رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معرض القاهرة الدولي للكتاب| "سرير فارغ" يناقش المرأة بين القهر والفقد

بوابة الوفد الإلكترونية

 شهدت قاعة فكر وإبداع بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والخمسين، ضمن فعالياته الثقافية، ندوة مناقشة المجموعة القصصية "سرير فارغ"، للكاتبة الصحفية والقاصة سمية عبدالمنعم، والصادرة عن دار أفلاك للنشر، ناقشها كل من ا.د هدى عطية، د. رشا الفوال، وأدارها أ. أحمد حلمي.

 بداية تحدث أحمد حلمي عن الأدب النسوي قائلًا: يمكن أن نعرف أدب المرأة على أنه الأدب المعنى بهموم وقضايا المرأة ومشكلاتها ورؤية العالم من منظورها ووعيها الخاص والداخلي، مضيفًا: كما يمكننا تقسيم أدب المرأة من حيث الخطاب إلى ثلاثة أقسام مختلفة:
قسم إنساني يتناول العالم الروائي/الحقيقي من منظور إنساني فقط بدون أي تحيزات نوعية أو جندرية، قسم أنثوي يتناول العالم الروائي/الحقيقي من منظور ووعي الأنثى ويرصد ويحلل الواقع/الحكاية من خلال هذا الوعي.


 قسم نسوي يتناول العالم الروائي/الحقيقي من منظور نسوي بكل أطياف وإصدارات وتنوعات النظريات النسوية من أكثرها اعتدالًا لأكثرها تطرفًا، وهذا التصنيف لأدب المرأة تصنيف توصيفي من حيث الخطاب الموجه من خلال النص، ولا يشتمل على توصيف جمالي أو فني أو حكم قيمة فنية أو فكرية.

 فيما قالت الأستاذة الدكتورة هدى عطية: نحن أمام سرد أنثوي يؤكد جدارة الإبداع النسوي في كشف اللثام عن مناحي مهمة مما بقى مهمشا مسكوتا عنه مما له تعلق بالمرأة بوجه خاص، أو بإدراكها المرهف والمتفرد للحياة والعالم واللحظة المعيشة. فعبر الجمع الصعب بين تركيب لغوي ممتع، وسرد يتسم بالبساطة المدهشة؛ تبدع "سمية عبد المنعم" خمس عشرة مرآة قصصية لعل الضمير الجمعي فضلا عن ضمير القارئ الفرد يبصر في صفحتها بعضا مما تغافل عنه بوعي أو بغير وعي. فقد آثر هذا السرد ألا يبقى في إطار الجسد الناعم ونداءاته المحمومة للاكتمال بالآخر، ولا في إطار الغرف المغلقة ونصف المضاءة، وإنما تعلن القاصة عن حضورها الإبداعي عبر سرد يتماهى بالراهن الثقافي والاجتماعي والاقتصادي أيضا، سرد يندغم بالوجع الأنثوي معبرا عن مباهج الأنوثة وما تعانيه من مخاوف، أفراحها وأطراحها، واصلا الوجود الأنثوي حاضره بماضيه، دون أن يفصل شقاء هذا الوجود عن شقاء الآخر (الرجل) الذي يمثل النظير لتمام الحياة واكتمالها.
تجترح سمية في قصصها أغلفة المسكوت عنه، وتحاول تمزيقه، إذ تلقي الضوء بجرأة شديدة على نماذج من الشخصيات النسائية، ممعنة بإحكام في استخدام آليات الوصف التفصيلي، وتنويع الخطاب، وأنسنة الكائنات، واستنطاق العدم، والتوسل بالشعبي والتاريخي والأسطوري، بالإضافة إلى تعمدها تداخل الأنواع الأدبية والفنية، خالقة مشهديات تمزج أحيانا بين كتابة السرد القصصي والسيناريو، كما في قصة ( مواء).
وبقدر ما يكشف السرد في مجموعة ( سرير فارغ) عن النماذج النسائية المقهورة بالفقد والمتوسلة بالدمع في محاولات للبحث المحموم عن الذات والمعية الحميمة – بقدر ما يقف السرد محاكما للسياق الواسع المحيط بتلك النماذج ، حيث يتبدّى المجتمع رقيبا صامتا أمام مأساة هؤلاء النسوة، ضاربا الصفح عن مساءلة نفسه، أو في أحسن الأحوال يستخدم إزاء معاناتهن شفقة لا تثمن.
ولقد أفلحت المجموعة عبر نماذجها من أن تغدو مرايا سردية تمكن أفق

التلقي من رصد ملامح (الأنا) الأنثوية وتفاصيل عالمها وطبيعة طقوسها إبان اغترابها عن الآخر أو لحظة نشوتها بحضوره وزهوها، وتمنح هذه المغامرة الإبداعية مخيال المتلقي سانحة تأمل أناه واكتشاف ذاته، وهكذا ترد "سمية عبدالمنعم" بمخيال المتلقي فراديس سردية مضمّخة بنكهة الوجع الأنثوي في بعده الكلي.

 


أما الدكتورة رشا الفوال، فقالت: في مجموعة: سرير فارغ للكاتبة سمية عبدالمنعم، صورة المرأة هي الأكثر وضوحا، والتي ساهم في تكوينها السياقات الاجتماعية والدينية والثقافية والاقتصادية؛ ولأن لصورة المرأة دلالتها التي تؤسس خطابا تفسيريا للمفردات، ارتكزت الكاتبة على رصد إحساس المرأة الذي يمثل العنصر الأول في كل معرفة.
وأضافت أن المجموعة لابد أن تقرأ في ضوء أنماط الشخصية التي تُعد العمود الفقري للمجموعة؛ مؤكدة أنها اعتمدت على السرد الوصفي الذي يهتم بتصوير الأحوال النفسية للشخصيات، وتعمقت في عالم المرأة الواقعي وانفعالاتها؛ فقضايا المرأة التي قد شغلت المجتمع دفعت الكاتبة إلى معالجتها بالكتابة الإبداعية، مع ملاحظة أن التعبير عن أفكار الشخصيات النسائية وعواطفها لم يتم بوصفها مباشرة، ولا بتفسيرها، إنما بإثارة موضوع ما من خلالها، فصورة المرأة التي رأيناها في مختلف مراحل نموها اكتست برداء السياق الاقتصادي والثقافي والنفسي والاجتماعي، ربما لذلك كانت قتامة صورة المرأة في عدد كبير من قصص المجموعة تعكس مكانتها الاجتماعية ونظرة الآخر لها، وقهرها الاجتماعي.

 


كما تحدثت الكاتبة سمية عبدالمنعم عن كواليس كتابة المجموعة، مؤكدة أنها شهدت مخاضًا صعبًا، لم ينهه سوى تجربة الفقد التي عاشتها فكانت المجموعة سبيلها للخروج منها وكأنها وسيلة للتطهير النفسي، مؤكدة أنها تعمدت بساطة الأسلوب في تلك المجموعة خلافًا لما تميزت به كتاباتها السابقة، ذلك أن صوت الحدث والفكرة هنا طغى على أي تعمق أو استغراق لغوي، مضيفة أن جنوحها للنهايات المفتوحة هو محاولة منها لاشراك القارئ ليصبح فاعلًا في النص وليس متلقيًا لوجبة جاهزة.
كما شهدت الندوة مداخلات الضيوف مثل مداخلة الدكتور حاتم رضوان، والكاتب محمد علي عبدالهادي، والكاتب والناقد مجدي نصار، والمهندس سعدالدين محمد، وغيرهم.