رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد شرف تمرد على ملامحه واعتمد على موهبته

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب-علاء عادل:

رحل الفنان محمد شرف صاحب الملامح التى تخلو من الوسامة، لا نقصد بها هنا إهانة، ولكن ملامحه كانت سبباً فى تقديمه لعالم الدراما فى مسلسل «أرابيسك» رائعة الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، والمخرج جمال عبدالحميد، حيث كانت أول أدواره شخصية «سامبو» ذلك البلطجى الحرامى، وبرغم من أن هذا العمل هو أول أدواره إلا أنه استطاع تقديمه ببراعة شديدة، حتى التصق به الاسم لفترة طويلة.

تمرد «شرف» على دور الشرير، ولم يدع نفسه لمتطلبات السوق، وحصر المخرجين له فى أدوار الشر والبلطجة، وقدم أدواراً كوميدية، أصبحت علامة فى تاريخ السينما المصرية، فالجميع يتذكر شخصية «عماد» فى فيلم «الرهينة» مع الفنان أحمد عز، وشخصية «مجدى الحرامى» فى فيلم «الدادة دودى»، و«عنكب» فى «عصابة الدكتور عمر»، و«شفيق» فى «صباحو كدب» و«الحيوان» فى «ظرف طارق»، وغيرها من الأدوار الصغيرة التى نتذكرها كثيراً فى هذه الأفلام ربما أكثر من بعض الأعمال نفسها.

لم يقدم شرف أدوار البلطجى والكوميديا فقط، بل استطاع أن يقدم دور التراجيديا فى فيلم «آسف على الإزعاج» بشخصية «نسيم» صاحب النظر الضعيف، الذى يجلس على المقهى، فاستطاع من خلال 3 مشاهد فقط يظهر بها خلال العمل أن يبكى ملايين المصريين، ويصبح مونولوجه الشهير شعاراً لكل مواطن مطحون، فكان يقول : «سمعت عن القطر اللى الناس بتركبه وبتشتغل.. أنا بقى فى الأول كنت بحسبهم عايزين كمسرية، لحد ما حد فهمنى قصة القطر، والقطر يفوتك، والميرى يفوتك، أى قطر يفوتنى، قطر الجواز، ولا قطر الشغل، قطر العمر، تركب قطر الشغل يادوب بتعمل قرشين، تلاقى قطر الجواز فاتك، وهوب قطر العمر يتقلب بيك فى قليوب».

ربما يتذكر المشاهد دائماً الفنان محمد شرف فى أدوار السينما والدراما، ولكن يغيب عن الكثيرين أن بداية شرف الحقيقية

كانت فى المسرح حيث اكتشفه الفنان أحمد آدم الذى كان حينها يخرج فى مسرح الجامعة، وبدأ فى التعرف على «شرف» ليشكلا ثنائياً فى المسرح السكندرى.

وعلى مستوى الاحتراف قدما معاً مسرحية «فيما يبدو سرقوا عبده»، و«حودة كرامة»، بجانب تقديمه «غيط العنب»، و«القشاش»، و«عيال تجنن»، و«طرائيعو»، «يمامة بيضا».

تعرض الفنان محمد شرف إلى أزمة صحية إثر إصابته بانسداد فى شرايين المخ، وخضع بسببها لثلاث عمليات جراحية، وتسبب له هذا المرض فى عدة مضاعفات أجبرته على التوقف عن العمل وقتها لفترة طويلة، وأنفق كل ما كان يملكه، حتى إنه خرج من المستشفى بعد نفاذ أمواله دون أن يستكمل علاجه، ما اضطر الفنان أشرف زكى نقيب الممثلين، لمخاطبة أكثر من فنان، لمساعدته فى علاجه، وكان على رأسهم الفنان أحمد حلمى وأحمد آدم ومحمد هنيدى وغيرهم من الفنانين الذين لم يتأخروا عن مساعدة شرف، ليستكمل علاجه، ويركب جهاز داعم للقلب.

وبعد عودة قصيرة تعرض شرف لأزمة صحية جديدة، نقل بعدها الى أحد مستشفيات الإسكندرية، ليفارق عالمنا ويلاقى ربه، عن عمر يناهز 55 عاماً، ترك خلالها أرشيفاً فنياً طويلاً مليئاً بالأعمال الخالدة فى أذهان المشاهدين، نتذكرها ونضحك ونترحم عليه.