهى رمتكم فى مصحة نفسية من النهاردة هتشوفوا العذاب»، تزايدت الحالة النفسية التى أصابت الضحايا ليزداد عذابهما.

بدأت الحالة النفسية تنعكس على حالتهما وأصيبا بمرض التبول اللاإرادى، التعذيب ازداد من زوجة الأب لهما تارة بكيهما بالسكين الساخن وتارة بإجبارهما على تناول شطة للحد من هذه السلوكيات، ولم تعلم أن الحالة النفسية تحولت لمرض نفسى وهذه الأفعال نتاج هذا المرض الذى سبباه للطفلين.

وجاء اليوم الموعود، استيقظت «منة» ذات يوم لتجد ثيابها مبللة أثناء النوم من كثرة العذاب التى تتعرض له يومياً.. وبصوت خافت أخبرت والدها «بابا أنا عملت حمام على نفسى».. لم يتمالك الأب نفسه تجاه هذا الموقف، وراح يجرها إلى المطبخ وقام بربطها بحبل من رجليها لمدة عشرة أيام دون طعام أو الماء وكان يواظب على تعذيبها بالخرطوم الذى خصصه لها.. وبكل جهل كان يحاكيها: «أنا هخليكى تبطلى تعملى حمام على نفسك من النهاردة مفيش أكل غير لما تبطلى».

آهات وصراخ وبكاء لم يشفعوا لدى الأب لابنته تشوه جسدها وقص شعرها وشطة، الأخ الأصغر فى حيرة يريد أن يدافع عن شقيقته وكان يتسلل ليلاً لتحريرها ولكن كانت زوجة الأب لهما بالمرصاد تزيد حفلات العذاب دون أى رحمة أو شفقة والأب منساق وراءها، كما تساق البعير فى القافلة.

وفى اليوم العاشر لم يكن للضحية القدرة على مقاومة وصلات التعذيب، وفارقت الحياة بعد حرمانها من رؤية أمها عاماً كاملاً مع العذاب المستمر.. فارقت الحياة تاركة عناد والديها وحبهما لنفسيهما.

جلس الأب بصحبة زوجته يفكران ماذا يفعلان فى هذه الكارثة التى تسببا بها، وبعد تفكير عميق استقرا أن يذهبا لقسم الشرطة ويبلغا بأن طفلته صدمتها سيارة ولقيت مصرعها، وقاما بتهديد شقيقها إذا اعترف عليهما سوف يفعلان به مثل أخته، فصمت الطفل خوفاً ولكن التحريات أوضحت عدم صدق كلام الأب وكشف التقرير الطبى الشرعى أن سبب الوفاة التعذيب الدائم، وآثار تعذيب قديم، وأمرت النيابة بحبس الأب وزوجته على ذمة التحقيقات.

وعندما علمت الأم بوفاة ابنتها تعذيباً جاءت تهرول بعد عام كامل من تغيبها عنهما، وكانت عيون الطفل مليئة بالعتاب بعدما فرغ قلبه من حبها.. انت السبب فى كل اللى حصلى أنا وأختى.. بتبكى علينا.. بدّورى علينا بعد ما ضعنا.

ماتت أختى جائعة وتتمنى شربة ماء وأنا سألحق بها، تمتعى يا أمى بحياتك عيشى كما تريدين ونحن سنشكو عذابنا للسماء!