رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. أشرف عبدالحليم مقدم البرامج الدينية بالتليفزيون: التليفزيون المصرى أسس الإعلام فى الشرق الأوسط.. و«ماسبيرو» فى الوجدان

الأزهر مدرسة الوسطية والاعتدال .. ونحتاج لتشريع يضبط الفتوى

 

رمضان شهر العمل.. وتوعية الناس بخطورة التطرف ضرورة

 

الإعلامى الكبير الدكتور أشرف عبدالحليم، كبير مذيعى البرامج الدينية بالتليفزيون المصرى أحد الوجوه الإعلامية التى اتسمت بالهدوء والالتزام فى تقديم كافة برامجه سواء عبر تسجيلات الحلقات أو خلال الأمسيات والاحتفالات الدينية الكبرى أو نقل شعائر صلاتى الفجر والجمعة على الهواء مباشرة وهو من مواليد مركز صقر عام 1974 بمحافظة الشرقية، التحق بالأزهر الشريف فى سن مبكرة حتى تخرج فيه وواصل مسيرته العلمية لينال درجة الدكتوراه مؤخراً فى مقارنة الأديان، واحترافه فى تقديم البرامج الدينية لم ينشأ من فراغ بل بالتدريب والممارسة والهواية أيضاً إضافة إلى كونه شقيق الإعلامى الكبير الدكتور على عبدالحليم -رحمه الله- والذى أثرى الإعلام الدينى بالعديد من البرامج الدينية الهادفة ليستقى منه الرسالة نفسها وينطبق قول الله تعالى: «ذرية بعضها من بعض» فكانت الأخلاق عنواناً لشخصيته ليحظى بحب وتقدير الجميع ويصبح أشهر مقدمى «ماسبيرو» فى البرامج الدينية المتخصصة، «الوفد» التقت الدكتور أشرف عبدالحليم وهذا نص الحوار:

 

 

< ماذا="" عن="" البدايات="" والنشأة="" وهل="" للأسرة="" دور="" مؤثر="" فى="" حياتك="">

- نشأت فى أسرة كبيرة تتكون من 9 أفراد إخوة ووالدى ووالدتى، وترتيبى التاسع بين إخوتى، والحمد لله منذ الصغر كانت أمى تهتم بالقرآن الكريم لأن جدى كان شيخاً ولذلك كانت والدتى محبة للقرآن والعلم والعلماء، وتحدثنا على حفظ القرآن الكريم والذهاب للمسجد، حتى إن الأمر كان به نوع من الإجبار، وقد نشأنا وإخوتى وتعلمنا فى قلب الأزهر وحصلت على المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية بالأزهر الشريف، ثم التحقت بكلية اللغة العربية وحصلت على درجة الليسانس بتقدير جيد جدا ثم الماجستير ثم نلت درجة الدكتوراه بقسم الأديان المقارنة والعقيدة، وبكل تأكيد فإن الأسرة لعبت دوراً كبيراً، فالتربية كانت بالقدوة وكان الوالد أيضاً محباً للعلم والعلماء إلا أن والدتى كانت أكثر غيرة على ذلك.

< كونك="" شقيق="" الإعلامى="" الراحل="" الدكتور="" على="" عبدالحليم="" -رحمه="" الله-="" هل="" أفادك="" أم="" أضرك="" فى="" عملك="" بالإعلام="">

- بالتأكيد أفادنى جداً فى عملى، لأننى كنت أحاكى شقيقى منذ صغرى وأقلده فى إلقائه حيث بدأ فى إذاعة القرآن الكريم وكنت أحب أن أقلد أسلوبه فى الأداء خلال برامجه وفى الحوار حتى فى الصوت نفسه، وبالطبع كان له تأثير كبير جداً وكان سبباً فى التحاقى بمجال الإعلام أيضاً حيث وجد عندى الرغبة وساعدنى كثيراً حتى اجتزت الاختبارات بنجاح.

 

< من="" وجهة="" نظرك،="" ما="" أهم="" صفات="" الإعلامى="" الناجح="" وهل="" هناك="" صفات="" خاصة="" بالبرامج="">

- بشكل عام لا بد أن يكون الإعلامى وطنياً فى المقام الأول، ومثقفاً جداً يقرأ الأحداث بشكل جيد، ولا يقول أى كلام على الشاشة دون وعى، لأنه يخاطب فئات مختلفة ولديه دراية بالقضايا التى يناقشها، ولا بد أن يكون لديه فقه المواءمات بمعنى ألا يميز فئة على فئة فى المجتمع، وهذا ما تعلمناه فى مدرسة «ماسبيرو» أما بالنسبة للبرامج الدينية على وجه الخصوص فليس أى شخص يستطيع العمل بها، فمذيع البرامج الدينية من الممكن أن يعمل فى أى برامج لكن ليس كل مذيع يستطيع العمل فى البرامج الدينية، لأن البرنامج الدينى -فى حد ذاته- يحتاج إلى ثقافة دينية معينة ويحتاج إلى شخص لديه وهى ويفضل أن يكون أزهرياً، لأنه تربى فى مدرسة الوسطية والاعتدال، ويؤمن بالرأى والرأى الآخر ويقبل النقد، وأن يكون هناك نوع من الحوار بينه وبين الآخر، فمذيع البرامج الدينية يستطيع العمل مذيعاً للأخبار أو أى برنامج آخر، على العكس من غيره فقد حدثت مشكلات كثيرة بسبب أن البعض حاول العمل فى البرامج الدينية وهو ليس متخصصاً فيقرأ الآيات خطأ والأحاديث ومن الممكن أن يقول معلومة خطأ لم يتحقق منها جيداً.

< هل="" للتليفزيون="" بريق="" خاص="" دون="" غيره="" من="" القنوات="" الفضائية="">

- بالتأكيد.. التليفزيون المصرى هو المدرسة الأم وهو من أسس الإعلام فى الشرق الأوسط والوطن العربى كله، وأبناء التليفزيون هم الذين علموا العالم العربى كيف يكون الإعلام، وأى شخص يكون سعيداً، أن يكون من أبناء التليفزيون المصرى فالتليفزيون له بصمة ومكانة فى الوجدان، وأى ضيف يجب أن يسجل داخله، لأنه يشعر بأنه فى مؤسسة إعلامية وطنية تخاطب كل المصريين كما أن التليفزيون هو الذى شكل وجدان المصريين منذ الطفولة فأغلبهم عاشوا مع التليفزيون منذ بداياته حتى اليوم، وكلهم تأثروا بهذه الوسيلة الإعلامية سواء كانت برامج أو مسلسلات أو غيرها من أشكال الإعلام أو البرامج الإعلامية.

< متى="" تشعر="" بالرهبة="" أمامك="" الكاميرا="" فى="" الاستديو="" أم="" البث="" المباشر="" أمام="">

- البث المباشر أصعب بكثير وتكون فهى رهبة أكثر، لأنك تخاطب الجمهور إلى جانب الكاميرا خصوصاً فى وجود قامات كبرى فى المسجد، مثل شيخ الأزهر أو المفتى أو وزير الأوقاف، وهى قامات علمية كبيرة، فالكلمة محسوبة على الإعلامى ولذلك يظل الإعلامى فى حالة رهبة لأنه بين الناس، بالإضافة إلى حضوره هذه القامات الكبرى، فلابد أن يتحلى المذيع بقدر من المسئولية، وأن يكون مستعداً لذلك إضافة إلى العنصر الأهم وهو توفيق الله عز وجل.

< ما="" رأيك="" فى="" الخلط="" بين="" العمل="" الصحفى="" والعمل="" الإذاعى="" مثلما="" نرى="">

- لى رؤية خاصة ونقد مهم جداً - من وجهة نظرى - وهى أنه منذ أن خل بعض الصحفيين فى المجال الإعلامـى - للأسف تغير شكل الإعلام، ومضمونه وتغيرت أهدافه وأصبحت «البروباجندا» أو «القفشة» الصحفية هى الأهم وليست المعلومة التى تقدمها للمجتمع، فنجد البعض يضخم الأحداث الصغيرة على اعتباره أنه سبق صحفى، وهذا يخالف تعاليم مدرسة «ماسبيرو» بشكل نهائى، فنحن لم نتعلم ذلك فى هذا الصرح العرق، فقد تعلمنا أن نجمع لا نفرق، ونظهر الإيجابيات فى المجتمع بعيداً عن السلبيات، فكل مجتمع به سلبيات، فنحن أكثر من مائة مليون، ولذلك هناك أحداث كثيرة، بالإضافة إلى أن الإعلامى يجب أن يتميز بحس إعلامى وطنى، ويحاول معالجة المشكلات بعيداً عن تضخيمها ولذلك فالغرب يأخذ عنا فكرة أن لدينا مشكلات ضخمة جداً، ليس لها حلول بالرغم من أنها مشكلات بسيطة، وتوجد لديهم، فدخول الصحفيين فى المجال الإعلامى سبب مشكلة كبرى للإعلاميين.

< ما="" تقييمك="" لدور="" الإعلام="" الدينى="" فى="" الوقت="" الراهن="" ومدى="" الالتزام="" بميثاق="" الشرف="" الإعلامى="" بين="" التليفزيون="" والقنوات="">

- التليفزيون المصرى ملتزم بميثاق الشرف الإعلامى فهذه طبيعتنا، فإعلاميو «ماسبيرو» تربوا على إعلام معين ذى حس وطنى، أما إعلاميو القنوات الخاصة فيخضعون لرأس المال وبناء على ذلك فهم ينفذون أجندة خاصة لصاحب القناة أو المستثمرين أصحاب القنوات، وبالتالى فالإعلام يخرج عن إطاره الطبيعى المحترم الهادف، وهذا سبب مشكلة كبيرة خاصة فى الإعلام الخاص أكثر من الإعلام الرسمى، لأننا نلتزم بميثاق شرف إعلامى لا بد من تنفيذه وتتم محاسبتنا عليه.

< مصر="" تخوض="" حرباً="" ضروساً="" ضد="" الإرهاب="" والأفكار="" الهدامة،="" فما="" دور="" الإعلام="" -="" فى="" رأيك="" -="" لمواجهة="">

- دور الإعلام مهم جداً، لكن ليس بمفرده، فهناك مؤسسات أخرى مسئولة عن ذلك، ولا بد أن تشارك فى التصدى للإرهاب، لكن الإعلام يدخل كل بيت ويخاطب كل الناس، ولا بد أن يكون الإعلامى لديه ثقافة نشر الفكر الوسطى

المعتدل، وهو فكر الأزهر الوسطى المعتدل، وهو المؤسسة الدينية الرسمية فى مصر فلا بد أن يدرك الإعلامى مهمته جيداً وينفذ ذلك حتى نستطيع توعية الناس بمشكلة وخطورة الإرهاب والفكر المتطرف الذى لا يخضع لديه أوغيره، ولكنه يخضع لأجندات غربية وخارجية تنفذ مخططاً بعينه لدعم القيم والأخلاقيات فى مصر والمجتمع بأسره، أما بالنسبة للمؤسسات الأخرى فنناشدها التعاون معنا، وإن لم تقصر مثل الأزهر الشريف والأواف ودار الإفتاء والتربية والتعليم والثقافة والشباب والرياضة لأن كل هذه المؤسسات تربى وتعلم، ولا بد أن تكون هناك مواد معينة تدرس للطلاب فى المدارس والجامعات للتوعية بخطورة الفكر المتطرف، وكيف نفهم ديننا كما أراد الله سبحانه وتعالى، القائم على التسامح والتعددية وقبول الآخر، وأن يكون هناك حوار مجتمعى دائم بين المصريين.

< بعض="" البرامج="" الدينية="" أحدثت="" لغطاً="" لدى="" الناس="" باستضافتها="" لدعاة="" غير="" مختصين="" فى="" الفتوى="" ما="" سبب="" فى="" انتشار="" الفتاوى="" الشاذة،="" فكيف="" يمكن="" مواجهة="" ذلك="" وهل="" نحن="" فى="" حاجة="" لقانون="" أو="" تشريع="" لضبط="">

- من الضرورى أن يكون هناك تشريع لضبط الفتوى، وأرى أنه من المفترض أن الأزهر الشريف هو المنوط الأول بخروج الفتاوى منه لأن الأزهر الشريف يتحمل مسئولية كبيرة فى خروج الفتاوى منه، خاصة فى القضايا الكبيرة، وفضيلة الإمام - كما هو معلوم عنه - بارك الله فى عمره دائماً يلجأ لهيئة كبار العلماء ومجموعة كبيرة من أفضل علماء مصر ليقوموا بدراسة الفتوى دراسة مستفيضة من كافة الوجوه سواء كانت دينية أو اقتصادية حتى الطبية وغيرها، لكن نجد بعض الدعاة يظهر على الشاشة فى خمس دقائق يطلق فتوى دون مراجعة علمية أو فقهية لها، لمجرد أن لديه شهوة الشهرة أو شو إعلامى ما أفسد بعض الشباب بعض فئات المجتمع بسبب تصديقه هذه الفتوى وقدم صورة مغلوطة عن الإسلام، ويجب ألا تؤخذ الفتاوى على الهواء مباشرة فهناك فتاوى ملتبسة وصعبة دون مراجعة علمية لها، فمن المفترض أن يكون هناك ميثاق شرعى وفقهى وعلمى، وكنت أود تفعيل قناة الأزهر التى أعلن عنها لتكون المنبر الذى يرع له الناس فى الفتاوى.

< بصفتك="" متخصصاً="" فى="" الإعلام="" الدينى="" كيف="" تقرأ="" قضية="" تجديد="" الخطاب="" الدينى="" وما="" دور="" الإعلام="" فى="" إحداث="" هذا="">

- تجديد الخطاب الدينى قضية قديمة وليست حديثة فالاجتهاد فى الدين بابه مفتوح منذ عصر النبى صلى الله عليه وسلم، ما دمت لا تخالف الكتاب والسنة، فلدينا ثوابت لا يمكن التعدى عليها مثل القرآن والسنة ومصادر التشريع الإسلامى، لكن أن نجدد فى الأمور المستحدثة الفرعية التى لم يرد فيها نص فهذا شىء مطلوب بما يتواءم مع العصر ولا يخالف الشرع، ونحن نعمل ذلك فى التليفزيون قدر المستطاع من خلال تبسيط المعلومة وتعليم الناس الدين بطريقة ميسرة وسهلة ولفت الانتباه إلى قضايا الإرهاب والتشدد باعتبار أن ذلك خروج على الدين الإسلامى الحنيف.

< حصلت="" مؤخراً="" على="" رسالة="" الدكتوراه،="" فما="" موضوع="" الرسالة="" وهى="" ترى="" أن="" هذه="" الدرجة="" العلمية="" تصب="" فى="" تحقيق="" رسالتك="">

- بالتأكيد، فالعلم مفيد فى كل الأحوال ورسالتى كانت بعنوان «المرأة بين النصرانية والإسلام.. دراسة مقارنة» وبحثنا فيها عن النقاط الإيجابية أو الاتفاق بين المسيحية والإسلام الخاصة بالمرأة وهناك أيضاً نقاط خلاف مثل التعددية فى الزواج وتقديسه، وبالتأكيد استفدت من البحث العلمى فى مجال الأديان لأنه يجعلنى أستطيع مخاطبة فئة كبير فى المجتمع وهم أشقاؤنا المسيحيون بخطاب مسئول وواعٍ.

< كيف="" يقضى="" الإعلامى="" الدكتور="" أشرف="" عبدالحليم="" يومه="" فى="">

- هو موسم عمل من قبل رمضان وخلاله أيضاً، فشهور رجب وشعبان ورمضان هى شهور عمل متواصل بالنسبة للإعلام الدينى تحديداً، والعيدين، ومن أهم الأعمال فى شهر رمضان نقل صلاة الفجر على الهواء مباشرة، والمناسبات الدينية الكبرى فى رمضان، ومسابقة الأزهر للقران الكريم، ونقل شعائر صلاة الجمعة بالإضافة إلى البرامج التى نعمل بها مثل «دنيا ودين» و«الأمن والإيمان» و«قولوا للناس حسنى».

< وما="" أقرب="" البرامج="">

- برنامج «الأمن والإيمان» وأقدمه من داخل الجامع الأزهر الشريف تحت إشراف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وأستضيف فيه نخبة كبيرة من هيئة كبار العلماء وهو برنامج لم أقدمه من قبل.

< أخيراً..="" ما="" المشروع="" الفكر="" الذى="" تحلم="" به="" ورسالتك="" التى="" توجهها="" وإلى="">

- أتمنى أن يهتم المجتمع المصرى بالثقافة والعلم خاصة فى ظل الأمية الدينية التى نحياها اليوم، لأن الدين يضبط الأخلاق والسلوك والمجتمع، أما رسالتى فأوجهها إلى قادة مصر والمسئولين عن الإعلام فى مصر بأن نكون عند حسن ظن الجميع فى نشر الفكر الوسطى المعتدل، وعلى المصريين أن يتكاتفوا جميعاً فى هذه المرحلة الصعبة من تاريخ مصر، ورسالتى الأخيرة لأمى وإخوتى شكراً لمساندتكم لى فى حياتى ومشوارى ووالدى وشقيقى الراحل الدكتور على رحمه الله وأبنائى وزوجتى.