رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ادخلوها.. آمنين

عودة السياحة الروسية
عودة السياحة الروسية

تمثل عودة السياحة الروسية إلى مصر خطوة أولى من خطوات أخرى قادمة ينتظرها القطاع السياحى لتحقيق انتعاشة قوية تعوضه عن خسائر ضخمة تكبدها منذ ظهور فيروس «كورونا».

من المعروف أن السياحة العالمية وليس المصرية فقط تأثرت تأثرًا شديدًا بالإجراءات التى اتخذتها لمواجهة تفشى الجائحة، وأبرزها توقف الرحلات الجوية، التى تعد العمود الفقرى للقطاع السياحى، مما أدى إلى ركود تام فى هذا القطاع خلال الفترة الأخيرة.

وإذا أمكن القول إن هناك قطاعات اقتصادية عادت إلى طبيعتها مرة أخرى بعد زيادة معدلات التطعيم حول العالم، إلا أن القطاع الوحيد تقريبًا الذى لم يتعاف بعد هو السياحة نظرًا لحساسيته الشديدة تجاه تقلبات الأحداث.

ورغم ذلك فإن مصر من البلدان القليلة التى فتحت أجواءها للرحلات وأعادت الحياة للقطاع السياحى خلال الأشهر الماضية، واتخذت العديد من الإجراءات التى دعمت بها عناصر منظومة السياحة مثل الفنادق والمطارات والمنتجعات وغيرها، مما جعلها مؤهلة لاستقبال السياح فى أى وقت من العام، وهو ما تحقق بالفعل عقب قرار عودة السياحة الروسية مؤخرا، وتضاعف عدد الرحلات أسبوعيًا، ورفع نسب الإشغال فى الفنادق المختلفة.

ونتيجة لهذه الخطوة من المتوقع حدوث انتعاشة قوية للسياحة المصرية خلال الأشهر المتبقية من العام الجارى، والموسم الشتوى القادم، مقارنة بالموسمين الماضيين. كما قررت بريطانيا رفع مصر من القائمة الحمراء التى يحظر السفر إليها إلا للضرورة وعودة السياحة والرحلات إلى مصر مرة أخرى.

 

فى هذا الملف نرصد تأثير عودة السياحة الروسية لمصر على القطاع والتوقعات الخاصة بالموسم الشتوى المقبل، فضلًا عن أهمية السياحة الداخلية لهذا القطاع الحيوى للاقتصاد المصرى.

 

 

الأمان والطرق وتطعيمات «كورونا».. عوامل جذب

توقعات بانتعاشة قوية فى الموسم الشتوى

خبراء: إنشاء شركة طيران شارتر مصرية حل ناجع لزيادة أعداد السياح

توقع خبراء سياحيون، انتعاشة قوية للسياحة المصرية خلال الأشهر القليلة المقبلة، خاصة بعد عودة السياحة الروسية إلى مصر وزيادة عدد الرحلات الأسبوعية المتجهة للمدن السياحية المصرية، مشيرين إلى أن هذه الخطوة كانتمقدمة لخطوات أخرى منتظرة للسياحة المصرية تتمثل فى عودة الأسواق الأخرى لمصر ومنها أسواق غرب أوروبا كألمانيا وبريطانيا.

وأوضح الخبراء، أن الموسم الشتوى سيشهد انتعاشة قوية مقارنة بالموسمين الماضيين، نتيجة لما تبذله الدولة من جهود كبيرة لدعم ومساندة القطاع السياحى، وجعل مصر فى مقدمة الدول التى فتحت أبوابها لاستقبال السائحين من مختلف دول العالم، خاصة زيادة معدلات التطعيم ضد فيروس كورونا فى المجتمع بشكل عام، والانتهاء من تطعيم العاملين بالقطاع السياحى بشكل خاص.

من جهته، قال الدكتور زين الشيخ، الخبير السياحى ومستشار مصر السياحى السابق فى اليابان، أن عودة السوق الروسى وإن كان هناك بعض التحفظات عليه إلا أنه سيكون المقدمة لعودة السياحة العالمية لمصر مرة أخرى، وإعطاء الثقة للسائح العالمى بأن مصر آمنة ويستطيع زيارتها ويتمتع بأجوائها.

وأضاف «الشيخ»، أن عودة السياحة الروسية خطوة فى طريق خطوات أخرى قادمة للسياحة المصرية، متوقعًا انتعاشة قوية للسياحة خلال الشهور والموسم الشتوى المقبل وذلك لعدة أسباب، منها الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة لتطوير البنية الأساسية والطرق والمدن الجديدة والإنشاءات التى يشاهدها العالم كله، بالإضافة إلى العامل الأمنى المهم جدًا قائلًا، «لو مكنش فيه أمن مكنش السائح هييجى مصر».

وتابع الخبير السياحى أن هذا يأتى بالإضافة إلى الإجراءات الاحترازية المشددة التى يتم اتخاذها فى ظل انتشار فيروس كورونا، وتطوير المجتمع فى كافة المجالات وتقديم المزيد من الخدمات، لأن السياحة هى تقديم خدمة وبمجرد ما يرى السائح جودة هذه الخدمة يأتى إليك والعكس صحيح

وفيما يتعلق بالموسم الشتوى القادم، توقع مستشار مصر السياحى السابق فى اليابان، أن يشهد انتعاشة فى ظل العودة المرتقبة للسياح من دول أوروبا الغربية مثل ألمانيا وبريطانيا، بالإضافة إلى الأمريكان، وعودة السياحة المصرية إلى طبيعتها المعهودة مرة أخرى، مشيرًا إلى أن السياحة الروسية تمثل نسبة كبيرة من السياحة القادمة لمصر ولكن البلاد الأوروبية الأخرى والعرب هم الأساس بجانب السياحة الثقافية المهمة جدًا لمصر التى تعد مكملًا رئيسيًا مع السياحة الشاطئية والعلاجية.

وأوضح أن كل ذلك يأتى فى ظل زيادة معدلات التطعيم العالمية ضد كورونا والافتتاح المنتظر للمتحف المصرى الكبير وتطوير المناطق الأثرىة فى القاهرة التاريخية والإسلامية وإحياء مسار العائلة المقدسة، فضلا عن الأحداث المهمة التى نظمتها مصر مؤخرًا مثل موكب المومياوات الملكية الذى أبهر الجميع ونقل مركب خوفو وغيرها من الأحداث التى تسهم فى الترويج للمنتج السياحى المصرى وجذب المزيد من السياح.

من جانبه قال الدكتور عاطف عبداللطيف، عضو جمعيتى مستثمرى السياحة بجنوب سيناء ومرسى علم، إن نسب الحجوزات بفنادق جنوب سيناء والبحر الأحمر تتزايد بشكل يومى، متوقعًا عودة معدلات السياحة الروسية الوافدة لمصر تدريجيًا حتى تصل إلى ذروتها نهاية العام.

وأوضح «عبداللطيف»، أن السياحة المصرية أصبحت المكان الوحيد الآمن للسياح الروس ومختلف الجنسيات الأخرى نتيجة لما أحرزته مصر من تقدم ملموس فى السيطرة على فيروس كورونا، وكذلك ما تم من استعدادات طوال السنوات الماضية لإصلاح البيت السياحى من الداخل، وإعادة التطوير للمنتجعات السياحية ومساندة الدولة بمبادرات تمويل قوية أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لدعم ومساندة القطاع السياحى.

وتوقع «عبداللطيف»، أن تتخطى رحلات الطيران الروسى مع بداية عمل شركات الطيران الشارتر إلى جنوب سيناء والبحر الأحمر حاجز الـ٣٠٠ رحلة شهريًا، وتتزايد مع بدء الموسم الشتوى والسيطرة بشكل أكبر على فيروس كورونا فى أوربا الغربية

وأشار إلى أن عدد السياح الروس كان قبل ٦ سنوات يصل إلى ٣.٢ مليون سائح سنويًا يزور مصر، ولكن بسبب تداعيات أزمة كورونا فقد انخفضت هذه الأعداد، ومن المنتظر حاليًا أن يتراوح عدد السياح الروس بنهاية ٢٠٢١ بين ٤٠٠ ألف و٥٠٠ ألف سائح.

وأكد عضو جمعيتى مستثمرى السياحة بجنوب سيناء ومرسى علم، على جاهزية المنشآت الفندقية لاستقبال السياحة الوافدة، خاصة أن عودة السياحة الروسية ستفتح الباب أمام جنسيات أخرى لزيارة مصر والاستمتاع بشواطئها المتميزة، فضلا عن انتعاش السياحة الثقافية بشكل كبير هذا العام فى ظل ما تم من افتتاحات لمشروعات سياحية عظيمة وانتظار تحديد موعد افتتاح المتحف الكبير الذى أصبح حديث العالم والجميع ينتظر افتتاحه فى أقرب وقت.

ولفت إلى وجود ضوء أخضر لشركات الطيران ومنظمى الرحلات لتحويل رحلاتها من تركيا واليونان فى ظل زيادة معدلات كورونا هناك، والحرائق المتواجدة بالغابات مع التأكد من أمن وأمان مصر واستعداداتها لاستقبال السائحين بمختلف منتجعاتها السياحية.

فكرة الاعتماد على سوق سياحى واحد أصبحت غير مجدية ولابد وسط السعادة بعودة الروس ألا نغفل أهمية الأسواق السياحية الأخرى مثل الأوكران الذين كان لهم دور كبير فى مساندة السياحة المصرية طوال الست سنوات الماضية، وكذلك السياحة الداخلية، فضلًا عن التسويق للسياحة المصرية بجميع الدول المستهدف منها جذب سياحة وتلبية احتياجات السياح من هذه الدول ودعم السياحة الداخلية بمبادرات تنشيطية قوية»، بحسب عضو جمعيتى مستثمرى السياحة بجنوب سيناء ومرسى علم.

وطالب عبداللطيف، بضرورة تأسيس شركة طيران شارتر مصرية برأس مال حكومى أو مشاركة بين الحكومة والقطاع الخاص يكون الهدف منها جذب أكبر قدر من السياحة من مختلف البلدان، لأن هناك شركات طيران لدول أخرى تحتكر السوق بأسطول طيرانها الشارتر، لافتًا إلى أن هذه الشركة سيكون لها مردود اقتصادى عليها وعلى قطاع السياحة أيضاً، مضيفًا، «بدلًا من دفع ملايين الدولارات لدعم الطيران الشارتر يمكن استغلال هذا الدعم فى إنشاء هذه الشركة».

 

 

تشمل الأسواق القديمة وتغزو مناطق جديدة

الدعاية... «بوصلة» توجيه الأجانب إلى مصر

أساليب الجذب والتنشيط السياحى مختلفة ومتعددة، واختيار كل أسلوب منها لا يكون إلا بعد دراسة متأنية لطبيعة السوق السياحى الذى تخاطبه الدولة، لأن أنواع السياحة كثيرة، فالترويج للسياحة الشاطئية مثلا يختلف عن الترويج للسياحة الثقافية والسياحة العلاجية، وكل نوع منهم يناسبه أسلوب معين فى الترويج.

وبناء على ذلك تحاول الدولة المصرية ممثلة فى وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة تنفيذ العديد من الحملات الترويجية لجذب المزيد من الأسواق الخارجية سواء هذه الأسواق قديمة أم جديدة بالنسبة للسوق المصرى.

ومن ضمن هذه الحملات الترويجية ما يوجه للسوق الأوروبى ومنها ما يوجه للسوق العربى وأخرى للسوق الآسيوى، فقد أطلقت وزارة السياحة مؤخرًا حملات للسوق العربى كانت لها آثار إيجابية على زيادة الحركة السياحية الوافدة لمصر.

ومع التطور التكنولوجى المستمر، أصبحت وسائل الترويج متغيرة أيضاً، خاصة فى ظل زيادة عدد المستخدمين للإنترنت بالعالم، والشباب بالذات، ولذلك كثفت وزارة السياحة الحملات الإعلانية الإلكترونية بالدول العربية على أهم منصات التواصل الاجتماعى، وكبرى منصات البحث والحجز.

كل ذلك يأتى فى ظل اعتبار السوق العربى أحد الأسواق السياحية الهامة بالنسبة للسياحة المصرية، لأنه كان يمثل حوالى 20% من الحركة السياحية الوافدة قبل جائحة كورونا.

ومن أبرز هذه الحملات كانت حملة «مصر بتناديك.. إجازتك فى مصر.. سافر مصر»، التى أطلقتها السياحة بداية شهر مايو الماضى لمدة شهرين، على أهم منصات التواصل الاجتماعى وأكبر محرك بحثى «Google»، إضافة إلى كبرى منصات البحث والحجز فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «Wego»، واستخدمت خلالها محتوى إعلانيًا جذابًا تم إنتاجه خصيصًا للسوق العربى، الذى يتضمن أفلامًا قصيرة ومحتوى مكتوبًا وإعلانات مصورة.

واستهدفت هذه الحملة دعوة السائح العربى لزيارة مصر خلال موسم إجازات الصيف وعيد الأضحى المبارك، إضافة إلى إلقاء الضوء على المنتج المصرى الفريد والمتنوع، كما حققت نتائج إيجابية، فقد أظهرت نتائج البحث عن السفر إلى مصر وفقا لمحرك البحث «جوجل» بعد حوالى شهر واحد من إطلاق الحملة، وصولها إلى ما يقرب من 20 مليون مستخدم لشبكة الإنترنت بدول مجلس التعاون الخليجى.

واستثمارا للنجاح الكبير والنتائج الإيجابية التى حققتها حملة «مصر بتناديك»، أطلقت الوزارة أواخر يونيو الماضى الجزء الثانى منها تحت شعار «الصيف فى مصر حكاية».

وتضمن المحتوى الدعائى الجديد فى الجزء الثانى فيلمًا قصيرًا ومحتوى دعائيًا مصورًا تم من خلاله التركيز على أهم مقومات مصر السياحية والأثرىة من الطبيعة الخلابة والشواطئ الرملية المميزة والأنشطة السياحية المختلفة، والأماكن التى يتردد عليها السائح العربى، إضافة إلى إلقاء الضوء على بعض المناطق السياحية والأثرىة غير النمطية.

وبالإضافة للحملات الترويجية الإلكترونية، تم تنظيم زيارات تعريفية إلى محافظات القاهرة والإسكندرية والبحر الأحمر وجنوب سيناء، لعدد من المؤثرين العرب الذين يتمتعون بعدد كبير من المتابعين على منصات التواصل الاجتماعى المختلفة، التى تتراوح أعداد متابعيهم ما بين 500 ألف ومليون ونصف المليون متابع، وزاروا عددًا من المقاصد السياحية والأثرىة بهذه المحافظات، ووثق هؤلاء المؤثرون العرب زياراتهم من خلال التقاط العديد من الصور والفيديوهات، ونشرها على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة الخاصة بهم، التى تتمتع بعدد كبير من المتابعين.

وفى يناير الماضى، أطلقت السياحة أغنية مصورة بعنوان «مصر أرض الجمال» لإبراز جمال مصر ومعالمها السياحية، داعية الجميع لزيارة مصر، بالإضافة إلى الترويج للسياحة الداخلية والسياحة العربية، وشراء مساحات إعلانية على منصات التواصل الاجتماعى المصرية وبالأسواق العربية والعالمية الرئيسية المصدرة للسياحة إلى مصر.

كما أطلقت فيلم «رحلة سائح فى مصر»، فى إطار الحملة الدعائية التى أطلقتها تحت عنوان «Same Great Feelings»، على منصات التواصل الاجتماعى المصرية والعربية والدولية، وحقق الفيلم أكثر من 160 مليون مشاهدة فى حوالى شهر.

وخلال الأشهر المتبقية من العام الجارى، سوف تنطلق حملة دولية جديدة لترويح السياحة فى مصر، اعتمادًا على تحليل 80 مليون منشور على شبكات التواصل الاجتماعى.

ومن المقرر أن تمتد الحملة التى يشرف عليها تحالف كندي- إنجليزى، لمدة 3 سنوات، وتسلم وزير السياحة خالد العنانى، النسخة النهائية من خطتها مؤخرا.

من جهتها، قالت سها بهجت المتحدثة باسم وزارة السياحة، إن إعداد هذه الاستراتيجية استغرق نحو 6 أشهر أجرى فيها مسئولو التحالف وفريق العمل الخاص بها دراسة متعمقة للسوق السياحى المصرى والأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة إلى مصر من مختلف دول العالم، وكذلك الأسواق المنافسة.

وأضافت «بهجت»، أن التحالف الأجنبى حلل أكثر من 80 مليون منشور إلكترونى على مواقع التواصل الاجتماعى تتصل بالسياحة والسفر فى جميع أنحاء العالم، إضافة إلى استطلاع آراء 12 ألف سائح من 13 دولة من مختلف دول العالم ممن زاروا مصر خلال الثلاث سنوات الماضية أو ممن يعتزمون زيارتها خلال الثلاث سنوات المقبلة للوقوف على آراء وتوجهات السائحين.

وشملت استمارة الاستبيان معلومات لقياس مستوى رضاء السائحين وتوصياتهم ومقترحاتهم عن المقصد السياحى المصرى، ونقاط الضعف التى يجب معالجتها والعمل على تحسينها.

كما تضمنت مرحلة إعداد الاستراتيجية عقد لقاءات مع أكثر من 50 مسئولًا فى الحكومة والاتحاد المصرى للغرف السياحية، وبعض كبار المستثمرين والخبراء السياحيين، وعدد من أساتذة الجامعات، فضلًا عن بعض الخبراء والمسئولين السياحيين الدوليين من خارج مصر.

وأوضحت المتحدثة باسم وزارة السياحة، أن هذه الاستراتيجية تعتبر منهجًا واضحًا وجديدًا يتضمن الرؤية والرسالة وأولويات الترويج فى خطة مرحلية واضحة بما يسهم فى وضع الآليات اللازمة التى سيتم على أساسها تنفيذ الاستراتيجية على أرض الواقع للترويج للمقصد السياحى المصرى ومنتجاته المتنوعة فى الأسواق السياحية المستهدفة خلال الثلاث سنوات القادمة فى ضوء المتغيرات الحديثة لهذه الأسواق.

هذه الاستراتيجية تعتمد على إبراز الحياة بالمقصد السياحى باعتباره مقصدا متجددا ومتنوعا، بما يقدمه من تجارب سياحية مختلفة للسائحين من مختلف الفئات العمرية والأذواق، وكذلك تسليط الضوء على أن مصر مقصد سياحى آمن يتمتع ببنية سياحية قوية وشمس مشرقة وأجواء دافئة وشواطئ خلابة، إلى جانب الفنون الحديثة والسينما والمسرح والحرف التراثية والأكلات المصرية التقليدية الشهية والفعاليات الرياضية والفنية والأثرىة والثقافية وغيرها من مصادر الجذب السياحى.

وستبرز الاستراتيجية الخبرات السياحية المتراكمة للعنصر البشرى ومشروعات البنية الأساسية السياحية القوية التى تقوم بها الدولة فى مختلف المجالات، ومن المقرر أن يتم خلال الفترة القليلة القادمة تنظيم العديد من ورش العمل لإطلاع جميع المعنيين بالقطاع السياحى العام والخاص بملامح الاستراتيجية الجديدة حتى يتمكن الجميع من العمل سوياً فى نفس الاتجاه للترويج للمقصد المصرى فى ظل المتغيرات الحديثة للأسواق العالمية، بالإضافة إلى التعاقد مع شركة دولية لتنفيذ هذه الاستراتيجية والحملة.

 

 

مبادرات وتخفيضات تستهدف الترويج للمصريين

السياحة الداخلية.. الحصان الرابح

السياحة الداخلية تعد أحد العناصر الرئيسية لقطاع السياحة المصرية، خاصة وقت الأزمات والأوبئة العالمية، والرهان الكسبان دائمًا فى معادلة السياحة فى أى وقت، وعقب ظهور وانتشار فيروس كورونا خلال العام الماضى، وما تبع ذلك من توقف حركة السفر العالمية وتراجع السياحة الوافدة إلى مصر، بدأت الدولة التفكير فى تنشيط ودعم السياحة الداخلية بإطلاق العديد من المبادرات التى حققت نتائج إيجابية، وأسهمت وبقدر ما فى تعويض غياب السياحة الدولية.

من أبزر هذه المبادرات، مبادرة «شتى فى مصر» التى أطلقتها وزارتا السياحة والطيران المدنى، بالتعاون مع غرفة المنشآت الفندقية، كأحد أوجه الدعم الموجه من قبل الحكومة لقطاعى السياحة والسفر.

وجاء إطلاق هذه المبادرة لتشجيع حركة السياحة الداخلية والاستمتاع بالطبيعة الخلابة والجو المشمس ومشاهدة المعالم الأثرىة والتعرف على الحضارة المصرية العريقة، من خلال منح تخفيضات على أسعار تذاكر الطيران الداخلى لربط المدن السياحية بمصر.

وتقرر فى هذه المبادرة أن تكون أسعار تذاكر الطيران للمصريين والأجانب ذهابًا وعودة شاملة الضرائب خلال الفترة من 15 يناير إلى 28 فبراير 2021 وتقرر مدها إلى 15 مايو بعد ذلك، حيث كان سعر التذكرة موحدًا من القاهرة والإسكندرية إلى الأقصر ١٥٠٠ جنيه مصرى، وإلى أسوان 1800 جنيه، ومن القاهرة أو الإسكندرية إلى شرم الشيخ والغردقة وطابا 1800 جنيه، وإلى مرسى علم 2000 جنيه.

وبالإضافة لذلك تم تخفيض أسعار الفنادق المشاركة فى المبادرة فئات الثلاثة وأربعة وخمسة نجوم التى طبقت أسعار تشجيعية للإقامة بها شاملة الوجبات والضرائب والخدمة.

كما أعد المجلس المصرى للشئون السياحية فى يوليو الماضى، مقترحًا أرسله لوزارة السياحة والآثار لمبادرة «طوف وشوف» بهدف الاهتمام بالسياحة الداخلية للخروج من الأزمة الحالية التى تشهدها السياحة المصرية بأقل خسائر، وذلك خلال الفترة الزمنية بين موسم صيف 2021 وشتاء 2021/2022.

وتضمن المقترح تقديم عروض رحلات شاملة تلبى رغبات الطبقة المتوسطة من المجتمع المصرى، تغطى كافة المناطق السياحية فى مصر خلال فصلى الشتاء والصيف، ويشارك فيها شركات السياحة والطيران والفنادق الحاصلة على الشهادات الصحية، وشركات السكك الحديد، والنقل البرى، على أن تكون وزارة السياحة والآثار واتحاد الغرف السياحية هى الجهات المنسقة والداعمة للمبادرة.

كما تتضمن المبادرة إعداد برامج متنوعة ومحددة الأسعار تلبى احتياجات كافة شرائح المجتمع وملزمة لكافة الجهات المشاركة، واستطلاع رأى الفنادق للوقوف على من يرغب منها فى المشاركة ضمن هذه المبادرة التى تكون بذلك ملتزمة بتقديم الأسعار المتفق عليها لتضمينها للعرض المقدم من قبل شركات السياحة.

إضافة إلى الاتفاق على برامج مختلفة ومحددة الأسعار وعدد الأيام ودرجة الفندق، بحيث تعتمد كل شركة على إمكانياتها الشخصية فى التسويق لهذا البرنامج مستخدمة فى ذلك علاقتها بالفنادق المشاركة فى البرنامج لتقديم خدمة مميزة، وتستخدم وزارة السياحة وكل الأجهزة التابعة لها واتحاد الغرف السياحية شتى الوسائل الدعائية المتاحة لها لتسويق هذا المنتج.​

من جهته، قال باسم حلقة، نقيب السياحيين، إن السياحة الداخلية مهمة جدًا لمصر خاصة فى أوقات الأزمات العالمية مثل انتشار الأوبئة والحروب، كما أنها موجودة طوال العام ولكنها تنشط فى أوقات الأجازات والأعياد بشكل خاص.

وأضاف «حلقة»، أن الترويج للسياحة الداخلية له عدد من الأشكال منها ضرورة الإعلان باستمرار عن المتاح من فرص الرحلات فى مختلف المدن السياحية والإعلان عن الأماكن الأثرىة التى من الممكن للمواطن المصرى أن يتوجه إليها، إضافة إلى الإعلان عن مزيد من العروض السياحية التى تشجع المواطنين على السفر.

وأوضح نقيب السياحيين، أن الأسعار لابد أن تكون مناسبة لدخل المصريين وتحاكى المستويات الفندقية المتاحة (3 نجوم أو4 نجوم) إضافة إلى وجود الفنادق ذات النجمة الواحدة والنجمتين التى تجذب شرائح المستويات الأقل دخلا، لافتًا إلى ضرورة توعية المواطنين بأهمية دور شركات السياحة فى تنظيم الرحلات والاعتماد عليها لأن الشركة ستنظم لهم رحلة أرخص وأكبر وأمتع، كما يجب التخطيط المبكر للرحلة ولا يكون القرار وليد اللحظة حتى يستطيع المواطن اختيار التوقيت المناسب وحجز واقتناص رحلة رخيصة.

وتابع: «لابد من توسيع ثقافة الجروبات السياحية بدلًا من السياحة الفردية الأسرية، لأنها أوفر وامتع، وتساعد على خفض الأسعار، لأن الشركات تعاملك فى هذه الحالة بأسعار المجموعات وليس الأفراد، كذلك من الممكن استغلال وخلق بعض المناسبات التى نستطيع فيها الترويج والتنشيط للسياحة مثل خلق مناسبة نطلق عليها شهر السياحة والتسوق، واستغلال المناسبات الخاصة مثل مناسبة عروس النيل والاحتفالات القومية للمحافظات والمهرجانات والمناسبات الرياضية الدولية، فضلًا عن تعاون وزارتى الشباب والسياحة فى تقديم رحلات مدعمة للشباب لزيارة الأماكن السياحية الأثرىة والعمل على زيادة انتماء الشباب لوطنهم».

وأكد ضرورة تخفيض أسعار الطيران الداخلى بين المحافظات، لأنه ليس من المعقول أن يكون سعر تذكرة الطيران إلى شرم الشيخ مثلًا أغلى من السفر لدولة أخرى، ولذلك يجب إعادة النظر فى قضية أسعار الطيران الداخلى، لأنه سيفيد السياحة الداخلية جدا إذا زاد الاعتماد عليه، خاصة أنه أسرع من أى وسيلة مواصلات أخرى، ويتمتع بدرجة كبيرة من الأمان.

 

 

2010 عام الذروة.. و«كورونا» سبب خسائر 2020

القطاع السياحى قمة هرم الاقتصاد المصرى

شهد قطاع السياحة المصرية العديد من التغيرات خلال العشر سنوات الماضية، ما بين تحقيق قفزات تاريخية غير مسبوقة وانهيار مفاجئ واضطرارى بسبب الأحداث السياسية وانتشار فيروس كورونا خلال 2020.

حققت السياحة قفزة تاريخية من ناحية الأعداد الوافدة إلى مصر خلال 2010 بزيارة نحو 15 مليون سائح فى هذا العام، وحققت أعلى إيرادات فى التاريخ عام 2019، الذى شهد ازدهارًا كبيرًا عقب سنوات من التذبذب.

كان عام 2016 وعام 2020 هما الأسوأ، فالأول جاء عقب حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء وتوقف الرحلات الروسية إلى مصر مما أدى لانخفاض أعداد السياح إلى نحو 5 ملايين سائح فقط، والثانى شهد انتشار جائحة كورونا التى قضت على قطاع السياحة العالمى وليس مصر فقط، ووصل عدد السياح الذين استقبلتهم مصر لحوالى 3.5 مليون سائح فقط.

ويعد قطاع السياحة من أهم العناصر الأساسية فى الاقتصاد المصرى، فهو يسهم بنحو 15% من الناتج المحلى الإجمالى، وثالث مصدر من مصادر الدخل النقدى الأجنبى بعد تحويلات المصريين فى الخارج والصادرات غير البترولية، كما يسهم بنسبة 9.5% من حجم العمالة فى مصر.

وتأثر القطاع كثيرًا بأزمة انتشار فيروس كورونا حول العالم، وقد يكون أكثر القطاعات الاقتصادية التى لم تستطع التعافى حتى الآن بسبب تأثيرات الجائحة، مقارنة بقطاعات أخرى استطاعت الخروج من الكبوة.

ولأهمية هذا القطاع للاقتصاد المصرى، قدمت الدولة الدعم للعاملين فى القطاع سواء شركات أو فنادق أو عمال، وأطلقت العديد من المبادرات خلال العام الماضى والحالى لتحريك المياه الراكدة، وعدم تأثر القطاع سلبا بالجائحة وانهياره، وليكون جاهزًا فى أى وقت للعمل مرة أخرى فى حالة عودة الأمور إلى طبيعتها، وهو ما حدث بالفعل عندما عادت السياحة الروسية مؤخرًا إلى مصر، واستقبلتها المطارات والفنادق والمنتجعات بكل جاهزية.

ووفقًا للتقرير السنوى الذى أصدره الاتحاد المصرى للغرف السياحية لعام 2020/2021، تحت عنوان «صناعة إستراتيجية وخدمة تصديرية على أرض مصر»، فقد شهد 2010 الذى يوصف بأنه عام الذروة وصول نحو 14.7 مليون سائح وهو أعلى رقم لأعداد السائحين فى التاريخ بإيرادات بلغت نحو 12.53 مليار دولار.

وفى 2011 انخفض هذا العدد بعد اندلاع ثورة 25 يناير ليصل إلى 9.8 مليون سائح فقط، ثم بدأ التعافى تدريجياً فى حجم الحركة السياحية الوافدة لمصر منذ عام 2012 بعد توافد 11.5 مليون سائح، لتنخفض الحركة مرة أخرى فى 2013 بعد وصول 9.4 مليون سائح، فيما شهد عام 2014 وصول نحو 9.8 مليون.

أما فى عام 2015 توافد نحو 9.3 مليون سائح، وفى عام 2016 توافد نحو 5.3 مليون سائح، نتيجة حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء عام 2015، وتوقف الطيران بين مصر وروسيا.

وارتفعت الحركة السياحية مرة أخرى فى عام 2017 بعد وصول 8.2 مليون سائح، وفى عام 2018 وصل نحو 11.3 مليون، إلى أن حقق عام 2019 ازدهارًا كبيرًا فى الحركة وبلغ عدد السائحين نحو 13.1 مليون سائح، بإجمالى إيرادات بلغت 13.3 مليار دولار وهى الإيرادات الأعلى فى تاريخ السياحة المصرية.

وعقب تفشى جائحة كورونا فى عام 2020، ولاحتواء أزمة انتشار الفيروس تم تعليق حركة الطيران الدولى فى عدد كبير من الدول، ما أثر بشكل قوى على القطاع السياحى، وسجل هذا العام أقل توافد فى أعداد السائحين بنحو 3.5 مليون سائح فقط.

ولفت التقرير إلى أن القطاع السياحى المصرى مر بفترات صعبة منذ عام 2011، حتى بدأ فى التعافى تدريجيًا إلى أن حقق فى عام 2019 ازدهاراً كبيراً، حيث بلغ عدد السائحين 13.1 مليون سائح

وفى عام 2020، واصلت السياحة المصرية نجاحاتها خلال شهرى يناير وفبراير إلا أنه فى شهر مارس تفشت جائحة فيروس كورونا فى العالم وما تبعه من اتخاذ معظم دول العالم من إجراءات تعليق حركة الطيران الدولى.

كما تم تعليق جميع حركة الطيران الدولى فى جميع المطارات المصرية فى 19 مارس 2020 لتتوقف الحركة السياحية تمامًا فى البلاد مما أدى إلى هبوط معدلات الحركة السياحية إلى مستويات غير مسبوقة فى تاريخ القطاع السياحى المصرى، لتبدأ الانفراجة إلى حد ما فى العام الجارى وتعود السياحة لأداء دورها فى زيادة الدخل القومى المصرى.