رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صلاح عبدالصبور.. عبقري أَثْرَى الشعر العربي وتَأثَّر بالغربي

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت_ سمية عبدالمنعم:
 «لقد كان صلاح فارسًا نبيلًا يحلم بإصلاح العالم، وجعله يقف على قدميه بدلاً من أن يقف على رأسه فتنقلب كل الأشياء الحقة والصحيحة».
"عندما كتب صلاح مسرحيته الشعرية مأساة الحلاج، كان يائسًا من وجود العدل بين البشر، وعندما كتب مسرحية ليلى والمجنون، كان يائسًا من تمثل الحقيقة"؛ هكذا قالت عنه زوجته سميحة غالب، في تعليق سابق لها على رائعته "مأساة الحلاج".

صلاح عبدالصبور واحد من قلائل الشعراء الذين أثروا الشعر العربي وأضافوا إليه وعدوا من مجدديه، فهو رائد الشعر الحر  ورمز من رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، يقترن اسمه بنازك الملائكة،  بل يعد واحدًا من الشعراء العرب القلائل الذين أسهموا مساهمة بارزة في  المسرح الشعري ، حيث تجلت عبقريته في مسرحيته "مأساة الحلاج".

وفي ذكرى رحيله السابعة والثلاثين التي تحل اليوم ، نستعرض معا مصادر تأثره وتنوع عبقريته:

* تأثره بشعر الحكمة وأعلام الصوفيين العرب :

اختلفت مصادر نهله وتأثره والتي خلقت موهبته الفريدة ، فقد تأثر بشعر الصعاليك و شعر الحكمة العربي، كما نهل من سيَر وأفكار بعض أعلام الصوفيين العرب مثل الحلاج وبشر الحافي، اللذين ظهرا بقوة في بعض قصائده ومسرحياته.

وتعد " مأساة الحلاج" من روائع المسرح الشعري العربي فقد تناول فيها شخصية المنصور بن حسين الحلاج المتصوف الذي عاش في منتصف القرن الثالث للهجرة. تتكون المسرحية من فصلين سماهما عبد الصبور أجزاء. الجزءالأول:"الكلمة"والجزءالثاني:"الموت" .وهي ذات أبعاد سياسية إذ تدرس العلاقة بين السلطة المتحالفة مع الدين والمعارضة كما تطرقت لمحنة العقل وأدرجها النقاد في مدرسة المسرح الذهني ورغم ذلك لم يسقط صلاح عبد الصبور الجانب الشعري فجاءت المسرحية مزدانة بالصور الشعرية ثرية بالموسيقى. أهم ما ميز هذه المسرحية التي نشرت عام 1966 هي نبوءتها بهزيمة 67 ، إذ مثلت صوتا خارجا عن السرب في مرحلة كان فيها الأدب العربي يعيش أحلامه القومية مع المد الناصري وكانت الرموز السائدة هي تموز وأساطير البعث الفرعونية والفينيقية والبابلية فكان عبد الصبور الوجه الاخر من هذه الموجة الثقافية من خلال شخصية الحلاج.

أنوى أن أنزل للناس
وأحدِّثهم عن رغبة ربى
الله قوىٌّ یا أبناء الله
الله فعولٌ یا أبناء الله
كونوا مثله!

* تأثره بالأدب العالمي

كما كان كثير الاطلاع على الأدب العالمي  ، ساعده في ذلك إتقانه للغة الإنجليزية التي سهلت عليه كذلك التواصل مع شعراء حول العالم، ومنهم الشاعر ت.إس. إليوت.
يقول عبدالصبور " منذ خمس سنوات التقيت بالمسرحي العظيم " يوجين أونيسكو " في مسرحية الكراسي، حيث كان يعرضها مسرح الجيب القاهري، وما كاد العرض ينتهي حتي كنت قد انتويت أن أدخل عالم هذا الكاتب العظيم، وسعيت إليه من خلال معظم أعماله. وكتبت في مذكراتي الشخصية عندئذ أن اكتشاف عظمة أونيسكو كان من أحلي الاكتشافات التي عرفتها في حياتي. وأضفته إلي ذخائري كما أضفت شكسبير وأبا العلاء وتشيكوف من قبل"

تأثر عبدالصبور بالشعر الفلسفي الإنجليزي ، خاصة عند " جون دون وييتس وكيتس وت. س. إليوت" ، وقد ربط  الكثيرون بين " جريمة قتل في الكاتدرائية لإليوت" و"مأساة الحلاج لعبد الصبور" .كما تأثر بالشعر الرمزي الفرنسي والألماني "عند بودلير وريلكه" .

اقترن اسمه باسم الشاعر الأسباني " لوركا " خلال تقديم المسرح المصري مسرحيته " يرما " في الستينيات ، إذ اقتضى عرض المسرحية أن تصاغ الأجزاء المغناة منها شعرا، وكان هذا العمل من نصيب "عبد الصبور".

وقد تمثلت مظاهر التأثر بلوركا في بعض مسرحيات عبد الصبور مثل "الأميرة تنتظر، بعد أن يموت الملك، ليلي والمجنون " ، فاستقي عبد الصبور مصادر موضوعاته من خلال التناص الواضح مع طبيعة الموضوعات والتيمات المسرحية.

كما تأثر بكتابات كافكا السوداوية. هذا إلي جانب تأثره بكتاب مسرح العبث.
 
ولا ننسى تأثره بالكاتب الإيطالي " لويجي بيرانديللو "، ويتضح ذلك بمسرحيتي " ليلي والمجنون " و" الأميرة تنتظر "، حيث تتجلي فكرة المسرح داخل المسرح .

وفي فجر 14 أغسطس من العام 1981 رحل الشاعر صلاح عبد الصبور إثر تعرضه  لنوبة قلبية حادة أودت بحياته.