عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«المانجا».. طابت على الشجر

بوابة الوفد الإلكترونية

على مدخل الاسماعيلية تستقبل ثمار المانجو زوار المدينة، وتنشر رائحتها الذكية بطول شوارع المدينة التى تحمل لقب «المدينة الصفراء».

ومع مطلع كل صيف يرفع أصحاب حدائق المانجو فى الإسماعيلية درجة الاستعداد القصوى لاستقبال موسم جنى الثمار، الذى ينتظرونه من العام للعام، ليأتى محملا بالخير والرزق للجميع......

صبية وفتيات فى أعمار الزهور يتوافدون على حدائق المانجو بحثا عن  فرصة عمل صيفية فى أعمال الحصاد، وسيارات نقل محملة بالمحصول تنطلق من الحدائق صوب الاسواق الداخلية واخرى تنطلق بحمولاتها لخارج المحافظة.

أسواق الخضر والفاكهة تغطى باللون الاصفر معلنة طرح محصول العام من أصناف المانجو الفاخرة والمميزة، فروشات المانجو تنتشر على مداخل طريق القاهرة وبورسعيد والسويس.

سيدات يفترشن جوانب الطرقات ومداخل الاسواق ببضاعتهم مصطافون وزائرون يتوافدون على الاسواق لشراء احتياجاتهم من المانجو للاستمتاع بطعمها الذى لا يقاوم.

«طعمها لا يقاوم ورائحتها تفتح الشهية».. هذا ما دونه سفير نيوزلندا بالقاهرة -جريج لويس- الذى زار الاسماعيلية خصيصا فى الصيف  الماضى لشراء مانجو من المدينة الساحلية وعلق فى تويتة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعى عن جمال طعم المانجو الاسمعلاوى  والتى قام بشرائها بنفسه من الاسماعيلية، وقال فى التويتة إن مصر ليست فقط أم الدنيا ولكنها أيضا أم المانجو « وبها نحو 100 صنف من المانجو تشتهر بها وأنها تصدر المانجو منذ نحو 150 عاما».

تويتة السفير النيوزلندى جاءت بمثابة ومضة لتجديد دعوات اهالى الاسماعيلية بسرعة إقامة متحف ومعرض مفتوح للمانجو وطالبوا المسئولين باستغلال الحدث وإقامة مهرجان سنوى للمانجو فى الفترة من منتصف يوليو وحتى منتصف سبتمبر من كل عام وهو موسم حصاد المحصول. وهو ما استجاب له اللواء شريف فهمى بشارة- محافظ الإسماعيلية- وأعلنت  المحافظة  هذا العام عن تنظيم لأول مرة مهرجان للمانجو فى أغسطس الجارى تعرض فيه كافة أصناف المانجو على مدار يومين بمنطقة نمرة 6 المتاخمة لمجرى قناة السويس على  أنغام السمسمية.

الإنتاج أفضل

على قارعة مداخل الإسماعيلية تنتشر شوادر المانجو الاسمعلاوى والتى بدأت بشائرها تطرح بالأسواق مع منتصف يوليو الماضي.

«فروشات المانجو» بألوانها المختلفة وأحجامها المتنوعة تبدو كلوحات فنية تزين مداخل الإسماعيلية على طريق القاهرة الصحراوي، والذى يتوافد عليه المسافرون يومياً لشراء احتياجاتهم من المانجو.

ويقول أحمد السند 45 سنة -بائع فروشات على طريق بورسعيد «ابتداء من شهر يوليو نبدأ فى تجهيز فروشات  المانجو-تزامناً مع بدء بشاير محصول المانجو وتستمر الشوادر منصوبة تواصل الليل بالنهار حتى منتصف شهر سبتمبر من كل عام.

ويضيف «هذا العام تأخر طرح المحصول عن الاعوام الماضية بسبب امتداد فصل الصيف لشهر مايو، لكن حجم الانتاج هذا العام أعلى من العام الماضى وحركة البيع تعد أفضل نسبيا رغم ارتفاع الأسعار» وتوقع أن تشهد حركة البيع زيادة فى معدلاتها مع الاسبوع الثانى من  شهر أغسطس.

 وتتراوح أسعار المانجو السكرى من 20 الى 30 جنيهًا للكيلو فيما يصل سعر كيلو المانجو العويس وهى أفخر انواع المانجو لنحو 60 جنيهًا.

ويقول أحمد عبدالوهاب تاجر مانجو فى السوق «إن الاسعار مرتفعة مع بداية الموسم لكنها سرعان ما تتراجع خلال الاسابيع القادمة مع زيادة المطروح» وأضاف «لا يمكن أن ننكر أن هناك زيادة فى اسعار المانجو مثل باقى السلع والفاكهة بسبب ارتفاع اسعار مستلزمات الانتاج والنقل وأجرة العاملين وهى تكاليف تزيد من أسعار السلع الاساسية المطروحة فى السوق «وأكد أن أسعار المانجو الزبدة والسكرى قد تتراجع لتصل ما بين 10 الى 15 جنيهًا للكيلو فى منتصف الموسم وقد يصل سعر كيلو العويس لنحو 40 جنيهًا للكيلو.

تحديات

التغيرات المناخية، وأمراض مستجدة أثرت على جودة الانتاج وحجمه خلال السنوات الماضية ، وارتفاع اسعار مستلزمات الانتاج الزراعي، وزيادة اسعار الاسمدة، كل ذلك أدى لارتفاع المانجو.

وتسببت موجات البرد الشديد والحرارة الشديدة على مدار المواسم الماضية فى تراجع انتاجية محصول المحافظة الرئيسي.

ويقول المهندس خليل السيسى خبير زراعى  واستشارى محاصيل واستصلاح اراضٍ بمنطقة القناة وسيناء للوفد: إن التغيرات المناخية أثرت بشكل كبير على العمليات الفسيولوجية التى تتم داخل النبات وهو ما جعل  المحصول هذا العام ينضج متأخرا عن موعده المتعارف عليه بسبب امتداد فصل الشتاء حتى مايو، لكن الانتاج هذا العام افضل من العام الماضى وإن كانت الاصابات الفطرية متزايدة ومنتشرة بصورة أكبر وهى عدوى فطرية أصابت عددًا من الحدائق.

وأضاف « التغيرات المناخية تتطلب من المنتجين والمزارعين تغيير الممارسات التقليدية ومتابعة نشرات الاخبار والتوقعات الجوية لاتخاذ الاجراءات الاحترازية اللازمة لحماية النباتات، مع استخدام سليكات البوتاسيوم حتى يتم التقليل من ضرر الاصابة بالصقيع، والاحماض الامينية او المواد الرغوية لرفع المناعة للنبات ليتمكن

من التغلب على الظروف المناخية فضلا عن استخدام الرذاذ المائى لتقليل فرصة تجمد الاوراق.

وأكد أن الأمر يستلزم استحداث أصناف جديدة للمحاصيل الزراعية خاصة المحاصيل الاستراتيجية القادرة على التأقلم مع التغيرات المناخية، مع استهلاك مائى أقل للحد من زيادة الملوحة فى التربة الزراعية.

السكرى الممتاز والعويسى والفص والزبدة والفونس والصديقة والهندى والتيمور هى افضل وأقدم الاصناف التى تشتهر بها المحافظة واستجد مؤخرا عليها أصناف متعددة ابرزها الكيت وناعومى.

ويقول على قطب صاحب مزرعة مانجو بالضبعية الغربية «انتاج محصول المانجو هذا العام افضل نسبيا مقارنة بالسنوات الماضية وان كانت الاصابة بالعفن الهبابى أشرس وأكثر انتشارا من السنوات الماضية، ولعل زيادة الانتاج ترجع لزيادة المساحات المنزرعة بالمحصول، لكن هجوم الذبابة العام الجارى كبير ورغم ان المزارعين استجابوا لتعليمات الارشاد الزراعى وضاعفوا نسبة الرش وتقليم الاشجار الا أن الهجوم تزايد مما يشير إلى ان هناك تحورًا في هذا الفطر. 

واكد أن نسبة انتاج الثمار تتراوح ما بين 40 الى 60% من نسبة المنزرع بالحدائق المحيطة به وهى نسبة متوسطة. وقال: هناك حدائق نسبة الانتاج الجيد بها لم تتجاوز النصف من اجمالى الانتاج.

الهباب الأسود

يعرف الهباب الاسود باسم مرض العفن الهبابى وهو من مجموعة الفطريات الرمية التى تترمم على إفرازات الحشرات الثاقبات الماصة فتكون طبقة سوداء تمنع عملية البناء الضوئي وتؤثر سلبا على الانتاج بصورة كبيرة.

وقال إن جني المحصول هذا العام تأخر على غير العادة عن الموعد المحدد فى أواخر يونيو. حيث بدأت البشائر تظهر وتطرح فى الاسواق فى الاسبوع قبل الاخير من شهر يوليو وهو مستجد آخر على المحصول الذى بات متأثرا بالتغيرات المناخية التى اخرت من نضج الثمار وجعلتها عرضة لهجمات الذباب مع ارتفاع درجات الحرارة.

وأكد أن الثمرة تبدو من الخارج عادية لكن العطب والدود ينخر بداخلها وهو ما يجب أن نحذر منه المستهلكين بتوخى الحذر اثناء الشراء وفحصها جيدا قبل تناولها.

وأشار إلى أن سعر الكيلو فى البشاير للأصناف العادية وصل فى السوق إلى 30 جنيهًا للكيلو فيما قفز لنحو 60 جنيهًا للكيلو فى الاصناف المتميزة كالعويس والفص. وتوقع قطب أن تتراجع الاسعار مع الاسابيع القادمة وزيادة المطروح فى الاسواق.

موسم الخير

أيًّا كان حجم الانتاج وجودته فلا تزال المانجو تتربع على عرش الفاكهة. ولا تزال الاسماعيلية تعتبر موسم المانجو هو موسم الرزق والخير الوفير. فمع بزوغ فجر كل يوم تتوافد بائعات المانجو من قرى الإسماعيلية المجاروة على سوق الجمعة الرئيسى بميدان الفردوس.

وقالت فاطمة السيد، بائعة مانجو من عزبة الكيلو 11 شمال الإسماعيلية: من طلعة الفجر خارجين من بيوتنا ومعانا المانجة وبنجرى على أكل عيشنا ورزق عيالنا ولحد المغرب قاعدين فى الشارع، من لمكان لمكان بنتنقل بحثاً عن الرزق المنتظر مع حصاد محصول المانجو.

وأكدت إن البائعات فى الإسماعيلية ينتظرن موسم المانجو من العام للعام، فأشهر يوليو وأغسطس وحتى النصف الأول من شهر سبتمبر بالنسبة لهم موسم الخير والرزق الذى يحققون فيه كل أحلامهن البسيطة مع توفير مكاسب مالية تسد متطلباتهم.